facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




السعودي ناعياً العضايلة: لا حقيقة ولا سلطة كالموت


03-12-2020 03:26 PM

عمون - نعى الدكتور اسماعيل السعودي العين والنائب الأسبق عايد العضايلة.

وقال السعودي في نعيه :الحديث معك لا عنك يا أبا صايل يستدعي كل ضمائر الحضور، ويرفض كليا ضمائر الغياب التي تتسلل في حديثي رغما عني، فلا حقيقة ولا سلطة كالموت الذي يسعى بلا قدم بيننا كسارق بارع لا يستطيع أحد الإمساك به، والموت كم عرفته يا سيدي لا يعتام إلا الكرام وهو الذي يشبه بستانيا بارعا لا يقطف إلا الثمار الناضجة البهية. وأنت من كانت عليك تتكئ الحياة، قبل أن تبدأ خيانات الجسد عملها الخبيث فيك، وقبل أن تتركنا للبيد الظوامي نتحسس من ريحك فلا نجد إلا سراب لقائك، وأخبار رحيلك الموجع والموغل فينا حدّ الشجى الذي يبعث الشجى، فما كنا قبل ذلك نعرف موجعات القلب، ولا موجبات البكاء والتأسي".

وأضاف "في رمضان الفائت كنا نجلس جميعا في باب منزل أم عايد، حضر الجميع وغاب أبو غسان فقد كان هناك في عمان يقوم بعمله ببث الأمل والفرح في نفوس الأردنيين، وكان الأردنيون ينتظرون خروجه عليهم بطلته البهية، وحضوره المريح لهم. وكان عماد كعادته التي لا نستطيعها جميعا مشغولا بتقديم الضيافة والحفاوة والترحيب، بوجهه الخصيب، ولسانه العذب، وخلقه الجميل، وكان حديثنا في تلك الليلة يطوّف بين زحوم والكرك والطفيلة وبغداد ودمشق والقاهرة، التي تتساوى في قاموسك القومي جميعها محبة وعشقا؛ فلقد كنت مسكونا بهذا الهم القومي الكبير، فأنت من طينة هؤلاء الذين يسكنهم وجع الأمة، فيرتسم على ملامحهم شحوبا وتجاعيد وقلقا وهموما".

وتابع "كانت بغداد تظهر في حديثك حبّا، وتلمع في عينيك بشوارعها وأزقته ومناضيلها وشهدائها ووجعها النبيل، وكنت كنخيلها الذي لا تنحني إلا ذوائبه؛ لأنك الكبير الذي كبيرات مُـدوية أمجاده، وكبيرات مصائبه. كان يدلني عليك ضوء بيتك الذي يشبه نار القِرى التي تدعو ضيفها دون كلام، كعادة أهلك الطيبين من الغساسنة الكبار الذين يغشون فلا تنبح كلابهم، ولا يسألون عن السواد المقبل؛ ألم يقل ذلك حسان بن ثابت يوم خبر أجدادك وكرمهم وبياض وجوههم وشمم أنوفهم".

وبين "الحال يا أبا صايل ما تغير منذ ذلك العهد فالأحفاد منكم على عهد الأجداد ونبلهم وخلقهم الوعر لم يتغيروا ولن".

وأكد "كنت يا أبا صايل شجرة ياسمين تظللنا بشموخها وحضورها البهي، قبل أن تتركنا محملين بعطرها وعبيرها، وكنا نستقي منك الحرف القومي الصافي الذي ما غيّره الدولار ولا النفط، فكنت الواقف في جفن الردى، يوم لا شكّ في الموت للواقفين، وكنت تحتاج دمع الأنبياء لتشاهد ما هو قادم من خلف تلك الذرى المحملة بالويل والخراب والطوفان الذي أطاح بكل شيء قومي جميل".

ولفت "فمن يا أبا صايل سيرمم كسر العروبة المتسع، ومن سيمسد على جراحات الأمة الطرية التي سكنت جسدك النبيل قبل أن يسكنه المرض، ومن يا أيها القومي الشريف سيخلف حضورك وكلامك فينا، في زمان عربي نبحث فيه عن كلمة الشرف في المعاجم فلا نجدها، ومن يا أيها العروبي الوجه واليد واللسان من بعدك، ستسكنه بغداد وإخوتها وتدرج دمعة من عينه كلما لاحت من بعيد حديثا في سمر، أو خبرا في تلفاز، أو خيالا في منام".

وتساءل "كيف ترحل هكذا وتتركنا ناقصين من بعدك، ولماذا خاننا وخانك قلبك الطيب الذي نعرف وأسلمك للغياب".

وختم "لك الرحمة وجنات عرضها السماوات والأرض، ولأهلك الطيبين خالص العزاء، ولنا جميل ما تركتنا فينا من حسّ وألق عروبي لن يبارحنا ما حيينا، وإنا لله وإنا إليه راحعون".





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :