facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




برنامج "الفاقد التعليمي" ومسؤولية وزارة التربية والتعليم


فيصل تايه
24-07-2021 09:59 AM

نتمنى على كافة أولياء أمور طلبة المدارس الحكومية والخاصة ومدارس وكالة الغوث والثقافة العسكرية ومدارس المخيمات السورية في مختلف مناطق المملكة قاطبة ، سرعة الاستجابه للتوجيهات المتكررة من قبل وزارة التربية التعليم ، والتي دعت من خلالها الى ضرورة الاسراع في تسجيل أبنائهم على المنصة الإلكترونية التي انشأتها من أجل التحاقهم بالبرنامج الوطني التعويضي "الفاقد التعليمي" ، الذي سيكون له آثر كبير في تحسين مستوي وقدرات الطلاب التعليمية خلال العام الدراسي القادم ، وفي ذلك ، فعلى أولياء الأمور أن يتحملوا مسؤولياتهم كآباء تجاه ابنائهم ، فالوقت يمر ، والامر يتعلق بمستقبل الطلبة التعلمي ولا يحتاج إلى تردد ، والمطلوب المساعدة في تعويض الطلبة عما فاتهم من تعلم بقدر المستطاع من خلال التعاون مع وزارة التربية والتعليم ، فالملاحظ أن الوزارة تسعى بمسؤولية كبيرة الى ترميم الفجوة التي أصابت التعليم جراء الجائحة ، من خلال حرصها على تعويض الفاقد التعليمي .

يجب أن نعي تماماً ، اننا الان أمام مسؤولية كبيرة ضمن مرحلة جديدة تتطلب منا تعاوناً جاداً مشتركاً ، وفي ذلك دعونا نتكاتف سويا من أجل مصلحة ابنائنا الطلبة ، لذلك ينْبَغِي تَضَافُر كافة الجُهُود للتغلب على مجمل التحديات لِتَحْقِيق اقصى فائدة لفلذات اكبادنا ، فما نحتاجه اليوم "حملة توعية وطنية" ، وبمشاركة مختلف القطاعات بما فيها كافة المتداخلين في العملية التعليمية ، من تربويين وأولياء أمور وطلبة ومؤسسات مجتمع مدني وكل من له علاقة لانجاح هذا العمل ، فعقلية وزارة التربية والتعليم تتجه خلال الفترة القادمة الى تسخير كل امكاناتها خدمة لأبنائنا الطلبة ، فقد اعدت خطة تتفيذية عاجلة للغاية ، والتي تستهدف من خلالها الطلبة في الصفوف من الأول وحتى الصف الحادي عشر ، بحيث يتم من خلالها التركيز على المفاهيم والمهارات الأساسية في المواد التعليمية (العلوم والرياضيات واللغتين العربية والانجليزية) ، ذلك للاطمئنان على جودة التعليم ومعرفة تمكن الطلبة من المهارات والمعارف الأساسية للبناء عليها في مراحل لاحقة .

خطة الوزارة هذه ، جاءت وفق منهجيات علمية ودراسات وأبحاث ، من خلال شراكة الوزارة مع هيئات ومنظمات عالمية لأجل تحديد حاجة الطلبة الفعلية لمثل هذه البرامج ، حيث ستنفذ على ثلاثة مراحل تبدأ بالمرحلة الأولى "قصيرة المدى" وتستمر لمدة شهر ، حيث سيكون دوام الطلبة فيها بشكل يومي وبنفس مدارسهم ويبدأ تطبيق خطتها في ١٥ من آب/أغسطس المقبل ، وتستمر لغاية ١٢ من أيلول/سبتمبر القادم ، ثم يتبع ذلك برنامج المرحلة "متوسطة المدى" والتي ستنفذ بعد إجراء اختبارات تشخيصية مطلع أيلول/سبتمبر المقبل ، بحيث يتم تصنيف الطلبة حسب أدائهم في الامتحانات ، اما برنامج المرحلة "طويلة المدى" والتي ستطبق على مدار عام إلى عامين إضافيين ذلك بإيجاد حصص في برنامج الدروس الأسبوعي للطلبة وضمن خطة الوزارة الاستراتيجية الوطنية لمعالجة فقر التعلم .

