facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الغرايبة للشباب: البدء بالوعي في احتياجاتنا وتحويله لبرامج تأثيريّة


22-04-2021 02:45 PM

عمون - قال الكاتب والباحث الأردني إبراهيم غرايبة إن الرواية المنشئة والفكرة الجامعة الآن في كل العالم هي وعي الذات والركيزة الأساسية التي تقوم عليها برامج التقدم والتنمية، وبسبب الأزمات الكثيرة والتحولات الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها العالم يرتد الإنسان إلى وعيه بذاته، الأمر الذي يتجسد محلياً بوضوح لما للمجتمع الأردني من خصائص فتيّة وديناميكية.

وأكدّ الغرايبة في حوارية قدمها معهد السياسة والمجتمع، " كيف ننشئ مواردنا ؟ ما هي علاقاتنا بها؟ وكيف أنشأت التكنولوجيا أعمالاً جديدة تحتاج لموارد جديدة وغيرت طبائعنا"، أننا اليوم في مراجعة استراتيجية لهذه الرواية التي أنشأت العالم المتحضر اليوم،

ويضيف الغرايبة: "اليوم نتساءل عن مواردنا وأعمالنا ومن نحن؟ فالاقتصاد الجديد والتكنولوجيا الجديدة إذا صح تسميتها باقتصاد المعنى وتكنولوجيا المعنى فهي تسمية دقيقة، وفي وقت سابق كانت التكنولوجيا محاكاة لعمل الإنسان الجسدي، أما اليوم فالتكنولوجيا الجديدة محاكاة لعقل الإنسان، والتجارب التي نعيشها اليوم في العمل عن بعد أعادت وعينا بأنفسنا والوعي بالوجود لأنه المنشئ للقيم واتجاهات التقدم والأوضاع التي لم تعد تحظى باهتمام ،وأعادت سؤالنا من نحن؟!".

وبين خلال الندوة الحوارية، عبر منصة زووم، مع نخبة من الشباب الأردني بعنوان (الأردن الممكن)، أن تجربتنا التاريخية في شرق المتوسط حيث قال إنها المكان الوحيد في العالم وفي تاريخ الإنسانية تراهن الإنسان مع نفسه لإنتاج الموارد، في حين قامت الحضارات الإنسانية الأخرى على ما تقدمه الطبيعة، أما شرق المتوسط فلم تمنحنا الطبيعة ما نستطيع أن نعيش به أكثر من أربعة أشهر في السنة، وكان يجب أن تدبر التسعة شهور الباقية بالاعتماد على أنفسنا، وهذا الذي ميزه وجعله يعطي منتجات جيدة، حتى على المستوى الفكري.

وفي محاولة للإجابة على سؤال طرحه محاور الجلسة الباحث في معهد السياسة والمجتمع حسين الصرايرة، ما الذي يمكننا في فعله في مواجهة التحديات التي تواجهنا اليوم، شدد الغرايبة أن المعرفة هي المورد الأساسي والأكثر قيمة في إنتاج الموارد، وأن لدينا تجربة إنجاز جيد في التعليم وتطوره على مستوى الوطن العربي، لكن لا يجب أن نستريح لهذه العبارة برغم صحتها إذا لم نوظف هذا المنجز التعليمي في مواجهة التحديات والتحولات التكنولوجية والسياسية والاجتماعية سنخرج من التاريخ والجغرافيا.

وأوضح الغرايبة إن العالم كله يبحث عن رأس المال البشري وعن الشباب المتفوق والمنح التي تعطيها الجامعات العالمية بكرم وتوفر لهم كل مقومات الحياة الكريمة وفرص العمل ليست بريئة تماما فجميع الدول تتنافس على رأس المال البشري، وأن كل ما نحتاجه اليوم هو الاستثمار في الإنسان، وبناء قاعدة تعليمية تعتمد على معارفه ومهاراته، وكذلك نخبة أكثر كفاءة وتعلم مدركة ما تحتاجه المرحلة.

وفي تساؤل آخر طرحه الصرايرة، كيف ننظر للأردن الممكن في المئوية القادمة؟ وهل هو ممكن؟ أكدّ الغرايبة على أنه ممكن جداً، وأن اقتصاد المعرفة يعطينا الميزة لنشارك في هذا العالم، وإذا طورنا التعليم ليكافئ الاحتياجات، ومن خلال تطور أفضل للمناهج التعليمية في المدارس والجامعات بحيث يكون الطالب مؤهل للمعرفة الكافية وللعمل والمشاركة في الحياة، وإضافة إلى توفير الخدمات الصحية الممكنة، ثم ننظر إلى مواردنا الطبيعية البسيطة، الماء والزراعة كما أن إمكانية تحلية المياه لم تعد بكلفة كبيرة، إذا وفرناها بعد ذلك تصبح مصدرا للربح، مضيفاً أن الطاقة المتجددة أصبحت ممكنة وكذلك ملكية الطاقة بحيث يملكها كل مواطن، وأن تطور الصناعات الغذائية والزراعة التي تطور المجتمعات الزراعية حولها حيث لم بعد مقبولا أن يبقى المزارع فقيراً.

