facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أرقص/ي لأجلي


م. أشرف غسان مقطش
24-08-2021 01:24 PM

(أرقص/ي لأجلي) عنوان مقطوعة موسيقية للموسيقار الخلاق ياني.

وحين سمعتها لأول مرة، أذهلتني هذه المقطوعة، أمسكت بيدي وأخذتني إلى مكان ما وراء الطبيعة حيث البحر يطلب من الرمل ان يرقص معه؛ فيرقصان معا على شاطئ من الحلم. وحيث الفراش يسأل الزهر أن يراقصه؛ فيرقصان معا في بستان من الخيال وحيث القلم يسأل الورق أن يبادله الرقص؛ فيرقصان في فضاء من الوهم.

والمقطوعة جعلتني أتخيل المواطن الأردني يرقص فرحا بقرارت يحلم بها آناء الليل وأطراف النهار مثل إلغاء ضريبة المبيعات أو تخفيض نسبتها أقلها، وإلغاء الرسوم الجامعية أو تقليلها على الأقل، وتأمين صحي شامل، ودعم المحروقات بما يخفف عن كاهله فاتورتها التي تهد الحيل!

وجعلتني كذلك أتصور موظف القطاع العام يرقص طربا لأن الحكومة قررت بناء مسكن له يسدد ثمنه أقساطا بدون فوائد مخصومة من راتبه مثلا لا حصرا بنسبة لا تزيد الطين بلة عليه، ويتراقص سرورا لأن الحكومة قررت أن تلزم البنوك بتخفيض الفوائد المستحقة على أي موظف يريد أن يشتري سيارة أحلامه.

وسيَّرتني المقطوعة على جمر الحنين الى تلك المرة الأولى التي رقص فيها الأردنيون جنونا بفوز منتخبهم الوطني لكرة القدم بالذهبية في دورة الألعاب العربية في بيروت عام (1997) م؛ إذ كان أول لقب في تاريخنا الكروي؛ رقصنا يومها في الشوارع، في الساحات، في الأزقة والزواريب، وغنينا حتى ساعات الفجر؛ فهل سنرقص ابتهاجا يوما ما بالتأهل لكأس العالم أو الفوز بكاس آسيا؟ هل سنرقص فرحا ثالثة في كاس العرب التي ستقام في الدوحة في كانون الأول المقبل؟ والثانية طبعا كانت حين تغلبنا على العراق في نهائي مسابقة كرة القدم ضمن دورة ألعاب الحسين عام (1999) م.

والمقطوعة فرضت علي أن أتساءل: متى سترقص بانا سعادة غامرة بتحقيق العدالة في الظلم الذي تعرضت له؟

وقصة بانا -والاسم مستعار لكن له دلالته- لمن لا يعرفها تدور -كما قالت الروايات- حول مهندسة في إحدى الوزارات. كانت تتولى رئاسة أحد الأقسام في إحدى المديريات. وذات يوم، جاءها كتاب تعيينها مديرا لإحدى المديريات في الوزارة نفسها غير المديرية العاملة فيها. فالمهندسة بانا كما قيل لي: ذكية، لماحة، سريعة البديهة، ذات شخصية كاريزمية قيادية، خبيرة في مجال عملها، أمينة في شغلها، ملتزمة، خدومة، حقانية، دُغْريِّة، لا يمينا ولا شمالا، وهي -كما قيل لي- لا تلبس حذاء ذا كعب، والسبب في رأيي أنها تعرف أن عملها يتطلب المتابعة هنا وهناك سواء في الوزارة نفسها، أم خارجها في المواقع، والأهم من ذلك كله: نظيفة اليد بل طاهرة! ولهذا فرحت جدا حين تناهت إلى مسامعي أخبار توليها منصب مدير لسببين: الأول: لمصلحة البلد، والثاني: لأن العدالة الوظيفية بدأت تسترد عافيتها في تعيين الشخص المناسب في المكان المناسب. لكن هذه الفرحة ما لبثت أن تحولت بعد فترة من الزمن وجيزة نسبيا إلى حزن عميق يشوبه غضب شديد. والسبب: أعادوها رئيس قسم غير القسم الذي كانت تتولى رئاسته وفي مديرية ثالثة! لماذا؟ قيل لي الكثير، وسمعت العديد من التحليلات، ولست متأكدا مما قيل لي ومما سمعت، لذلك أترك مسألة المهندسة بانا مطروحة أمامكم سادتي القراء كي تنصفوها بأنفسكم! علما، وأنه حينما سافر من جاءت مكانها كمدير للمشاركة في ندوة علمية في الخارج، اتصل أحد المسؤولين العلِّيين في الوزارة نفسها بالمهندسة بانا وطلب منها أن تشغل مؤقتا مكان المديرة المسافرة! وكان بامكان المهندسة بانا أن تعتذر للمسؤول العلِّي، لكن حكمتها فاقت كل صفة اخرى فيها!

