(ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) صدق الله العظيم.

رحل سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر أمير دولة الكويت عن هذه الدنيا الفانية وودعها مأسوفا عليه كثيرا, ليس من شعبه وحسب, وإنما من كل عربي وكل مسلم وإنسان عرف المغفور له بإذن الله, شخصيا, أو عن بعد شأنه شأن سائر قادة دول الكوكب.

للأمانة, زرت الكويت الشقيقة مرتين , مرة بدعوة من وزارة الإعلام, والثانية ضمن وفد رسمي, ولكم لمست في هذا البلد العزيز مدى حب الشعب للامير المرحوم, وإحترامه له شخصيا ولأسرته الكريمة الحاكمة, فالأخوة الكويتيون الأحرار يختلفون وتتباين بينهم الآراء برلمانيا وسياسيا, ولكن, عندما يظهر أمير البلاد في المشهد, تتجلى الحكمة على أصولها, فالكويتيون وجميعا, هم أبناؤه وهو والد الجميع الواجب تقديره وإحترامه.

أنا على يقين من أن جميع العرب يشاطرون الشعب الكويتي اليوم حزنه على نبع الحكمة الذي مضى راضيا مرضيا عنه بإذن الله . والبركة في خلفه الصالح سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح , لمواصلة قيادة الكويت الشقيقة بمنهجية الحكمة ذاتها نحو المزيد من التقدم والإزدهار .

رحل نبع الحكمة والإنسانية عن هذه الدنيا الفانية , ويقينا فنحن في الأردن الأكثر تأثرا لرحيله , خاصة ونحن نحظى في هذا البلد العربي الشقيق من لدن شعبه وقيادته , ببالغ المودة والإحترام لنا قيادة كريمة وشعبا كريما .

نعزي أشقاءنا الكويتتين الكرام , ونترحم على روح فقيد الأمة غفر الله له وأسكنه جنته , ونتمنى للكويت دوما السلامة من كل شر , والسير بقوة على درب التقدم والرخاء والمنعة بإذنه تعالى . والله من وراء قصدي .