عمون - القى الزميل الدكتور الصحفي غازي القظام السرحان محاضرة في محافظة الكرك حضرها جمع غفير من أبناء عشيرة الطراونةة يمثلون اطيافا عشائرية وتربوية ونسائية ونقابية وشعبية في بلدة 'الحسينيه" بلواء المزار الجنوبي وسط مدينة الكرك بدعوة من جمعية ذات الصواري حول خطاب "الكراهيه والإشاعه".

وبدأ الاحتفال بالسلام الملكي وآيات من الذكر الحكيم.

وأكد الزميل السرحان في محاضرته على ضرورة ايلاء مكافحة خطاب التحريض والكراهية والإشاعة اهمية كبرى وبيان مخاطرها على الوطن والمواطن لما لها من آثار سلبية في زعزعة قيم التعاضد والتسامح والتراحم والتماسك والسلم المجتمعي.

وقال إن خطاب الكراهية وخطاب التحريض وجهان لعملة واحدة ويقودان للفتنة والشكوك وانعدام الطمأنينة والثقة تجاه الآخر وهذا ما يجب علينا جميعا في هذا الوطن أن نتنبه له وأن نفوت الفرصة على كل من يحاول أن يمس وحدتنا الوطنية او أن يشكك في سلامة المسيرة الأردنية المظفرة بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين.

واوضح الدكتور السرحان أن خطاب الكراهية يمثل الخطاب العدائي تجاه الآخر وهو مجموعة من العبارات التي تؤيد التحريض على الضرر والتمييز والعدوانية والعنف وان من أسباب انتشار خطاب الكراهية غياب منظومة القيم وضعف رقابة الأسرة والخطاب الديني المتطرف وتأثير وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي على الاتجاهات الفكرية لدى الناس وغياب القوانين الرادعة.

واشار إلى الكيفية التي تمكن الدولة والمواطنين من التصدي لخطاب الكراهية بصوره المختلفة بما لا يقوض حرية التعبير.

وبين السرحان ان مفهوم التحريض يقوم على دعوة الجمهور بشكل مباشر او غير مباشر للقيام بفعل او أفعال ضد أفراد أو مجموعات باستخدام طرق علانية او مخفية مؤكدا ان مفهوم التحريض بتعريف التشريع الاردني أنه جريمة تقوم على زرع فكرة الجريمة وتهيأة ظروفها ودفع شخص آخر لارتكابها وأوقع المشرع الأردني العقوبة على التحريض بالأشغال الشاقة من ١٥-٢٠ سنة.

ولفت الزميل السرحان إلى أن الأشاعة هي خبر أو حكاية او كلام يجري تداوله بين الناس دون معرفة المصدر الحقيقي لها ومن الصعب معرفة بدايتها ومصدرها لأن مطلقوها لا ينسبوها لأنفسهم ودائما تكون مسبوقة بيقولون ويقال ومن أنواعها اشاعة الخوف والتفاؤل والحقد.

وضرب السرحان أمثلة على كل نوع منها، واستعرض طرق التصدي للإشاعة وعلى رأسها تضافر جهود الحكومة وخصوصا الأمنية والأستخباراتية ووسائل الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني للتصدي للشائعات ومروجيها وتكذيبها بحقائق ملموسة وسريعة لمنع انتشارها، مؤكدا على ضرورة خلق مقاومة ذاتية ومناعة ضد الاشاعات ووضع قواعد مهنية اخلاقية في التعامل مع الاشاعات.

وخلال اللقاء اكدت منسقة المحاضرة الدكتورة لبنى الكيلاني على أن الالتزام بأهداف الدولة وضرورات أن يحافظ كل من يعيش على هذا الثرى الأردني الطهور أن يأخذ دوره في تقوية وشد ساعد الوطن ضد دعاة التحريض والفتن والتشكيك والتحريض ومطلقي الاشاعات لافتة إلى ان واجبنا نحن ابناءه من شرقه لغربه ومن جنوبه لشماله يقتضي توحيد الجهود والصفوف بما يعزز من قوة الأردن ومنعته.

ودار حوار موسع بين الزميل السرحان والحضور واجاب الزميل السرحان على اسئلة وتساؤلات الحضور، وفي نهاية المحاضرة عبر أبناء عشيرة الطراونة عن التفافهم ومحبتهم لقيادة جلاله الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، مؤكدين على ضرورة عقد مثل هكذا محاضرات تثقيفية وتوعوية وحوارية بما يعضد من قوة مسيرة البلاد وحمايتها من كل الأخطار التي تتهددها وان مثل هذه اللقاءات الحوارية تزيد من فرص التفاهم والالتقاء بين أبناء الوطن الواحد من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه مؤكدين حرصهم الشديد على عدم السماح لمروجي الفتن والمشككين والمحرضين من تسميم اواصر وروابط القربى والمصاهرة والجوار بين أبناء الوطن.