facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تداعيات العام الدراسي الجديد وتحديات المرحلة القادمة


فيصل تايه
04-08-2021 11:08 AM

مع مطلع العام الدراسي الجديد ، نتطلع فيه إلى تجاوز كل الصعاب وتذليل كافة العقبات التي قد تعترض بداية موفقة وناجحة لعام دراسي مفعم بالحيوية والعمل والنجاح ، حيث نتمنى التوفيق لكل القائمين على العملية التعليمية رغم جسامة التحديات والمسؤوليات التي تواجهها وزارة التربية والتعليم لتوفير كافة الاحتياجات اللازمة لبدء العام الدراسي ، حيث نهج العمل الميداني ، والمدارس اصبحت في كامل استعداداتها ومهيأة لاستقبال ابنائنا الطلبة ، آملين ان تتضافر جهود جميع الفاعلين التربويين بتعاون فرسان الميدان التربوي اللذين يتحملون جلّ المسؤولية ، لذلك فقد سعت وزارة التربية والتعليم الى استشراف حساسية المرحلة القادمة ، وعملت لاستكشاف أهم الفرص ووضع الإطار العام لاستراتيجية شاملة ، وتجهزت لهذه الظروف الاستثنائية ، فاظهر ذلك مدى مرونة وانسجام عقلية الوزارة وإدارات مديريات التربية والمدارس ، في ظل التحديات والصعوبات ، ما اكتسب زخما إضافيا وروحا متجددّة مغلفّة بالتحدّي والإصرار .

اننا مع التوجهات لعودة ابنائنا الطلبة الى مقاعد الدرس ، رغم جسامة التحديات التي فرضتها تبعات جائحة كورونا فالعام الدراسي الحالي يمتاز بخصوصية تفرض نفسها ، والذي سيرافقه استمرار للإجراءات والتدابير الصحية الاحترازية ، حيث ستكتسب هذه الخطوة أهميتها البالغة من كونها تمس عصب حياة كل أسرة ، "هذا من جهة" ولكونها تتم بهدف إعادة الطلاب للحضور في المؤسسات التعليمية المختلفة في ظل عدم انحسار جائحة كورونا تماماً "من جهةٍ أخرى" ، فمن المؤكد أن الجهات المختصة بمتابعة ملف هذه الجائحة ، تولي أهمية بالغة للإجراءات الاحترازية الواجب اتباعها لتجنب انتشار المرض-لا قدر الله- حيث ستعمل الوزارة وبكامل طاقتها على بذل الجهود وتوجيهها نحو تسهيل العودة حتى يكون العام الدراسي مثمراً وفاعلاً وآمناً للطلبة ، لذلك وفي إطار الترتيبات الأولية التي تبذلها وزارة التربية والتعليم لعودة ما يقارب مليونين وربع طالب من طلاب المدارس للحضور المنتظم في مختلف المؤسسات التعليمية في غضون الايام القليلة القادمة ، تسعى الوزارة جاهدة الى ايجاد معادلة التوازن بين المدارس وسلامة طلابها وعودة الدراسة بالشكل القادم ، لذلك فقد اعادت صياغة استراتيجية صحية كاملة بوضع مجموعة من المعايير التي تضمن إجراءات تتعلق بحماية كافة المتداخلين في العملية التعليمية داخل المؤسسات التعليمية ، كي تنجح المدارس في ضبط الوضع وضمان سلامة الجميع ، لذلك فقد اعدت وزارة التربية والتعليم البروتوكول الصحي "المحدث" بالتعاون مع وزارة الصحة ، فتلك هي أولوية عاجلة لوزارة التربية لأن سلامة البيئة التعليمية والتي تتضمن البيئة الصفية ، والمعلم ، والتفاعل بين الأقران عن قرب تشكل عناصر أساسية في تعلم الطالب.

