لهذا كان القرار بأن تحملي اسم وسن

فالوسن أول الأمومة، وأول النعاس، وأول الحب، وأول الحلم، وأول العطاء، وأول الحنان، وأول الدلع، وبداية لحياة وعطاء لا يتوقف.
اليوم يا ابنتي تنهين أول الحلم الذي رسمناه سويا، وسعيت بكل ما أوتيت لتحقيقه.

وسن

منذ خطوتك الأولى وكلمتك الأولى، بدأ الحلم يكبر يا قمري " تذكري دائما اغنيتنا التي طالما رددناها سويا" ومشيت بخطواتك ثابتة، وقوية، كنت أتفاجأ من قوة مزروعة فيك واصرار على ان تمضي.

حين ودعتك في المطار أول مرة، كتمت بداخلي ألف سؤال وسؤال وامسكت على ترددي، بأن لا تغادري حضني، ظنا مني أن الوسن الهاديء والحنون أضعف من أن يحمل وزر الغربة، وكنت مخطئة.

بنيتي تذكري دائما أن الحياة رحلة، تعطينا بقدر ما نسعى اليها، وتذكري أن قطارها محمل بكل ما على وجه هذه البسيطة، من بشر بكل تلاوينهم وجمالهم وبشاعتهم أحيانا.

وتذكري أن الانسان خلق وقيم ومبدأ، والحياة موقف وان العمر واحد، واننا كبشر حصيلة تجاربنا

تذكري أن البشر اخوة في الانسانية وأن العطاء والكرم ليس بالمال فقط بل بالانسانية والحب والعطاء والخلق والاحترام.

تذكري أن الكبرياء لا يعني الغرور، وان التواضع لا يعني الضعف، وان الرضا ليس استسلاما، بل هو سلام وطمأنينة، محظوظ من يحظى به ويسعى اليه.

تذكري وأنت تمضين انك تستحقين الحياة، وتذكري ان لك محبين فبادليهم كل الحب والوفاء، وكوني دائما بدايات كل شيء جميل.

وتذكري أن ثمة وجه آخر لكل شىء، فاحذري أن يجرك البعض لمعارك الكراهية والبغيضة فهذه لا تنفع، اللهم الا ان تشوه انسانيتنا وتزرع سوادا في القلوب، اعلم يقينا انك ترفعت عنه.

تذكري أن تكوني جميلة من الداخل كما انت من الخارج، وابق روحك محلقة متفائلة ونسه كما انت يا وسن.

يا صغيرتي ها انت تكبرين، وها أنت تعودي محملة بالنجاحات، تحملين لي فرح مغلف بحب واجتهاد، ها أنت تحققين أول الحلم، مبروك يا بنيتي.