اثلج صدور الجميع ذلك اللقاء الحميمي بين جلالة الملك راس الدولة وولي الامر وعمه سمو الامير الحسن خلاله زيارة جلالته الى الجمعية العلمية الملكية قبل ايام , ويقينا فان كل من تابع ذلك العناق الانساني المعبر بين الملك وعمه .. شعر بنشوة انسانية خاصة , ليس لان هناك قطيعة "لاقدر الله" ,وانما لان ذلك هو الاصل والاساس والطبيعي الذي يسعد به الجميع وبلا اسثناء .

الملك عند الاردنيين ومن كل المشارب والاطياف اكبر من ان يكون انسانا وحسب , وانما هو حالة سمو يسمو الجميع باحترامها وتقديرها , وحتى بافتدائها , ومؤسسة العرش وعلى راسها" الملك" تتجاوز في نفوس الاردنيين كذلك حدود كونها مؤسسة في تنظيمها وكادرها وشخوصها , لتتجلى باعتبارها ايضا حالة لها في نفوس الناس على هذه الارض الكريمة اكثر الحب وناجز الكرامة والاعتزاز, والهاشميون وكابرا عن كابر ومنذ زانت السماء "غار حراء" بلفظ "اقرأ" ,لهم في نفوس الناس كل الناس المؤمنين بالله الواحد الاحد سبحانه ,خالص التمجيد والوفاء والتكريم , والهاشميون اليوم وكل يوم وعلى رأسهم وفي الطليعة منهم "الملك عبدالله الثاني بن الحسين " هم خير سادة يُحترمون ويسعى الناس اليهم بصفاء ينشدون محبتهم ورضاهم فهم "اهل البيت" وقد اقترنوا بكل صلاة ايمانية صادقه منذ فجر الرسالة والى يوم الدين .


الهاشميون عندنا هنا على هذه الارض الطيبة بكل ساكنيها من عرب ومسلمين وايا كانت مشاربهم ,اكبر من ان يكونوا ساسة او قادة او كبار قوم, انهم اولياء امر حقيقيون ننصرهم بالطاعة ونقوِّمهم إن حادوا بالشورى والنصيحة , وعجبا لنا ولغيرنا ان لم نستثمر ريادة الهاشميين اهل البيت في اثراء الحياة واسعاد البشرية ونشر التقوى وبذر الايمان وتعميم كل ما هو افضل وانبل وانزه واجمل في هذا الوجود!,وعجبا لبعضنا اذ لا يجيد من مكنون الدعوة بالحسنى غير الاتهامية السياسية ثم يسمي نفسه داعيه !.

لابأس "ذلك كلام يطول وفيه صدق لانفاق , ورجولة لا مذلة , وتسام لا َصغَار, وشهامة لا تزلف اورياء بعون الله", وهو كلام ينساب طوعا هكذا اذ يتصدر المكان عناق الهاشمي الملك للهاشمي العم, في مشهد انساني رائع ومعبر يحمل من الدلالات والمعاني ما يريح النفوس ويبعث الامل ويجسد حقيقة ان الدم لا يصيرماء, وان النَّسب الطيب لا ينجلي الا عن طيب ,فقد كان حقا عناق الاحبة وطهر الاخيار, ولا عجب في هذا ابدا!

طوبى لكل الطيبين الطاهرين على ارضنا الاردنية الطهور بلا استثناء لاحد , طوبى لكل الكبار الذين لا تتهاوى نفوسهم نحو صغائر الامور وصغارها الباحثين عن الفتن والعصبيات ممن لا تتعدى كراماتهم ارنبات انوفهم... وطوبى للهاشميين احفاد الرحمة محمد صلوات الله وسلامه عليه, والمجد لكل شرفاء العرب والمسلمين الساعين بشرف الى تكريس كل ما هو نبيل ومشرف ويرضى الله جلت قدرته في حياة كل عربي وكل مسلم اينما كان, وبالذات هنا في هذه الديار العزيزة عند اكناف بيت المقدس وحول المسجد الاقصى المبارك!.
والله من وراء القصد

She_abubakar@yahoo.com