عمون – محمد الخوالدة - افتتحت السفيرة الفرنسية في الاردن فيرونيك فولاند- عنيني بيت الاخوات في مدينة الكرك وذلك بعد اعادة تاهيله بتمويل من وزارة الخارجية الفرنسية، وسيكون هذا البيت الذي بني في خمسينيات القرن الماضي مركزا حرفيا وتدريبيا لتصنيع الخزف والحلي الخشبية والنحاسيات ومطبخا انتاجيا ما يوفر فرص عمل لابناء الكرك واللاجئين المقيمين فيها.

وقالت السفيرة في حفل الافتتاح الذي نظمته جمعية الكاريتاس الاردنية إن اعادة تاهيل بيت الاخوات في الكرك جاء ثمرة تعاون مشترك بين وزارة الخارجية الفرنسية ووزارة السياحة الاردنية وبلدية الكرك وجمعية الكاريتاس ومطرانية الروم الكاثوليك واللاجئين العراقيين في الاردن.

وتأتي عملية تأهيل هذا البيت بحسب السفيرة في سياق برنامج دعم ضحايا العنف العرقي والديني في الشرق الاوسط والذي اعلن عنه في مؤتمر باريس الذي عقد في الثامن من شهر ايلول عام 2015 باسناد من الحكومتين الفرنسية والاردنية، مشيرة الى ان فرنسا التزمت في هذا المؤتمر بصون التنوع الثقافي والديني في الشرق الأوسط، ما يؤكد وقوفها إلى جانب الأردن في ادارته لازمتي اللجوء العراقي والسوري على ارضه.

واضافت السفيرة التي اشادت باجواء العيش المشترك بين مكونات المجتمع الاردني بكل طوائفه، اضافت تقول نامل من خلال اعادة تشغيل بيت الاخوات الفرنسيات في الكرك الاسهام في احداث تنمية اقتصادية وسياحية في المدينة، وذلك بالتزامن مع الرغبة المشتركة بين بلدية الكرك والحكومة الفرنسية للتوامة بين مدينة الكرك الاردنية ومدينة كاركاسون الفرنسية مؤكدة السعي القائم لادراج قلعة الكرك التاريخة على قائمة التراث العالمي لليونسكو.

وفي كلمة ترحيبية بالسفيرة والحضور قال الاب بولص بقاعين راعي طائفة الروم الكاثوليك في الكرك كان هذا البيت ومنذ انشائه قبل عشرات السنين مؤشر محبة تجمع بين الشعبين الفرنسي والاردني، مستذكرا في حديثه سيرة الراهبات الفرنسيات اللواتي هجرن وطنهن وجئن الى مدينة الكرك بقلب منفتح لتقديم ما امكن من خدمات لمواطنيها، فكان لهذا البيت كما قال تأثيره البالغ في مجمل الحياة الاجتماعية في المدينة.

وقال رئيس ابرشية الروم الكاثوليك في الاردن المطران جوزيف جبارة إن بعث الحياة في بيت الاخوات في الكرك يجسد روح الالفة والاخوة القائمة بين ابناء مجتمع الكرك بكل مكوناته، مثمنا دور الحكومة الفرنسية وجمعية الكاريتاس لاعادة تفعيل هذا الصرح بكل مايعنيه ذلك من ابعاد انسانية.

وقال محافظ الكرك جمال الفايز إن هذا المبنى سيشكل منطلقا لمسار سياحي جديد داخل مدينة الكرك ما يساعد في رفع وتيرة تدفق السياح للمدينة بكل ما يعنيه ذلك من انعكاسات ايجابية على الحركة التجارية فيها، اضافة لتوليد فرص عمل لمواطنيها من خلال تسويق منتجات الورش الحرفية فيه.

وحضر الافتتاح القائم باعمال السفارة البابوية في المملكة المونسنيور ماورو لالي ومدير عام جمعية الكاريتاس الاردنية وائل سليمان ورئيس بلدية الكرك الكبرى ابراهيم الكركي ومدير سياحة المحافظة محمود الصعوب ورئيس مجلس محافظة الكرك صايل المجالي وعدد من ابناء المجتمع المحلي.