اننا وفي مساعينا للعودة الآمنة لأبنائنا الطلبة لمدارسهم لا بد من التذكير أن أزمة جائحة كورونا لم تنتهِ بعد ، وفي ذلك فلا بد من ارسال رسائل تطمين تحمل دلالات عميقة ، رسائل توجه في مضمونها الكثير من المعاني التي تبشر بالتفاؤل في عودة وجاهية آمنة ، فالتحصين يكمن في "اللقاح" الذي هو أحد أهم الوسائل الفعالة للحد من تفشي هذا الوباء الفتاك ، والدولة قامت بتوفير جرعات اللقاح خلال المرحلة الراهنة ، والمواطنون متفهمون ذلك تماماً فلا يساورهم أدنى شك في سعي الجهات المختصة لتحصين الجميع ومن كافة الفئات العمرية ، فذلك هو الطريق الوحيد للحد من انتشار المرض ، فاللقاح بحسب الخبراء خطوة مهمة لاحتواء انتشار الوباء وخطوة أولى مهمة في إطار السيطرة عليه ، فبما أن قرار العودة للدراسة حضورياً هو قرار يتحمل مسؤوليته الجميع ، لذلك ولضمان وجود نهجِ مناسب وفعال للحفاظ على صحة وسلامة الجميع في المدارس عند استئناف الدوام الاعتيادي فقد سعت الحكومة ووزارة الصحة على اعطاء اللقاح لأكبر عدد ممكن من منسوبي وزارة التربية والتعليم من هيئات ادارية وتدريسية والعاملين في قطاع التعليم ، وتسعى حاليا لاستكمال الحملة بإعطاء المطعوم للطلبة الراغبين وبموافقة أولياء أمورهم من الفئات العمرية التي تتجاوز أعمارهم ١٢ عاما ، بالنظر الى الكثير من دول الجوار التي طبقت ذلك ، حيث سيأتي هذا في سياق "العودة الآمنة" قبيل بدء العام الدراسي الجديد ، وحفاظا على سلامة المجتمع التعليمي بالكامل .

أعود إلى القول ، اننا وحين نتحدث عن مواجهه مجمل التحديات واعقدها فإننا نواجه "الزحف الكبير" الذي يتمثل في تلك الأعداد الضخمة المتزايدة من الطلبة وتناميها بصورة مطردة والتي "رغماً" ستستوعبها المدارس الحكومية ، فقد فاقت هذه الأعداد كل التصورات بسبب اتساع ظاهرة الانتقال الجماعي للطلبة من المدارس الخاصة إلى المدارس الحكومية ومن مختلف الصفوف الدراسية لأسباب اقتصادية وتربوية وتعليمية متعلقة بشكل العام الدراسي القادم وخشية اولياء الأمور من العودة الى التحول الى نظام التعليم عن بعد ، إضافة إلى عودة الكثير من المغتربين ، رغم تأكيدات الوزارة المتكررة واصرارها بأن شكل التعليم سيكون "وجاهياً" ما يشكل ضغوطا كبيرة على مدارس وزارة التربية والتعليم ، ما يلزم بالضرورة توفير إمكانات استثنائية لاستيعاب الطلبة وتوفير احتياجاتهم من بنى تحتيه ودعم لوجستي ومستلزمات وكوادر تعليمية وإدارية ، وكل ما تتطلبه العملية التعليمية في هذا القبيل ، ومع كل ذلك وعند افتتاح المدارس والتحاق الطلبة بمدارسهم والذي يستدعي الخروج الحتمي لكل هذه الأعداد من الطلبة واختلاطهم مع بعضهم البعض ، وما سيرافق ذلك من تخوفات صحية ، وبالتأكيد سيتم تطبيق فاعل لمجمل الإجراءات الاحترازية من قبل الادارات المدرسية والطلاب والمعلمين أنفسهم ، أضف إلى ذلك ان حجم الإجراءات التي ستتخذها وزارة التربية والتعليم اتفقت مع عدد من الحقائق ، فالتباعد الجسدي المطلوب لا يقتصر على ارتداء الكمامات ومنع التلامس بين الحضور فحسب ، وإنما يحتاج ترك مساحات مناسبة نسبياً ، فغالبية الصفوف الدراسية في الوقت الراهن في الكثير من المؤسسات التعليمية ليست مصممة طبقاً لخطوة التباعد ، وهذا ما سعت الوزارة لتوفيره بين مقاعد الطلاب ، حيث عملت على ان تتناسب مساحة الصفوف الدراسية وأعداد المقاعد الدراسية الحالية لتطبيق الإجراءات الاحترازية ، فمن أهم متطلبات التباعد من حيث الواجب الالتزام بالإجراءات وفق " البروتوكول " ذلك بتوفير " واحد متر مربع " لكل طالب داخل الغرفة الصفية ، ليتناسب عدد المقاعد في كل غرفة صفية مع العدد المحدد من الطلاب ، وبتطبيق هذا التباعد سيتم الاقتصار على عدد منهم فحسب داخل كل غرفة ، وبقدر مساحة الغرفة الصفية ، ما سيعني بالضرورة تصميم عدد جديد من الغرف الصفية لاستيعاب جميع أعداد الطلاب ، او بالذهاب الى تحويل بعض المدارس الى "نظام الفترتين" او تطبيق الدوام "بنظام التناوب" وما سيتبع ذلك من ضرورات لوجستية وفنية .

اننا ونحن في الطريق الى العودة للحياة الطبيعية الى مدارسنا ، فان وزارة التربية والتعليم تحتاج الى كل الجهود الطيبة التي يمكن ان تقدم لمساعدتها في تجاوز هذه المرحلة وبكل همة ومسؤولية ، فلا يجب ان نقف مكتوفي الايدي متفرجين نرصد ونتابع ونتصيد الاخطاء ، ونظهر من على شاشات القنوات الاذاعية والتلفزيونية والمواقع الإلكترونية والتواصل الاجتماعي ننتقد كل خطوة وكل إجراء من أجل الانتقاد فحسب ، دون النظر الى حجم كل تلك التحديات الجسيمة والى كل هذا الحمل الثقيل ، فنحن جميعاً ابناء وطن ومؤسستنا التربوية العتيدة وهي تواجه كل هذه التحديات تحتاج لجهود الشرفاء من ابناء هذا الوطن الاشم ، من مؤسسات مجتمع مدني وجمعيات وهيئات ومنظمات وقادة مجتمع واولياء امور وغيرهم لمد يد العون والمساعدة ، حيث المسؤولية هي مسؤولية مجتمعية مشتركة ، كما وان كل الحلول سيكون لها كلفة باهظة وجهد استثنائي نتيجة التجاذبات الحاصلة جراء الوضع الوبائي ، ولكن علينا أن نضع صحة ابائنا الطلبة في أولوياتنا ، كم ويجب العمل على تحسين القدرة على استعادة ثقة الطلبة واولياء أمورهم بالمدرسة ، التي هي مأمنهم وملهمتهم ، ما يتطلب تظافر جهود الجميع ، اضافة الى الجهود المخلصة لكافة العاملين بالمدارس وفي ذلك ايضاً ، فقد دعت وزارة التربية والتعليم الهيئات التدريسية والادارية في مدارسنا استقبال ابنائنا الطلبة بكل الحب والمودة ولتظهر لهم مدى شوقها لرؤيتهم وهم على مقاعد الدرس بالاستمرار والوقوف على رعايتهم النفسية والجسدية والفكرية .

وفي النهاية دعوني اقول جازماً ان التعليم والعودة الى المدارس في ظل التحديات يتطلب وقفة جادة لكل الفعاليات التربوية ، ليظل الرهان على التعليم وضمن هذه الظروف رهانا على المستقبل ، في ملحمة يتداخل فيها العطاء بالصمود امام هذا الشر الماحق ، وفي ذلك ، فان الجزء الأكبر من المسؤولية مترتبة على المدارس واداراتها ، كما وتقع على وزارة التربية والتعليم مسؤولية مراقبة آلية العودة وتطبيق الإجراءات من خلال مديريات التربية ، لذلك فالعامل الوحيد الذي سيلعب دوراً في نجاح هذه التجربة أو فشلها هو الانضباط ، حيث من المؤمل ان تلتزم ادارات المدارس بالبرتوكول وبالإجراءات والعناية بالصفوف من خلال توفير بيئة صفية صحية اولا ، وهذا سيؤدي الى نجاح خطة وزارة التربية والتعليم ، وأن تكون كل مدرسة مسؤولة عن طلابها وكادرها الإداري والتدريسي بغضّ النظر عن أداء الدولة لواجباتها ومراقبتها فالالتزام والانضباط سيكون بمثابة نموذج ناجح وبالتالي يمكن للمدرسة أن تكون نموذجاً جيداً في حال الالتزام والتقيد بالإجراءات والوقائية.

بقي ان أقول : كان الله في عون المسؤولين في وزارة التربية والتعليم وكل العاملين فيها ، وهم امام هذه التحديات التي تحتاج الى ارادة صلبه وعزيمة فولاذية وعمل قويم وتعب لا ينتهي ، لكن هي المسؤوليه "وهم قدها" ، لذلك دعوني مع اصرارنا على بداية العام الدراسي ان ابعث رسالة محبة وعرفان لكل المخلصين من هذا التكوين التربوي العتيد بدءً من أعلى سلطة إلى المعلم في صفه ، خاصة الذين يُجيدون التمسك بجميع الحبال القوية لبلوغ النجاحات المشرفة ، تسبقهم في ذلك النية الصادقة والمبيتة لرفعة هذا الوطن الذي نسير على نهجه قولاً وتطبيقه وفعلاً ، فقد جادت هذه الأرض بمسؤولين يحركهم ضميرهم الحي الذي لا ينام ولا يقبل حتى بالإغفاءة .

أدام الله الجميع وأبقاهم ذخراً وفخراً للوطن وأبنائه وأجياله اللاحقة في ظل قيادتنا الهاشمية الفذة.

وفقنا الله وأبناءنا الطلبة وحمى أردننا العزيز الغالي من شر هذا الوباء ومن أي مكروه لا قدر الله

والله ولي التوفيق





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :