نعيش في زمن كل يريد أن يعيش ويستمتع، كل يريد أن يأكل ويشرب، ويلهو ويلعب، ينظر ويتنقل من مكان الى آخر، ومن شخص الى غيره، ومن لذة الى أُخرى، يُقلب الصفحات ويخط الكتابات ويعيش اللحظة، كل ذلك جميل، لكن هناك الأجمل، أكيد ستسألني ما هو؟ سأجيبك: الأجمل أن تتوقف لبُرهة وتفكر بمنتصف الطريق هل بنيت قلعتك الحصينة، ستسألني أي قلعة؟ سأجيبك: إنها القلعة التي تلجأ اليها وقت حاجتك لاستمداد القوة، ووقت انزعاجك لترتاح، ووقت مرضك لتُشفى، ووقت كبرك لتجد من يرعاك، لعلنا نستبعدها من حساباتنا وتغرنا الحياة الدنيا حتى نصل لتلك المرحلة التي لا نجد فيها قلعة تُحصننا، بل نجد بيتاً هشاً لا يملك المقومات التي تُساعدنا في مراحل دقيقة في حياتنا.

دعونا نعرف أعمدة هذه القلعة، أولها: معرفتك الاكيده بأن هناك محطات في حياتك كل لهاميزتها وكل واحده تحتاج الى من يُساندك فيها، ثانيها: إنهم مُحيطونك الذين تختارهم تقويهم وتعطيهم الثقة يحبونك ويعطونك لذاتك وليس لمصالحهم، وتمشيت أحوالهم، عليك أن تختارهم ليكونوا القلعة التي تحتويك وتحصنك وتستطيع أن تستند عليها، ثقة منك أنهم يخافون عليك أكثر من أنفسهم وأنهم يعيشون لأجلك فقط وبجانبك طوال الوقت، لا تغرك اللحظات والمسرات، ولكن اختبرهم حتى تعرف مدى اهتمامهم بك وقدرتهم على أن يكونوا سندك في كل مراحل حياتك، فكل مرحلة في حياتنا تحتاج الى التخطيط للمرحلة القادمة، ولعله نوع من الذكاء أن تخطط لمراحل حياتك وليس للحظات المتعة فيها فقط، اعطِ نفسك فرصة من الأن لبنائها وأعطها من وقتك وقوي قلعتك وأسوارها حتى تحميك في كل الظروف وفي جميع أحوالك وتجابه بها التحديات التي تجابهك.

واعلم بأنك يجب أن لا تذهب إلى حيث يأخذك الطريق، وإنّما أذهب الى طريق أنت تختاره بدقه لتشعر أنك أمن بالمسير.