في ذكرى مرور خمسة اعوام على رحيل الشيخ الوقار عقاب أبو رمان رحمة الله.

اذا ما صهيل الخيل ناجانا حزينا، سنذكر ماضي فيك لن يموت فينا

لا زلت اذكر اخر لقائي بك وانت تؤازرني وتشد من عضدي فكم انا اليوم بأمس الحاجة اليك يا عماه

كم كانت ابتسامتك الدافئة تثلج صدري وتزيح همي ، استذكر أخر كلماتك لي وانت مودع للحياة : " الله يكون نصيرك ..مد الله بعمرك يا ابا هاشم "،، بصوت رخيم متكئا" على ألامك في فراشك وأنفاسك تتحشرج في ثنايا شفتيك ،،وعصصت على يدي مودعا" وأنت تبتسم ،، آ وتدعو لي بطول العمر وأنت مغادره ؟!!
ولم تلبث الايام أن تدنو من اجلك حتى ودعت الحياة واستودعت الذكرى والعمل الصالح.

افتقد اليوم نُصحك وحكمتك التي كانت نبراساً ينير لنا الطريق في الملمات ، تعلمت منك ان العفو شيم الكرام وان التسامح خصلة من خصال الاحسان لا يملكها الا الكبار ، وتعلمت منك ان اقف أمام الريح العاتية كالصخرة الجامحة ، وتعلمت منك ان النسور لا تحوم الا في أعالي القمم ولا تأكل الجيفة ولا الميته، وانك صاحب اسمك فالعقاب لا يعقب!

كنت تجمع ولا تفرق ولا تهاب بالحق احد، اياديك البيضاء وسمعتك العطرة لا زالت تفوح كالمسك في المجالس واصلاح ذات البين ..

نسأل الله لك الرحمة والمغفرة مع البررة الصالحين من عباده المخلصين

اليوم يا عماه في ذكرى مضي خمس السنوات اكرر فيك الرثاء و لا اوفيك من قدرك الفتات ..

لم تنسى السلط مناقبك وانتا سليلها.. فها هي حاضرة البلقاء و تراث عزها و سلط عرينها ،، تستذكر الى الأوطان أحد فلذات أكبادها و شيخها و ماضي حسامها و فارس من فرسانها الأوائل ،

يا رجلا" عرفته الشهامة منذ نعومة أظافره فسكنت فيه وألبسته الكرامة ثوب لم يبلى على كتفيه ، ترجلت فارسا" متنعما مشفقا" من حياة كرستها في خدمة قومك ووطنك ، ومصلح ذات البين ، ،

عرفناك عذب الكلام فصيح اللسان ، مُعزب الضيفان و منجد الملهوف ، غياث الكرم ، معطاء السجايا ، سديد الرأي موفق المشوره ، لم تترك شاردة ولا واردة حتى تمعن فيها النظر..

لطالما كنت بيتا" يسُتفاء بظله ، و سندا" لا يضام من بجواره ، و أسد‘‘ تهاب جسارته الأسود ، ، عقاب لم يعقبه مسابق للخير ، زاهدا في دنياه محبا" لآخرته ،،، لطالما تقدمت الصفوف واصطفت لك الجاهات ، فما وفاء الدين فيك يا عماه؟!

لله درك يا من عانقت السماء بإسمك وشهد لك عملك ، يا عقاب الشموخ وعقال الهيبة والوقار ...

ها قد مضى على فراقك خمسة أعوام منذ وارت منيتك الأكفان، الى جوار الرحمن زفت روحك الطاهرة الى بارئها، فطوبى للأبرار والصالحين، الى جوار ربك مستقر العيش و نعم المقام.

الى الأوطان ننعى ذكراك يا شيخنا الجليل عقاب أبو رمان "أبو صقر ".

فقداك لا زالت فاجعة وذكراك باقية ، ولمثلك تبكي المهج ويحزن القلب وتلهج بالدعاء الألسن ،،فلا تحرموه من دعائكم في نجواكم ،،
نسأل الله لك مغفرة بعدد الحصى والرمل والتراب ، اللهم قد استودعناك ضيفا" كان في الدنيا جليلا" ، اللهم فتقبل فيه دعائنا ...

من لم يعرفك يا عقاب لم يعرف السلط و لا البلقاء أبدا" ،،،