وعليه ، فمن الملاحظ ان وزارة التربية والتعليم تسعى جاهدة لتعزيز قدرة نظامها التعليمي على استعادة عافيته والنهوض به من جديد ، بعد تعرضه لتحدي الجائحة ، ذلك من خلال التعامل مع الفجوات والتفاوتات التعليمية ، فقد تفهمت حالة القلق والخوف والشتات الذهني التي يعيشها الكثير من ابناؤننا الطلبة ، وتعي تماماً حاجتهم للعودة إلى التعلم الوجاهي ، لذلك فقد نظمت هذا البرنامج التعويضي التعلمي والنفس اجتماعي وعززته بخطط علاجية ملائمة ، للتقليل ما أمكن من نسبة فقدان التعلم ، في خطوة أرادت من خلالها إعادة هندسة عملياتها الداخلية ومكوناتها التعلمية من جديد ، وفق أطر واستراتيجيات واضحة ومعلومة ، وبالشكل الذي يضمن اعادة تعزيز البناء الفكري والأخلاقي لأبنائنا الطلبة ، ليستطيع الطالب أن يوجه بوصلته ويحدد أهدافه في التعاطي مع المعرفة والمهارات والنتائج التعليمية التي كان مخططا لها ولم تتحقق ، والتي حرم منها وجاهياً جراء الاغلاق الطويل والمتكرر للمدارس بسبب الجائحة ، فلا احد يستطيع أن ينكر ان الفترة الماضية تركت فجوة حدثت في التعلم بين واقع ما تعلمة وتملكه الطالب وبين ما يجب أن يكون متمكناً منه في صفه الآتي ، فتراكم ذلك ادى الى عدم تحقق النتائج التعلمية التي كان مخططا لها ان تتحقق ، ما دفع الوزارة لتحمل مسؤولياتها والتفكير الجدي للسعي للتقليل وللتخفيف من كل هذا الضرر التعلمي ومعالجته ، من خلال هذا البرنامج الوجاهي الخاص ، فكانت ان اتخذت الخطوة الأولى الحاسمة والتي تتمثل بضرورة تقديم المساعدة إلى الطلبة الذين يحتاجون إليها لتعويض الخسائر التي حدثت بالفعل بتقديم برنامج مخصص "عالي الكثافة" يتمثل ببرنامج خفض " الفاقد التعليمي" .

لقد استعانت الوزارة بخبرائها التربويين المختصين من ادارة المناهج واسندت إليهم مهمة اعداد وتصميم منهج تعليمي ملائم لهذا البرنامج ، يعتمد على تحليل المحتوى التعليمي للمادة التعليمية التي حدث فيها الفاقد ، وإعداد مصفوفة المفاهيم والمعارف والمهارات والنتاجات الأساسية (الحرجة) التي لا يرتقي تعليم الطلبة إلى المستوى التالي بشكل طبيعي ومتوازن دون أن يمتلكها ، حيث اعدت مادة تعليمية مرنة ، على شكل كتيبات ، وذلك يتطلب بالضرورة تطبيق خطط اجرائية تتضمن إعداد اختبار قبلي تشخيصي وتحليله للوقوف على مدى امتلاك الطلبة للمفاهيم والمهارات والمعارف الأساسية وتحديدها ، وعلى ضوء ذلك ، وضمن البرنامج ، سيتم بناء وتطبيق خطط علاجية مناسبة ، اضافة لتوظيف أساليب التقويم البنائي لتحسين التعلم ، للبدء بتدريس وشرح المفاهيم والمهارات الأساسية المرتبطة بالفاقد التعلمي لفئة الطلبة المستهدفة ، لتمكينهم منها قبل البدء بمرحلة التعليم الآتية ، بالاستعانة بالمصادر التعلمية المتنوعة ، والأنشطة التعليمية المختلفة ضمن المسارات التعلمية ، ودروس التقوية العزيزية ، ما يتطلب إجراء اختبار بعدي وتحليله للتأكد من حدوث تعويض للفاقد التعلمي والتحسن في التعلم ، وهذا يتطلب بالطبع إعداد برنامج تدريبي خاص لكوادرها التعليمية ، حيث من الضرورة بمكان تمكين وتحفيز المعلمين العاملين في برنامج تقليل "الفاقد التعلمي" ، ورفع معنوياتهم ، وتطوير قدراتهم والاستفادة من خبرات الكثير منهم بما يتناسب وأهداف البرنامج .

واخيراً ، علينا أن نعي تماماً أن نجاح وزارة التربية والتعليم في هذا العمل وتحقيق اهدافه ، ليس بالأمر السهل ، فما زالت الوزارة تواجه مجموعة من التحديات التي استطاعت بهمه كوادرها التربويه التغلب عليها ، حيث سعت إلى التعامل مع كل المعطيات ضمن مجمل الظروف والاحوال بحكمة وصبر ومثابرة ، لتتمكن من تحقيق اقصى استفادة ممكنة من الموارد المتاحة والحلول المتوفرة ، متأملين أن تنجح الوزارة بهمة الجميع في تحقيق أهدافها التربوية المرجوة وتحقيق غاياتها المنشودة .

والله ولي التوفيق





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :