عمون - رصد برنامج عين على القدس الذي بثه التلفزيون الاردني، الاثنين، قيام سلطات الاحتلال بإصدار أوامر اخلاء لعدد كبير من اهالي سلوان من منازلهم، اضافة إلى الاعتداء على الكنيسة الارثوذكسية الرومانية في القدس من قبل متطرف يهودي.

وعرض البرنامج في تقريره الاسبوعي المصور بالقدس، مشاهد من مظاهرة نظمها اهالي حي سلوان الذي يقع جنوبي المسجد الأقصى المبارك، بمشاركة حركة (السلام الآن) المناهضة للاستيطان، احتجاجا على اوامر الاخلاء التي اصدرتها سلطات الاحتلال الاسرائيلية بحق العشرات من العائلات بمنطقة بطن الهوى بالبلدة، والادعاء ان ملكية الأرض تعود لليهود اليمنيين منذ عام 1891.

عضو حركة السلام الآن، حاجيت عوفران، قالت في حديثها خلال التقرير، بانهم حضروا الى سلوان ليقولوا "اوقفوا ترحيل عائلات سلوان عن طريق المستوطنين، وبدعم الحكومة"، واضافت ان ما يحدث هنا هو ترحيل عام لأكثر من الف نسمة من بيوتهم عن طريق التهديد بالمحاكم والقانون الاسرائيلي.

وأشار التقرير ان ما يحدث بالنسبة لأهالي سلوان هو جريمة حرب جماعية تقودها جمعيتا عطيرت كوهنيم والعاد الاستيطانيتان المدعومتان من سلطات الاحتلال الاسرائيلي، حيث صدرت اوامر اخلاء بحق 86 عائلة فلسطينية، وفي حال تم تنفيذ هذه الاوامر, فان هذه العائلات سوف تعيش بالعراء.

ولفت التقرير الى ان اعتداءات المتطرفين وصلت الى حد الاعتداء على الاماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية، وعرض تسجيل فيديو لأحد المتطرفين وهو يعتدي على الكنيسة الارثوذكسية الرومانية في الحي اليهودي في القدس، حيث ظهر وهو يكسر ابواب الكنيسة للدخول اليها بهدف تخريب محتوياتها وحرقها، ما وصفه البطريرك ثيوفيلوس الثالث، في بيان، "بالتصرف الارهابي".

واضاف ان الاعتداءات على المساجد والكنائس آخذة بالتزايد في ظل تساهل سلطات الاحتلال بالتعامل مع هذه الاعمال الارهابية.

الارشمندن ميلاتوس باسال، أكد في حديثه على ان الاعتداء على الاماكن المقدسة مستمر، وان تبرير سلطات الاحتلال لاي اعتداء من هذا القبيل يكون بان من قام بالاعتداء هو شخص "مضطرب عقليا"، لافتا الى ان ما يحدث فعليا هو ادارة ممنهجة من قبل الاحتلال حتى تقوم "بتهجيج المسيحيين والمسلمين من البلدة".

والتقى البرنامج الذي يقدمه الاعلامي جرير مرقة، عبر اتصال فيديو برئيس هيئة الدفاع عن حي بطن الهوى في سلوان، زهير الرجبي، حيث قال ان ما يحدث في سلوان من ترحيل لأهالي البلدة من بيوتهم والاعتداء على المقدسات الاسلامية والمسيحية في البلدة امر ممنهج ومسيس، يهدف الى تهويد القدس والضغط على المقدسيين من اجل اضعافهم.

واوضح الرجبي ان لدى الهيئة عددا من المحامين يعملون على قضية اوامر الاخلاء منذ العام 2015 ، وقد بلغت اوامر الاخلاء الموجة لعائلات من بطن الهوى 86، يتجاوز عدد افرادها الالف.

واضاف بان اليمنيين ليس لهم اي ارض في منطقة سلوان، وان العثمانيين قاموا بوضعهم في هذا الحي للبقاء تحت حماية الفلسطينيين، ولم يملكوهم اي ارض، الى ان طلب منهم الاحتلال الرحيل من المنطقة عام 1948، بسبب الحروب، وحينها قاموا ببيع كل ممتلكاتهم للفلسطينيين.

ولفت الرجبي الى ان كل القضاة العاملين بهذه القضايا من المتطرفين والمستوطنين انفسهم، وان جميع المؤسسات الاسرائيلية تدعم هؤلاء المستوطنين، مشيرا لقول احد القضاة الاسرائيليين لمقدسي في احدى الجلسات، حيث طلب منه ان يقبل بالرحيل من بيته واخذ تعويض رمزي لانه بالنهاية "سوف احكم لمصلحتهم" ويقصد هنا المتطرفين.

واكد ان سلطات الاحتلال لا تفرق بين مسيحي ومسلم، ولا بين عقار ومسجد او كنيسة، فهي تعتبر ان المسلم او المسيحي بالنهاية شخص فلسطيني ويجب طرده من البلاد عموما، وبالاخص من القدس. وافاد الرجبي بان الهيئة توجهت للخارجية الفلسطينية لرفع قضية لدى المحكمة الدولية في لاهاي، لايقاف "النزيف" الذي يحدث في سلوان.
(بترا)