facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




غصيب يتحدث عن التخلف العربي والديمقراطية وهزيمة الحركات النهضوية


02-07-2020 05:39 PM

عمون - حوار يوسف عبدالله محمود - يرى العالم والمفكر الأردني الدكتور هشام غصيب أن الديمقراطية الليبرالية توهم العمّال أنها تعمل من أجلهم، فيعيش هؤلاء على هذا الوهم، وهم حكم الكادحين. كما يرى أن التخلف العربي يعزى إلى الهيمنة الاستعمارية بدءاً من الاستعمار العثماني وانتهاءً بالاستعمار الامبريالي، والمحصّلة هبوط الإنتاج وتراجع المدن وتأخّر الفكر والثقافة.

الدكتور غصيب الذي يمثل في المجال العام الأردني والعربي مشروعًا فكريًّا ونهضويًّا يشتغل عليه بدأب، وينتمي إلى مجموعة من المفكرين العرب الذين استوعبوا المعرفة والتجربة الغربية استيعابًا نقديًّا، كان في حوار خاص مع عمون تاليا نصه:

س1: إلى ماذا تعزون تخلفنا العربي؟

ج1: إن اقتلاع التخلّف والهمجية والتبعية والجهل من الجذور من المجتمعات العربية والإسلامية هو القطع بجلاء مع نظام اللاعقل المقدس والتبعية.

خذ مثلاً إنتاجيتنا فهي ضعيفة وبخاصة الزراعية منها فهي ضعيفة إذا ما قورنت مع البلاد الرأسمالية. قوى الإنتاج العربية ملجومة وهي لا تتضمن مهارات متميزة.

أنماط الإنتاج السائدة عربياً تابعة للرأسمالية. وإضافة إلى ذلك علينا ألا نتجاهل أن هناك أنماط إنتاج غير رأسمالية أيضاً كالنمط الإقطاعي الذي ما زال فعّالاً وحاضراً تنعكس تداعياته على الحياة الثقافية وغيرها.

وكما أرى فإن أسباب التخلف تُعزى إلى الهيمنة الاستعمارية بدءاً من الاستعمار العثماني وانتهاءً بالاستعمار الامبريالي. والمحصّلة هبوط الإنتاج وتراجع المدن وتأخّر الفكر والثقافة.

لقد أدّى الاستعمار الغربي إلى إلحاقنا بالسوق العالمية ومراكز الإمبريالية مما كرّس التخلف عكس ما حدث في مجتمعات أخرى.

ما تفعه الإمبريالية اليوم هو شفط الفائض الإنتاجي وتكريس التخلّف.

علينا ألا ننسى أنّنا عانينا كعرب 400 سنة من الاستعمار الاقطاعي و150 سنة من الاستعمار الغربي.

بالطبع حدثت حركات مقاومة لهذه الإمبريالية للتخلص مِنها كما في الجزائر ومصر وسوريا.

س2: في كتابكم "العقل أولاً.. العقل نهائياً" تشيدون بالديمقراطية الأثينية معتبرينها أول شكل من أشكال ديمقراطية الكادحين، هل يعني ذلك أن المجتمع الأثيني كان ديمقراطياً بالمطلق؟

ج2: الديمقراطية الأثينية هي أول ديمقراطية حقيقية، وهي تختلف عن الديمقراطية الحديثة بأنها كانت مباشرة. كل مواطن مساوٍ للآخر.
جوهرها المساواة بين الذكور الأحرار.

أما العبيد فكانوا أدوات إنتاج.

ضم هؤلاء الأحرار الكثيرين من الكادحين وهم غير العبيد. قد انتصروا وفرضوا النظام الديمقراطي. في البداية كان الحكم من نصيب غير المنتجين منهم، ثم أصبح فيما بعد من اختصاص المنتجين، وكان هذا أول شكل من أشكال حكم البوليتاريا. بالطبع لم تكن الديمقراطية الأثينية بلا عيوب.

في العصر الحديث نشأت الديقراطية البرجوازية، ثم جاء الماركسيون وأعادوا مفهوم حكم الكادحين.

س3: أما العقبات التي تحول دون تجسيد العقلانية العلمية في بنية التفكير العربي:

ج3: إن تجسيد العقلانية العلمية في بنية التفكير العربي من شأن ذلك أن يكسب حركة التحرر القومي العربية حلّةً جديدة وعقلاً نقدياً علمياً ثورياً تنويرياً جديداً. ومثل هذا العقل العلمي سيضع حداً لكل المسوّغات التي تبرّر الهزائم العربية المتلاحقة وتعمل على تسطيح الوعي والزّج بالدين في عملية التسطيح هذه مما أتاح للغلاة المتعصبين من الفقهاء والمشايخ إلى إشاعة خطاب "التفكير" الذي يقدس اللاعقل ويحارب "الثقافة العلمية".

لقد شهدت بعض العصور العربية والإسلامية "عقلانية ميتافيزيقية" من رموزها ابن سينا وابن رشد والفارابي. وهي لم تكن العقلانية العلمية المطلوبة. وقد انتقلت هذه العقلية الميتافيزيقية إلى أوروبا التي ما فتئت أن تخطّتها بتبنّيها عقلية نقدية ومن ثم بروز ثورة علمية من رموزها ديكارت وغاليليو وآخرون.

أما نحن العرب فلم نصل إلى ما وصلت إليه أوروبا. ما زال الوعي هو ما فبل العلمي. هو المسيطر على الخطاب العربي تكرسه سلفية متعصبة.

هناك محاولات خجولة ظهرت لتملّك العقلانية العلمية، لكن الجانب الفلسفي ظل ضعيفاً تجابهه القوى الرجعية.
لم ننجح في تفكيك العقلية المقدسة.

فترك ذلك تأثيره على حركة التحرر العربية. اصطدمت هذه الحركة بمشروع السلفية واللاعقل المقدس.

هيمن الريع النفطي على الساحة بدعم من الامبريالية.

القوى المالية عزّزت من اللامقدس.. مفكرون أحرار لوحقوا أو تمت تصفيتهم بسبب نهجهم العقلاني أمثال مهدي عامل وحسين مروة وفرج فودة ونصر أبو زيد ومحمد أركون.

العقلية العلمية ما زالت محاربة عربياً. العقل العربي في حالة اختناق.

س4:- في رأيكم، لماذا أخفقت الحركات النهضوية العربية؟

ج4:- إن من أسباب هزيمة هذه الحركات أنها تلهّت بالسياسة عن الثقافة وأخفقت في الغوص عميقاً في هذا الإشكال واعتبرت ذلك ترفاً لا يليق بالسياسي المحترف.

وهذا الإخفاق لا يقتصر على الحركات القومية العربية، بل إنه ينسحب أيضاً على الحركات الماركسية التي رغم بعض الأفكار الغنية التي استوعبتها، فإن الماركسيين العرب لم يفلحوا تماماً في بناء نظرية التحرّر القومي.

لقد أخفقت الحركات الماركسية العربية في التفكير ماركسياً في المسألة القومية فخِطابها يشكو من انتقائية وضحالة وضبابية فكرية كان لها أثر سلبي على ممارساتها وإخفاقها في النفاذ إلى قلب الشارع العربي.

وصفوة القول إن الحركات القومية واليسارية العربية لم تمتلك وعياً قادراً على رؤية الطبيعة والتاريخ على حقيقتها وفي حقيقتها.
ظل وعيها مسكوناً بأيديولوجيات لاهوتية تحجب نور العقل والطبيعة والتاريخ عنه.وعينا العربي اليوم نجاحه إلى من يفكّ إساره ويُحرّره مِمّا يكبّله ومن ذاته.

س5:​تحدثتم في مؤلفاتكم عن "الديمقراطية الليبرالية" ما أخطر عيوبها في نظركم؟

ج5:​"الديمقراطية الليبرالية" هي نتاج غربي نشأ مع نشوء الرأسمالية الغربية.

والجدير بالذكر أن المتحمّسين لليبرالية وحتى منتصف القرن التاسع عشر لم يتحمّسوا لها بالمعنى الأثيني، وهذا معناه أنها كانت مفرغة من المضمون الإنساني الحقيقي لأنها أطلقت العنان لطغيان السوق خادمة بهذا التوجه الطبعة البرجوازية.

ومع ذلك لا نستطيع أن نُنكر أن لهذه الديمقراطية إنجازاً تاريخياً كبيراً. لكنها في النهاية تكرّس ديكتاتورية البرجوازية الغربية المتقدمة علمياً.

أما عن تناقضات "الديمقراطية الليبرالية" فيكفي أن يُقال إنها منسجمة مع الإمبريالية والاحتلال والعدوان والإبادة. وهي حين تشتدُّ أزماتها تترك المجال للفاشية كما حدث في إيطاليا أيام موسوليني وفي اسبانيا أيام فرانكو، ولا تنسى النازية أيام هتلر.

أما مرتكزات الديمقراطية الليبرالية فهي "الملكية الخاصة" للبرجوازية. إنها تُعد هذه الملكية الخاصة شيئاً مقدساً تدافع عنه بأجهزتها الأمنية.

باختصار فإنها ليست ديمقراطية الكادحين. إنها تسعى دائماً إلى تفكيك وعي الطبقة العاملة بكل الوسائل ومع ذلك لا ننكر تقدمها حضارياً.

البرجوازية الليبرالية اليوم هي المسيطرة على المؤسسة التربوية والإعلامية. هي الممتلكة للاقتصاد والمتحكمة في السياسة والعملية الديمقراطية.

الديمقراطية الليبرالية توهم العمّال أنها تعمل من أجلهم، فيعيش هؤلاء على هذا الوهم، وهم حكم الكادحين.

هذه الديمقراطية رسّخت شكلاً الحركات الديمقراطية والمدنية، لكنها لا تملك تحويلها إلى قوانين وقرارات تؤثر على الحكم السياسي.

إنها لا تلغي الاستغلال الطبقي ولا تلغي الحروب الدامية في العالم. على العكس هي تخدع الشعوب وتزيّف الوعي وتُجمّل الحروب بسيطرة على الإعلام الذي يشوّه الوعي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :