facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وزارة التربية والتحدي القائم في تجربة التعليم عن بعد


فيصل تايه
20-10-2020 03:47 PM

اعتقد ان ما ميّز تجرِبة التَّعليم إبَّان جائحَة كورونا ليس هو اتخَاذُ القرار مُباشَرَة بالتَّحوِّلِ إلى التَّعليم الإلكتروني أو التَّعلم عَن بُعد ، فمعظَمُ دوَلِ العالم خَطت نَفسَ الخُطوَة ، بل إنَّ ما ميَّز هذه التَّجربة هو التحدي الذي جابه وزارة التربية والتعليم خاصة في ايجاد البنيَةِ التَّحتيَّة للتَّعلم عَن بُعد وتوفيرها ، والتي ادركنا قيمتها واهميتها في ظَروفٍ صعبة كَهذه ، وإن كانت تلك البنية مُهمَلةً في ما مضِى مِن سنوات، لكننا ادركنا مدى قيمة التعليم الالكتروني في مَرحلة مباغتة تطلبت بالضرورة هذا النوع من التعليم بأمر جائحة كورونا ، حيث تيقنا جدوى هذا النَّوع مِن التَّعليم ، فكم توجسنا خيفة مع التحول الفجأئي الى التعليم عن بعد ، لكن وزارة التربية والتعليم وبجهود استثنائية عاجلة لملمت مخزونها الرقمي واستعانت بشركائها ، فكانت النتائج على غير المتوقع وبدات خطة وطنية شامله بالتعاون مع كافة القطاعات لتطوير البنيَة التَّحتيَّة الإلكترونيَّة لهذا النوع من التَّعليم ، وطَّورتها بزمن قياسي ، وإن كان تسير احياناً بشَكلٍ بطيء ولكن الحَاجة استدعت البدء بالعمل وباي ثمن وخلال وقت قصير ، حيث كَانت الأرضيَّةً التَّعليميَّة قد أخذَت زُخرُفَها وازَّيَنَت في زمن قياسي لإبقاء رحى التَّعليم دائرةً وقائمة ، فلا تلوموا وزارة التربية والتعليم فالحمل كان ثقيلا والتحدي عنيد والمرحلة صعبة .

لقد عانت وزارة التربية والتعليم من اهمال للتعليم الالكتروني على مدى عدة سنوات في الوقت الذي كانت باقي الدول تسير نحو ذلك بخطى قوية وبسرعة فائقة باتجاة عصر التعلم الرقمي سعيا للاقتصاد القائم على المعرفة ، لكننا كنا ما نزال وللاسف نحبو حبوا بالاتجاه هذا النوع من التعليم ، وكم نبهنا المسؤولين حينها لذلك ، الى ان باغتنا الوباء على حين غرة ، وانتبهنا لِما غُفِلَ عَنه ، فالوَباءَ هو الوَباء ولإنْ كَان اختِباراً فلن يَكونَ نِعمة لَعلَّه يَحتوي على بَعضِها ، ومنها تدارك لِما غُفِلَ عَنه ، ومع التَّحوُّلِ إلى التَّعلُّم عَن بُعد ظَهرَ أنَّ عَدداً لا يُستَهانُ بِه منَ المُعلِّمِين يَحتاجُون إلى التأهيل والتَدريب على التَّعليم عَن بُعد والتَّخطيط لَهُ وقياس تَعلُّمِ الطلبة وتَقويمهِ تَحت مِظلَّةِ التَّعلم عَن بُعد ، مما أدى إلى بَعضِ التَّلكُّؤ وبَعض الضَّعف في بِدايَةِ الأمر ، ما فتَّح عُيون وزارة التربية ولتَّعليم على هذا الضَّعف فتمَّ اتخاذ ما يَلزَم مِنَ القرارات التي استوجبت المعالجة ، حيث تطلب الواقع بالضرورة وبفعل الجائحة التَّصالح مع الوَاقِع المَفروض ، بَعد أن ظَهرت بعض العقبات والتحديات في التَّعليم عَن بُعد ، حيث كَان أَجمَل ما في ذلك أنَّه فتَّح أعينَ القائمين على التَّعليم لاستِدراك هذا الخَلل خاصة فيما يتعلق بتأهيل المُعلِّمين وان تَمَّ إعداد دَورات قصِيرَة ومُكثَّفة في المحاور التي تعاني من الضعف ، لكن ما زلنا بحاجة مستمرة إلى تَدريب المُعلِّمين على التَّطبيقات التَّعليميَّة الحديثة ، وهذا الجانب لن تغفله وزارة التربية والتعليم مستقبلاً ، لكن وبسبب هذه الجائحة تَصَالحٍ المعلّمين مع الواقع وبدأ الإقرار بضروراته الحتمية ، والحاجة الماسة للبرنامج التَدريبية الفاعلة للمُعلِّمين لترتقي بهم وبمهاراتهم وبمُخرجاتهم التَّعليمية لتحقيق افضل معايير الجودة .