يا ترى، كم شخص مثل بانا تعرض لنفس الظلم في هذا البلد؟ ومتى سنرقص نشوة بتحقق العدالة الوظيفية؟

فالعدالة الوظيفية حين تتحقق، قد يزول الإحباط، ولربما ينشط الموظف للعمل، لعله يأتي مبكرا قبل بداية دوامه، ويغادر متأخرا عن نهاية دوامه ليحاول أن ينجز عمله على أكمل وجه، وإن أخطأ يوثق خطأه ويتعلم منه، حينها من الممكن أن يتألق الإبداع، ويتأنق الإبتكار.
وعلى الأرجح، سيخدم الموظف المواطن بصدق وأمانة ورضا عن النفس وعن العدالة الوظيفية القائمة على رعاية حقه في الترقي رغم أنف المحسوبيات والوساطات التي نخرت عقل المواطن الأردني فأصبح لا يفكر كيف يبدع في إيجاد الحلول لمشاكل عمله بل يتفنن في مسح الجوخ والتزلف والتملق والبحث عن صيدليات فيتامين «واو».

إلى متى هذا الظلم يا ناس يا عالم؟ إلى متى؟

ومن سينصف كل من على شاكلة بانا في هذا البلد الغالي؟ من؟

على هامش المقال:

في كتاب (بنات عمان أيام زمان، ذاكرة المدرسة والطريق) لمؤلفته د. عايدة النجار، السلوى للدراسات والنشر، الطبعة الرابعة، أيلول (2018)، ص(72)، نقرأ:

أما معلمة مثل رغدة منكو وخصوصيتها فقد لاقت صعوبات في مسيرتها التدريسية تحت إدارتها [المديرة أميرة الشريقي]، ومن المسؤولين عن التعليم في الوزارة... ولم يطل وجودها في المدرسة لتنقل بعدها من مدرسة لأخرى ولتصل لمدرسة الزرقاء قبل أن "تُعْفَى" من التدريس لمعتقداتها السياسية "القومية" التي اكتسبتها من البيئة التي سادت في العالم العربي في تلك الفترة وصعود نجم عبد الناصر.

ونقرأ في نفس الكتاب السابق، ص(73):

كان من المتوقع أن تظل الشريقي تقود المدرسة لعقود لقدرتها الإدارية وكفاءتها العلمية، إلا أنها إستقالت من إدارة مدرسة زين الشرف عام (1956) بعد أن واجهت المديرة نفسها مشاكل من المسؤولين بسبب النشاطات الطلابية التي تنامت في تلك الحقبة والإشتراك في المظاهرات المتعددة التي عاشتها عمان في حقبة الخمسينيات من تاريخ البلد. فبعد أن نقلت إلى مدرسة عالية "كمعلمة" إضطرت للإستقالة وذهبت إلى السودان، لتخدم دائرة أوسع في المجتمع العربي، ولتتولى إدارة مدرسة (أم درمان الثانوية للبنات) لمدة خمس سنوات. وانتقلت منها للبحرين لتأسيس مدرسة ثانوية للبنات، ولتساهم في تطوير التعليم فأصبحت "مديرة التعليم العام في البحرين" حتى عام (1975) وكأنها تطبق مفاهيم قومية آمنت بها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :