عمون - رسالة بليغة وجهها جلالة الملك عبدالله الثاني في تغريدته بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، ترد على الاساءة للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، جامعا فيها بين وصف الله عز وجل لخُلُق النبي الكريم، وطمأنة الله المسلمين والرسول بأنه القادر على كف المستهزئين.

جلالة الملك عبدالله الثاني سليل الدوحة الهاشمية وحفيد آل بيت رسول الله، حامل رسالة عمان للوئام، اكتفى بآيتين من الذكر الحكيم قوله تعالى في سورة القلم (4) وسورة الحجر (95): "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم". "إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ".

وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية السابق الدكتور عبد الناصر ابو البصل، أكد لـ عمون أن الرسالة بليغة كونها استندت استدلالا بآيتين كريمتين، من آيات القرآن الكريم والاستدلال بالقران الكريم الذي يمثل قمة الاعجاز في البيان والبلاغة وهو اقوى انواع الادلة وابلغها في ثقافتنا وعقيدتنا.

وبين أن الآية الاولى وصفت النبي صلى الله عليه وسلم بأبلغ ما يكون المدح والثناء من الله بأنه على خلق عظيم بما يمثل المعيار الاساس لبناء المجتمعات ولا يمكن لمجتمع أن يستقر وينمو دون قيم عليا انسانية، معتبرها رسالة للامة والعالم أجمع لان يتنبهوا الى منظومة القيم التي يجب ان تعود إلى صدارة المناهج التربوية والتعليمية في العالم أجمع.

وشدد ابو البصل على حاجة العالم أجمع اليوم لهذه المنظومة القيمية النبوية لانها قيم أخلاقية إنسانية عالمية تؤمن بانسانية الانسان وكرامته.

أما الآية الثانية التي استشهد بها جلالته فهي قوله سبحانه "إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ"، والتي تفهم من خلال منطوقها حيث بينت أن العناية الالهية متكفلة بالرد على الطاعنين بالرسول الكريم والمسيئين له، كما اننا كأمة إسلامية والهاشميون في مقدمتها موقفهم واضح وثابت في الدفاع عن مقام النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن خلال سياق الآيات التي وردت هذه الاية ضمنها بأن تتجه الامة إلى رسالتها وتسير في طريق تقدمها وقوتها وفق المنهج الرباني الذي جاء به صاحب الذكرى صلى الله عليه وسلم وهو ما جاء في قوله سبحانه قبل هذه الاية من قوله مخاطبا رسوله "فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين انا كفيناك المستهزئين".

وبين الدكتور ابو البصل أنها دلالة بليغة عبر عنها جلالة الملك، تعبيرا واضحا نابعا من ثقافته الاسلامية وهي التي تمثل اسس الرسالة الانسانية التي نحملها للعالم.

وزير الاوقاف الاسبق الدكتور وائل عربيات قال إن هذه الرسالة تدل على الإرث العظيم الذي يحمله جلالة الملك هاشمي وسليل الدوحة الهاشمية ووريث الثورة العربية الكبرى.

وبين أنها بمثابة رد يؤكد على القيم الإسلامية العظيمة التي جاءت بها رسالة عمان.

وأكد عربيات أن الاساس الذي جاء به هذا الدين هو الخُلُق، مشيرا إلى أن الرسالة قالت للعالم أجمع إن المسلمين أصحاب أخلاق عالية لا ينزلقون وراء المنزلقين.

وفي ذات الوقت انتصر الملك برده لرسول الله صلى الله عليه وسلم مستشهدا بقول الله عز وجل إن هذا الاستهزاء موجود منذ عهد الرسول ولن ينتهي، ولكن الله سبحانه وتعالى كفيل بكفايته الاستهزاء.

وأوضح أن للرسالة دلالة تفيد بأن خطاباتنا كمسلمين لن تكون إلا بخُلُق، ودون إحباط، بحيث لا يقع المسلمون بحالة الاحباط وان الله سيكفيهم شر المستهزئين والإحباط.

اما وزير الأوقاف الاسبق الدكتور هايل داوود قال لـ عمون إن رسالة جلالة الملك عبدالله عبرت عن مشاعر كافة الأردنيين مسلمين ومسيحيين، بما تحمله من دلالت بليغة.

وأضاف، "مجرد ما تلقينا التغريدة شعرنا بالفرح والانتعاش كما شعرنا بمقدار الحب الذي يحمله جلالة الملك للنبي الكريم".

وتابع، "هي كلمة معبرة نابعة من القلب وليست مستغربة عن جلالة الملك".