لذلك .. وضمن هذه الظروف وجب علينا ان نعي ان المُعلِّمين قرروا ان يكونوا فَرسان المَوقف ، وبما يمتلكون من ادوات ، فأي نجاح ظاهري قد تحقق في تَّجربة التعليم عن بعد يَعود لِفرسان الميدان وسَدَنَةِ هذا الجيل الذين أبَوْا إلا الحِفاظ على هذا الجيل وعلى ابنائهم الطلبة ، وليعلم الجميع ان المعلمين قد قرروا أن يَنجَحوا في اختِبار كُورونا على حِساب أوقات راحَتِهم وأوقاتِ أُسرِهم فَلم يَعُد للدَّرس وَقتٌ ، بَل أَوقات ، ولم يَعد للتَّدريس فَصلٌ ، بَل فَضاء ، فقَد أراد المُعلِّمون تَعليمَ الجَميع وفق ما يمليه عليهم ضميرهم ، لذلك فقد رَبِح المُعلِّمون المَعرَكة يَوم أَرادوا أن يَكونوا هُم ابناء الوَطن الغيارى ، وللامانة ، فالكثير من المُعلِّمين سجلوا بفخر الكثير من " قصص النجاح الموثقة" التي كانت مصدر الهام وتميز .

ان المسؤولية المجتمعية وبالمطلق أَظهَرت ضرورة مشاركة الجميع في مواجهة وباء كورونا ، واثبتت ان التعليم ليس مسؤولية وزارة التربية والتعليم وحدها ، ولن يستطيع احد ان ينسلِخ عن جسم الوَطَن ، بل ويجب على العديد من المؤسسات والهيئات اظهار مسؤوليَّتها المجتمعيَّةً ، حِين تبادر وتقوم تلك المؤسسات بمشاركة وزارة التربية والتعليم والاهالي والطَّلبَة بتقديم خدماتها ، وبذلك فاننا نرى أن المسؤوليَّة المجتمعيَّة لكل مؤسسات المجتمع لا تقف فقط على تَوفير اية خِدمَة مجَّاناً فقط ، بل أكثر من ذلك ، كما ويجب إن نتأكد من ان هذه المؤسسات لا يمكن ان تستَغِل حَاجَةَ النَّاس ، وان تستثمر ظروف الجائحة بما يمكن ان يدخُل جيوبها ، وقد أظهرت هذه الجائحة أنْ لا تفوُّق عليها إلا من خلال التَّعامل بمسؤوليَّة من الجَميع لاستيعاب جَمِيع القِطاعات والتَّعليم في القلب منها.

لقد قبلت وزارة التربية والتعليم رغم مجمل الظروف والعقبات تحدي المواجهه ، ورغم المتربصين والمتنمرين والمتفلسفين والمتذمرين من كل قرارات وزارة التربية والتعليم ، والذين يَظهرون بين الفينة والاخرى كعنقاء الرماد ، فلم يكن لهم هدف سوى ايقاع وزارة التربية في ارباك متعمد ، وان دعوناهم للمساعده "ليشمروا عن سواعدهم " تجدهم يختفون ويذوبون في زحمة غيّهم ، لذلك فقد كان التوسم بكافة الكوادر وعلى راسهم المعلمين الذين استخدموا كل ما أُتيح لهم ، وجاهدوا في العمل حق جهاد ، لإنجاح تَجربة التَّعلم عَن بُعد والتي ارغموا عليها بفعل الجائحة ، والتي ما زالت في المهد بعمر اربعة شهور ، كَما أَنَّ دور الأهالي واولياء الامور وتعاونهم كَان مُشرِّفاً ومَدعاة للفَخر مِن مُتَابَعَة أَبنائهم وتَّواصلهم مع المُعلِّمين بالطرق المتاحة ، بل ومنهم الكثيرين ممن عَرضوا المُسَاعدة ، إضافةً إلا الدَّعم المتواصل من افراد المجتمع ككل .

بقي ان نقول ان التجربة وليدة الاشهر القليله الماضية وبالتاكيد بحاجة للتطوير والتحديث وفق مقتضات العمل وبما يرقى الى المستوى المطلوب ، كما وانها بحاجة ماسة لكل الجهود الخيرة من ابناء هذا الوطن ، فدعونا نثمن بنفس طيبة الجهود المباركة التي تعمل ليل نهار من اجل الخروج بمستوى العمل كي لا نقف مكتوفي الايدي في مواحهة ظروف استثنائية امام جائحة عالمية اكلت الاخضر واليابس ، ودعواتنا نرفع اكف الضراعة الى الى الله عز وجل ان تَعود الطُّيورُ إلى أعشاشِها ويَعود المُعلِّمون إلى قواعِدِهم سَالمين ، يعودون مَرفوعي الرأس بما أنجزوا، متسلِّحين بما اكتسبوا من خبرات ، فقد صَنَعَ المجتَمَعُ الاردني وفي مُقدِّمتِهم المُعلِّمُ من جائحة كورونا سُلَّماً إلى المَجد وجِسراً لِتَجاوزِ مِحنةٍ أخذوا مِنها المِنحَة ثم نَفضوا عَن جِباهِهم غُبار المعركة.

والله ولي التوفيق





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :