أحيطت بورصة عمان طوال الأسبوع الماضي بالأنباء الايجابية , فتنفست الصعداء بعد فترة طويلة من التراجع الذي ميزها بينما كانت أسواقا أشد تأثرا بالأزمة المالية العالمية ترتفع , لماذا ؟. يرجع محللون أسباب التراجع الذي أصاب البورصة وهبط بالأسعار فيها الى ما دون القاع لنقص السيولة , وهذا ليس صحيحا والصحيح أن السيولة موجودة لكنها لا تتجه الى السوق , فالأسعار الهابطة التي كان يفترض أن تكون عامل جذب للسيولة شكلت عوامل طاردة , فالمتعاملون ممن يمتلكون السيولة , يمرون في حالة من عدم اليقين , من أن الصعود المتوقع لن يستمر , ودليل ذلك أن تعجل قطف الثمار ميزة هؤلاء , ممن يفضلون جني أرباح في أسهم ارتفعت وفي يقينهم أنها ستنخفض عاجلا أم آجلا . عوامل تراجع السوق كثيرة , ولكن أهمها على الاطلاق هو تفضيل المستثمرين التحوط على سيولة يحتفظون بها ولعل ما نراه من نمو كبير للودائع في البنوك دليل على ذلك , فما الذي قد يحرك هذه السيولة الى السوق للاستثمار في الشركات مجددا ؟. تحتاج السوق كوجهة استثمارية الى إشاعة أجواء التفاؤل , لكن المدعوم باجراءات تعزز هذه الأجواء , من بينها التصريحات الحكومية , التي تحتاج لأن تغادر مربع الحديث عن الأزمة الى الحلول , هذا من جهة ومن جهة ثانية , فان ثمة تعديلات مطلوبة , على بعض القوانين التي تحكم عمل السوق , وهي من التعديلات الضرورية التي فرضتها تداعيات الأزمة في سياق مراجعة شاملة للنتائج . ليس سرا أن هيئة الأوراق المالية إستجابت لبعض ملاحظات شركائها وهم الوسطاء وتجري الآن تعديلات جوهرية ستحدث نقلة نوعية في آليات عمل السوق ومنها على سبيل المثال صناديق الاستثمار المفتوحة , وهي مطلب سيهيء البيئة للاستثمار المؤسسي , لكن في المقابل , سيستدعي الأمر تحركا للصناديق الاستثمارية القائمة أصلا وفي مقدمتها البنوك وصناديق الادخار وغيرها , التي يعمق دخولها الاستثمار ويشيع أجواء من الثقة المطلوبة , كما ينبغي التوضيح بأن معاناة مالية الحكومة ليست بالضرورة ولا يجب أن تنعكس بمثلها على القطاع الخاص , وكما إتضح من نتائج الشركات فان الوضع ليس سيئا بل على العكس فما حدث من تراجع في أربحية الشركات الأساسية لا يدعو الى القلق . بورصة عمان سوق ناشئة تمتلك حساسية مفرطة للأنباء سيئة كانت أم ايجابية , كذلك الأمر بالنسبة للقرارات غير المدروسة , التي تسهم في زيادة حالة عدم اليقين السائدة , خصوصا لدى أوساط المتعاملين الصغار الذين أبقوا على استثمار مدخراتهم الصغيرة فيها رغم كل شيء .

qadmaniisam@yahoo.com


الراي