وفي السياق ذاته، أجاب الغرايبة عن تساؤل "كيف نعيش حياتنا؟" حيث يرى أن هذا السؤال بين القواعد والنخب هو الذي يصنع البرامج والأفكار السياسية والثقافية، وهذا هو السؤال المهم بالنسبة للهوية، وأن ننشئ تعليم متقدم وقيادات سياسية واقتصادية واجتماعية أفضل، بغير ذلك ستدار حياتنا ومواردنا بعيدا عن تطلعاتنا وقدرتنا على التأثير فيها، وسيظل يسوَّق علينا الوهم والفقر ولا أحد يستطيع أن يدرك الخطر الذي نسير فيه.

نقاش مع الشباب

اتجهت تساؤلات الحضور من الشباب؛ حول إذا ما كانت ستسعفنا الخطة القديمة لندخل المئوية الجديدة، وبالنسبة إلى أن الأردن دولة تتأثر كثيرا بالوضع الإقليمي هل سيستطيع الأردن التطور في ظل هذه الأوضاع الإقليمية، وماذا عن الإصلاح السياسي، وهل نستطيع تحقيق تطور فعلي خصوصاً وأن الأردن كثيرا ما قدمت ملف الإصلاح الاقتصادي على حساب السياسي.

ومن خلال إجابة الغرايبة على تساؤلات المشاركين الشباب وضّح أن التغير الإيجابي يجب أن يصب في مجالات محددة مثل الحريات والتعليم والصحة والنمو الاقتصادي، وأن أدواتنا ومواردنا للتقدم هي الإنسان المتعلم القادر الذي يتمتع بصحة جيدة ويمكن إضافة التكامل الاجتماعي ومعالجة الفجوات في التنمية كما أن من أدواتنا هي الأمكنة، القرى والبلدات التي يجب أن تواكب احتياجاتها وتطور الأنظمة اللامركزية، والقطاع الثالث هو الشباب الذي يملك قيمة التاريخ والثقافة، والإلهام كيف تحول الأعمال إلى تفاعل وبناء وطموح. كما أضاف أننا منذ 1989 استجبنا للتحولات العالمية واستأنفنا العملية الديمقراطي ولم ندخل أية حروب، وأنه يجب علينا أن نوظف التقنية في تقليل الإنفاق كذلك الاستقرار يجب أن يكون عامل لتخفيض الإنفاق

وفي إطار الحديث عن الهوية رأى الغرايبة أنها ليست قدرا من السماء وأننا نحن من نتخيلها ونحن من نصنعها، ونحن من نوجدها، حيث أن الهوية هي أن نجتمع لنتخيلها ثم نتعاقد عليها والتاريخ هو مصدر من مصادر الهوية، والتنوع مصدر أيضاً للهوية التي تقوم على الاختلاف والتمايز لأننا في شكلنا التاريخي أصبحنا مزيج وما يجمعنا هي المواطنة.

وفي سياق الحديث عن الإصلاح السياسي والحريات أكد أنها إذا كانت معزولة عن مصالحنا فلا قيمة لها، وإذا لم يشارك الناس في وضع الخطط وكانت بمعزل عنهم سيكونوا سلبيين وربما هذا ما حصل في تاريخنا، مؤكداً أن التشكل السياسي إذا لم يتبعه تشكل بالهوية سينتج صراع ولن يحقق التقدم، وأن ما حصل في تاريخنا أنه عندما أهملت مجتمعات ما قبل الدولة وأنشأنا على أنقاضها مجتمعات حديثة، صحيح أنها مؤسسات حديثة وأفضل مما كان لدينا لكننا لم نجعل المجتمع يشاركنا بناء المؤسسات والتطور معها، كان لهذه الحداثة جاذبية لكننا ضحينا بمشاركة الناس فيها وجعلها هوية جامعة.

وفي كلمة أخيرة وجّه الغرايبة كلمة للشباب قال لهم فيها يجب أن نبدأ أولا بالوعي وما ينقصنا وما نحتاج إليه، وأن الشباب هو الذي يدرك الاحتياجات والتقدم وأن نحول هذا الوعي بالاحتياجات إلى برامج ثقافية وأدبية تأثيرية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :