بصراحة تحتاج هذه الحكومة الى قرارت خارقة تمكنها من "تحريك مشاعر "الناس إيجابيا" إن صح التعبير",فلا مجال ابدا للتعامي او بتعبير اكثر دبلوماسية للتغاضي عن حقيقة ان الناس في واد والسلطة الرسمية في واد وان الامر يتطلب جهودا جبارة ليس من حيث القوة الجسدية طبعا وانما من حيث قوة العقول واجتراح المبادرات الخلاقة والافكار العظيمة للتدخل مباشرة في مشاعر الناس كي تتفاعل مع الحكومة وقراراتها ,فالحقيقة المرة تقول ان السواد من الناس خارج منظومة النخب لاشأن لهم في ما يجري وان على من لايصدق ان يذهب إن اراد ليمتحن ذهنية الناس ليرى كم هم معنيون بما يجري من تغيير وتحديث وبيانات اصلاح وتطوير وحداثة !!, فالمعنيون في حالتنا الان هم" والله اعلم" النخب او من يعتقدون بانهم نخب مضافا اليهم الوصوليون والانتهازيون والمنافقون .


لاغضاضة ابدا في ان نقر بأن كبر حجم الضغوط الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي رزح تحت نيرها شعبنا الاردني كغيره من شعوب المنطقة والعالم ربما,احدث اثرا سلبيا هائلا في نفوس الناس ,واوجد حالة مستفحلة من "القيم السالبة "الهدامة ومنها انعدام التوازن وانحسار الثقة واستشراء الفساد وشيوع ثقافة الاستخفاف حتى بانبل المباديء الاجتماعية الجميلة والمثل السياسية الجليلة في حياتنا وغياب منهجية الايثار لصالح مثلبة الاستئثار واستبداد الظلم بديلا عن العدل وتراجع خلق التضحية وافتداء الجماعة ,ولقد حدث كل هذا بصورة مرعبة اعادت الفرد في مجتمعنا الى آخر نقطة او آخر خطوط الحرص على النفس والمصلحة الشخصية الخاصة وليذهب الاخرون الى "حيث القت" حتى لو كانوا الاخوة اواقرب الناس نسبا وصداقه!.

بصراحة يجافيها المنافقون والمتكسبون والمنتفعون..فأن هذا حال مائل, والحال المائل كلما اشتد دفع الناس الى احد مصيرين ,اليأس اوالتدين, ومن هنا تكثر حالات الانتحار والتخلص من الواقع من جهه ,وتكثر حالات العودة الى الله جل وعلا من جهة باعتباره سبحانه الملاذ الذي لا ملاذ سواه ,وما بروز اسم الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وغيره من الاسماء ذات الصلة بالتدين وبنسبة 30 بالمائة من مجمل المواليد الذكور والاناث خلال العام الماضي الا مؤشرات لمن يريد ان يعرف او يتعرف على اجتهادات الشارع وحقيقة مشاعر الناس الذين هم مصدر السلطات كلها وفق ما يقول به "الدستور"!.

وبصراحة كذلك يحجم عنها صيادو الفرص وتجار الازمات فان هذه الحكومة بحاجة ملحة جدا لقرارات غير عادية واجراءات استثنائية تتجاوز حدود الروتين لتكون مبادرات ابداعية غير مسبوقه ,وبصورة قادرة على تفعيل مشاعر الناس وتحريك الدم في عروقهم لجهة احترام البلد والثقة به وبمقدراته ولجهة العودة الفاضلة لذلك الخلق الاردني الاصيل المستند الى قلعة هائلة من الكرم والكرامة والايثار والاخلاص والحب وافتداء الارض والولاء لكل ما هو جليل وجميل في هذا الوطن الطيب ,بعيدا عن "مثالب"المحاصصة والنفاق والتكسب واستخدام البلد ومقدراته واستشراء الفساد وادواته والظلم ومبرراته الى غير ذلك من فساد الحياة برمتها ولاحول ولا قوة الابالله .


وبصراحة اكبر يملك رئيس الوزراء ونائباه وبعض وزرائه خصائص تمكنهم من قراءة المشهد الاردني كما هو على حقيقتة وتشخيص الحالة كما هي دونما رتوش او اضافات ,مثلما يملكون طاقات ابداعية قادرة على التأثير ايجابيا في هذا المشهد الذي لا اتردد وطنيا عن وصفة بالمحزن, فليس هذا هو الاردن الذي يجب ان يكون ,وليس هذا هو الواقع الذي يجب ان يكون كذلك ,والمشاعر الصادقة لهذا الشعب الطيب بكل فئاته هي ذاتها المشاعر الاصيلة التي تستفزها الكلمة الطيبة ايجابيا فتفتدى الوطن بالارواح حقا ,مثلما تستفزها الكلمة الخبيثة سلبيا فتكفر بكل شيء في هذا الوجود ,فهل تنجح هذه الحكومة في كسر الحواجز وكسب ثقة الناس وتفاعلهم معها ام ان الامر لايعدو كونه تجربة اخرى ! لننتظر ونرى ونسال الله التوفيق رحمة بنا وببلدنا , فحكومة عادية او حكومة تسيير اعمال في حالتنا لاتجدي نفعا... ولاحول ولاقوة الابالله وهو سبحانه من وراء القصد !.

She_abubakar@yahoo.com