facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الضرورات الموجبة لإعلام تربوي نشط وفاعل


فيصل تايه
08-07-2021 01:11 PM

كم نحن بحاجة ماسة لنقف عند إعلامنا التربوي الذي يحمل رسالة هادفة ، ليكون إعلاما موجهاً يخاطب الفئات العريضة من مجتمع التربية والتعليم وكل المتداخلين بالعملية التعليمية بكل أركانها ، قادة وإداريين ومعلمين وطلاب وأولياء أمور ، خاصة في هذه الظروف ، فالدفع باتجاه ذلك يوصلنا إلى أعلى أشكال الحوار والكلام والخطابة وحضور العقل ، لنصل إلى روح جديدة في إعلام التربية والتعليم من خلال الكثير من الوسائل المتاحة حالياً على قلتها ، والتي نأمل أن تتاح بالمستقبل .

تحدثنا كثيراً عن ضرورة بناء علاقات إيجابية مع مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة بما فيها الصحف الالكترونية ، او التي تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة ، وقلنا اننا بحاجة ماسة إلى مرجعية إعلامية قوية ، بالاستعانة بوزارة الدولة لشؤون الاعلام ، من أجل المساعدة في إيصال رسالتنا التربوية المرجوة ، والتواصل مع مختلف شرائح المجتمعات التعلمية ، فما زلنا نفتقر إلى أدوات ومنابر اعلامية تربوية خاصة ، نديرها نحن ، وكم نوّهنا منذ سنوات الى ضرورة استثمارنا بوسائل الإعلام من أجل تحقيق أهداف التربية في ضوء السياستين التعليمية والإعلامية للأردن ، ذلك هو الواقع الذي من المأمل أن تبني الدولة الأردنية مفهوم الإعلام التربوي علية ، بل يجب أن يأتي ذلك في سياق مجمل التحديات ذاتها التي تواجهها الدولة وزارة التربية والتعليم معاً للولوج إلى عصر العولمة ، خاصة ونحن نعيش قرن التحدي والمهارات ، القرن الواحد والعشرين ، وقلنا مراراً "مذكرين" ان العملية الإعلامية في بعض جوانبها هي عملية تربوية ، وكذلك فأن العملية التربوية في بعض جوانبها هي عملية إعلامية ، لإن التربية عملية تأثير وتفاعل وتوجيه الأفراد نحو النمو بشكل يتماشى مع الخط الذي ارتضته الدولة بمكوناتها لنفسها بهدف المحافظة على القيم والمبادئ التي ندين بها ونعمل على تثبيتها ، مع المحافظة على ثقافة المجتمع وشخصيته من أن تذوب في الثقافات المستوردة في محاولة لإيجاد حلول للمشكلات التي تواجهنا بمعطيات العصر الحديث وعلى ضوء الأصالة الموروثة .

يحب أن نعي تماماً أن الإعلام التربوي لا يمكن أن يكون مسؤولية وزارة التربية والتعليم وحدها ، بل هي مسؤولية الدولة باكملها كما وأنه مسؤولية مجتمعية ، بالرغم من ان الإعلام التربوي احد ركائز واستراتيجيات العمل لوزارة التربية والتعليم والتي تسعى ليكون أكثر حيوية لما يمثله ، لكننا بحاجة لإعادة صياغة كل الأفكار الساعية إلى إيجاد إعلام تربوي فاعل وفق رؤى عصرية ، وذلك بطرح الأفكار العميقة التي تخاطب كل الشرائح ، لإننا كتربويين نوقن أن مجال الإعلام التربوي مجال رحب وجيد لاستخدام المعلومات وتوظيفها في تبادل الخبرات والمهارات مع مختلف شرائح مجتمع التربية والتعليم ، ليحقق من خلال ذلك حراكاً تفاعلياً وحيوية نشطة ، ما يتطلب إيجاد قنوات اتصال فعالة غير تقليدية مع مختلف أطياف المجتمع التربوي الأردني ، ولا يتوقف هذا على الإعلام المكتوب ، بل من الضرورة مساعدة وزارة التربية والتعليم في بناء علاقات وطيدة بالإعلام المرئي والمسموع والالكتروني الذي سيكون أكثر جذباً وفاعلية .

