facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المطامع الإسرائيلية .. قرون من التزييف والخداع


د. عمر الحسن
30-05-2020 06:01 PM

المفكر العربي الدكتور أمين محمود، نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق، كتب مقالا قيمًا وهامًا في وكالة عمون الإخبارية يستحق القراءة بل والتدريس في مدارسنا وجامعاتنا العربية وخاصة الخليجية. المقال المنشور يوم الأربعاء الموافق 27 مايو2020 تناول إحدى محاولات الحركات اليهودية العديدة التي شهدها المشرق العربي وغيره، التي قامت بها بهدف إنشاء وطن قومي لليهود، بدءًا من أوائل القرن التاسع عشر واستمرت حتى قيام إسرائيل في منتصف القرن العشرين، وذلك خلافا للعديد من الكتابات التي اقتصرت المحاولات فيها على فلسطين فقط.

من هذه المحاولات ما حدث على أرض "مدين"، التي تناولها المقال، وهي منطقة تابعة لمنطقة تبوك في غرب السعودية وتبعد عنها حوالي 170 كم، ولها أهمية خاصة في التراث الديني عند المسلمين حيث تقول الآية الكريمة (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ..)، كما ارتبطت بالتوراة، حيث ذكر قومها أكثر من مرة، ولهذا اقترح "بول فريدمان"، كما يقول المقال، والمنحدر من أسرة يهودية ألمانية، إقامة مشروع استيطاني بها، تضمن بناء مستوطنات يهودية فيها وفي المناطق المجاورة لها، حيث استقطب أعدادا كبيرة من اليهود قاموا بعد استقرارهم بشراء الأراضي، وهي المحاولة التي واجهت معارضة شديدة من قبل السكان العرب الذين لجأوا إلى الدولة العثمانية التي أفشلت هذه المحاولة.

وفي واقع الأمر، كانت هناك محاولات فاشلة أخرى أود أن أستكملها، منها:

1ـ ما جاء مبكرا في الولايات المتحدة عام 1820 في جزيرة غراند في نهر نياجارا، يسمى "أرارات" مكان رسو سفينة نوح بحسب الكتاب المقدس. ووضع نصب تذكاري في الجزيرة كان نصه: ( "أرارات، المدينة الملجأ لليهود، أسسها مردخاي م. نوح في شهر سبتمبر 1825).

2ـ المحاولة الثانية في الأرجنتين، حيث انقسمت الحركة الصهيونية في مؤتمر بازل عام 1897 على الاختيار بين فلسطين والأرجنتين، حيث رأى تيار منهم أن الأخيرة هي الأفضل ليؤسسوا فيها وطنهم، ولهذا توالت الهجرة إليها إلى أن وصلت عام 1920 إلى أكثر من 150 ألفًا؛ لإيمانهم أن أرض الميعاد قصة دينية، يمكن أن تتجسد في أي (وطن). أما التيار الثاني الرافض لهذه الفكرة، فقد تشبث بإقامة دولة في فلسطين، حيث قرر برلمان الحركة الصهيونية في العام 1906 أن يكون الوطن القومي لليهود في فلسطين.

3ـ وكانت هناك محاولة أخرى بأن يخصص جزء من إفريقيا الشرقية، (أوغندا) لإقامة وطن قومي لليهود؛ لكنها فشلت باعتبار أن قبول الحركة الصهيوونية العالمية العرض سيلغي مشروع إقامة دولة يهودية في فلسطين.

4ـ وفي أكتوبر عام 1898، زار "ثيودور هرتزل"، رئيس المنظمة الصهيونية مصر وفلسطين، حيث اقترح فكرة إقامة كيان قومي لليهود في شبه جزيرة سيناء، لكنه لم يعلن الفكرة خوفًا من إثارة غضب السلطان العثماني. ولكنه أعاد المحاولة مرة أخرى في أكتوبر 1902 حين التقى مع "جوزيف شامبرلين"، وزير المستعمرات البريطاني، واقترح فكرة إقامة كيان قومي لليهود في إحدى ثلاث مناطق دفعة واحدة: قبرص، العريش، وشبه جزيرة سيناء لكنها رفضت جميعًا.

5. وفي عام 1906، طلبت الحركة الصهيونية إقامة كيان وطن قومي لليهود في ليبيا. وبعد دراسة أجراها "ناحوم سلاوش"، أستاذ الأدب العبري في جامعة السوربون، والخبير في شؤون يهود شمال إفريقيا خلص إلى نتائج غير مشجعة.

6ـ ولم تيأس الحركة الصهيونية من محاولاتها، فكان هناك مقترح بأن تكون البحرين وشرق السعودية عام 1917 لإقامة دولة يهودية إلا أن بريطانيا رفضت الاقتراح.

7ـ وخلال عقد الثلاثينيات، ومع تصاعد الاضطهاد النازي لليهود في ألمانيا، أبدت الحكومتان الفرنسية والبولندية التعجيل بإيجاد حل لليهود في أوروبا، ففي عام 1937 فوضت الحكومة الفرنسية فريق عمل لدراسة إمكانية توطين يهود بولنديين في جزيرة مدغشقر التي كانت خاضعة منذ عام 1896 للاستعمار الفرنسي ولكن المشروع فشل مرة أخرى. ومع ذلك، فشلت محاولات الرابطة الصهيونية البريطانية في أواخر ثلاثينيات القرن العشرين في محاولاتها لإقامة وطن قومي لليهود في منطقة كيمبرلي في أستراليا، بسبب رفض حكومتها.

على العموم، أظهر هذا الاستعراض محاولات الحركة الصهيونية العالمية في إيجاد وطن قومي لليهود مطامعها القديمة في أراضي الغير، وخاصة دولنا العربية، فهي عقيدة صهيونية قابعة في العقيدة اليهودية، أو عقيدة إسرائيل الكبرى، والتي تنطلق من تفسير توراتي، يزعم أن حدود الدولة الإسرائيلية تمتد من نهر النيل في مصر إلى نهر الفرات فى سوريا والعراق، والذي نجده مدونا على مدخل الكنيست "البرلمان الإسرائيلي"، وتدرس في مدارسهم وجامعاتهم.

وعليه، أشارك معالي د.أمين محمود في رؤيته من ضرورة أن يدرك أبناء هذه الأمة ما كان ولازال يحاك ضدها من مؤامرات من قبل الصهاينة. وكما يقول": "الكل مهدد في هذا الوطن ما لم ينفض جميع أبنائه عن كاهلهم غبار الوهن واللامبالاة ويواجهون التحدي بقوة وتصميم". فالمشروع الصهيوني احتلالا أو هيمنة لا سمح الله لن يكتفي بفلسطين وحدها، إنه يمتد ليشمل معظم أرجاء وطننا العربي. وعلى الرغم من أن هذه المخططات قد تتعثر لبعض الوقت، إلا أنه تم تغيير هذه الاستراتيجية بمخطط آخر ينطلق من تفتيت الدول العربية إلى دويلات صغيرة، تقوم على أساس العرق والدين والطائفية وحتى المناطقية، بما يحقق أيضاً سيطرة إسرائيلية، وهو حاليا ما نراه على أرض الواقع.

رئيس مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية – لندن
السفير الأسبق لجامعة الدول العربية – لندن ودبلن





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :