برهومة ينعى حاتم يوسف العيسوي
14-04-2021 06:58 PM
عمون - نعى أستاذ الإعلام في الجامعة الأمريكية بدبي الدكتور موسى برهومة صديقه حاتم نجل رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف العيسوي. وكتب برهومة على صفحته في "الفيسبوك":
وداعاً يا صديقَ العمر، يا حاتم
عندما علمتُ بمرضك يا صديقي الطيّب الشجاع، وأنا أقلّب في الصور القديمة. كيف لهذا الفتى أن يُقعدَه المرض، أو ينالَ منه العجز، وهو الذي ملأ الدنيا بصخبه وفرحه وانتصاراته الرياضية في كرة تنس الطاولة أيامَ كان فارس اللعبة في نادي شباب مخيم الحسين؟
أقلّب الصورَ القديمة التي أرسلها لي صديقنا المشترك منير الخطيب الذي كنتَ تفرح حين نناديه "أبو ماهر" ونحن بعدُ فتية يافعون في الصف السابع، في مدرسة النزهة الإعدادية.
أراكَ في الصور، وكان ذلك قبل زمن بعيد جداً، وأنت تحتفل بعيد ميلادي، في منزلنا بمخيم الحسين الذي لا يبعد عن منزلكم إلا بضع عشرات من الأمتار. كنا في منتصف شارع 19 السفلي، وكنتم أول بيت في يمين الشارع 20 الذي يصل إلى مسجد مالك بن أنس.
كانت ضحكتكَ في الصور تسبق فلاش الكاميرا، فيما يداك تلوّحان للهواء بغبطة، وكان حولَك أصدقاؤنا، منير الخطيب، ومعتز المشني، وروحي الفار، وجميل العوضات، وعدنان المصري، وكان معنا أخي الأصغر محمد الذي يفتقدك الآن بمقدار ما كان يحبك.
كلنا كنا نحبك وسنبقى، يا صديقي الذي عذّبه المرض، وعذّبنا، كأنما أقدارنا هي صعود مستمر إلى هاوية الموت. أحببنا فيك، يا حاتم، بساطتك ونخوتك وإباءك، وهذه صفات ورثتها، بلا ريب، من أهلك الطيّبين؛ من والدك أبي حسن (رئيس الديوان الملكي الهاشمي) الذي عوّدك على الانضباط والصدق، ومن والدتك العظيمة التي كانت يداها فيّاضتين بالضوْء.
أعزّي فيك نفسي، يا صديقي الحاتم. وأعزّي والدك ووالدتك، وأشقاءك، الدكتور المهندس حسن، والكابتن طارق، وسامر، وشقيقاتك سوزان ورهام ولانا. وأعزي آل العيسوي أجمعين، كما أعزي رفاقك الذين ذرفوا العظيم من الدعاء والدموع في مرضك ورحيلك.
لا أستطيع يا صديقي أن أتحدث عنك بصيغة الماضي. أنتَ حاضر أبديّ يتغلغل في مسامات الوقت، فيوقظ الذكرى التي أستعيدها الآن وأنا أقلبّ الصورَ القديمة، وأحدّق في عينيك المشعتين بالأمل. ومَن كانت له مثلُ تلك العينين، يا حاتم، لا يموت.