من هنا ووفق هذه الرؤى ، فلا بد ان تساعد الدولة وزارة التربية والتعليم ، هذه المؤسسة الوطنية السيادية في بناء القنوات والقدرات الإعلامية التربوية التي يجب أن تكون قادرة على تحقيق أهدافها إعلامياً وتربوياً ، بكل همة ومسؤولية ، فهذه رسالة نخاطب من خلالها الجميع لتصل بكل شفافية ، لهذا فإنني أجد أن الظروف مواتيه ومهيأة لبحث ملفات الإعلام التربوي مع كافة الأطراف ذات العلاقة وكما يقولون : إذا هَـبَّتْ رياحُك فاغتنمْها ، خاصة في هذه الفترة التي نحتاج فيها إلى تكوين إعلام تربوي نشط وفاعل ومتخصص ، فالحاجة تتطلب بناء إطار استراتيجي مستمد من الأهداف العليا التي وضعتها الدولة ، ليكون قادرا على تلبية الطموح فعلياً ، ومن أجل ذلك نحتاج إلى إيجاد وتطوير مجموعة من الكوادر التربوية الإعلامية المتخصصة في الإعلام التربوي ، وصولاً إلى إعلام يعبّر عن احتياجاتنا الحقيقية ، بعيداً على إعلام العلاقات العامة ، وذلك بدعم كل التوجهات القائمة على ذلك ، ما يحتاج بالضرورة الدعم الجاد وبالتعاون مع المؤسسات التعليمية والإعلامية والاجتماعية والجهات ذات الصلة خاصة معهد الإعلام الأردني ، ولنبدأ بالعاملين في الإعلام التربوي في المركز والمديريات الذين يحتاجون على الدوام الى تعزيزهم بكوادر خبيرة ، اضافة إلى تحديث قدراتهم واستمرارية تأهيلهم وتدريبهم تلبية لواقع عملهم ، وما تتطلبه منهم حتمية التواصل مع كافة أركان مجتمعنا التربوي ، فلا نريد منهم مجرد مهارات صحفية وإعلامية تتمثل في كيفية صياغة أو صناعة الخبر ، بل ويجب حتماً أن يكون دورهم دور إعلامي تربوي خالص ، ولتكون مرجعيتهم مبنية على شبكة من الاتصالات الإعلامية المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمركز الوزارة ، وأقسام العلاقات العامة والإعلام التي يجب إعادة هيكلتها وتأهيلها في مديريات التربية في العاصمة والمحافظات ، لنكون أكثر ملامسة لواقعنا التربوي وأكثر صلة بالميدان .

اننا نحتاج الى إعلام تربوي قوي يعرف كيف يدافع عن قرارات وزارة التربية والتعليم ضد من يحاولون ايقاعها في ارباك متعمد ، أو الذين يحاولون مشاغلتها عن اولوياتها ، اضافة اننا نحتاج الى إعلام ميدان ، بيرز نشاط المعلمين ويكون قريباً منهم ، ويوثق ابداعتاهم ويثني عليهم ويعززهم وينقل وجهات نظرهم ، وأن نبتعد عن إعلام الأشخاص المرتبط بابراز نشاطات مدراء التربية أو مسؤولي التربية ، وتسليط الضوء عليهم شخصياً من مختلف مواقعهم ، بل كل ما نتمناه بالفعل إعلاماً تربوياً يكون معينا للمسؤولين والمعلمين وللآباء والأمهات ، وكل من ارتبط ويرتبط بالعملية التعليمية في تقريب وجهات النظر ، إعلاماً معني بتأصيل القيم النبيلة ، وكذلك إعلاماً تربوياً يعايش ظروف مجتمعه الزمانية والمكانية ، بل يجب أن يؤكد المهمات الحقيقية للمجتمع مركزاً على المفاهيم الحقيقية للتعليم ، مع القضاء على المفهوم الذي يربط التعليم بالوظيفة .

بقي ان اقول اننا نحتاج أن نخاطب أبناءنا الطلبة بلغتهم ونعزز بهم ثقافة الحوار وتقبل الآخر ، والفهم الواضح لمنطق الحياة المعاصرة مع الحرص على ترسيخ مفاهيم الوسطية والاعتدال وتأكيد قيم التسامح ، بشكل يسهم في تنمية مجمعنا الأردني وتطوره ، فنحن كتربويين بحاجة ماسة إلى أن نكرس ونعمق مفاهيم القيم الإنسانية ومفاهيم الحرية الحقة عند جميع مكونات مجتمعنا ، مع ضرورة تبني منظومة القيم الفضيلة .

نسأل الله عزّ وجل أن يوفقنا لما فيه الخير رفعة لمؤسستنا التربوية العتيدة _ وزارة التربية والتعليم _

مع تحياتي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :