كتب د ممدوح العبادي في ( عمون) مقالا اول امس أشار فيه إلى تخفيض حدث في موازنة وزارة الصحة للعام الجاري وقال موجها حديثه إلى وزير الصحة (( أذكر، يا معالي الوزير، قبل عدة سنوات تبرعت الجهات الأمنية إلى الحكومة بمبلغ (300) مليون دينار، وقد كان تبرعا في مكانه، ونحن اليوم في وضع حرج جداً أكثر مما كنا عليه قبل سنوات، لذلك لا بأس من دعوة إخواننا في الأجهزة الأمنية أن يكرروا هذا التبرع إلى وزارة الصحة، فالوضع الصحي اليوم أكثر خطورة)).

لم يجد د. ممدوح العبادي الذي عرفناه دائما منحازا إلى صف فقراء الوطن إلا الإنحياز ضدهم اليوم للتبرع لوزارة الصحة، وقد نسي أن منتسبي الجيش والامن في وضع طارئ في الميدان منذ بداية الجائحة، وقد بذلوا ويبذلون جهودا مضنية بعيدا عن أبنائهم،، ولعل من المفيد القول لمعالي الدكتور ممدوح أن رواتب هؤلاء تمس حافة خط الفقر الواقعي وتريد فوق سهرهم وعرقهم ان يتبرعوا بمبلغ 300 مليون دينار؟؟.

اي مقترح ظالم هذا؟؟

لم نسمع صوتك أيها الصديق المحترم حين احجم أصحاب الملايين عن التبرع لصندوق همة وطن وكان مخجلا ان دولة بأصحاب الملايين فيها و ببنوكها التي تختنق خزائنها بالارباح والودائع لم تجمع ماية مليون دينار في وقت شدة ، أليس ذلك مما يبعث الأسى والاحباط ويشير إلى ضعف الأنتماء؟؟.

لقد كنت معاليك أمينا لعمان عدة سنوات ومن منصبك ذاك كنت وما زلت تعرف أصحاب المليارات والملايين فيها واحدا واحدا، بل وتربطك ببعضهم علاقات صداقة ومودة،، فلم تغاضيت عن توجيه مقترحك إليهم؟؟ اهربا من الاحراج ام لغاية في نفس يعقوب؟؟.

اكتب يا معالي الصديق الوطني ووجه قلمك إلى هؤلاء الذين أكلوا الوطن لحما ويكادون يرمونه عظما بعد حين.

وما لم تكن تخفي قناعتك بعدم جدوى مخاطبة هؤلاء ويأسك من انتماء غالبيتهم فانك بمقترحك إلى وزير الصحة تكون في رأيي قد اقترفت خطأ وطنيا فادحا لا يليق بمقامك .