عمون - بحضور كبير من عشاق الفن افتُتِح في جاليري قدرات "ابيليتز" معرض عودة حياة بمشاركة أحدَ عشرة فنانًا من مختلف المدارس الفنية والتشكيلية واحتفاءاً بالفنان الرائد اسحاق نحلة "رحمة الله".

ومن الأردن شارك كلٌ من نهلة آسيا ، سمر حدادين، إحسان البندك، رائد قطناني ورحاب سيضم المقيمة في الإمارات العربية حيث أنجزت أعمالها في أروقة الجاليري بعد أن أُغلقت المطارات واستحال عودتها إلى دبي بسبب الجائحة وإتاحة الفرصة باستضافة فنية والاستفادة من هذا الوقت بما يخدم الثقافة والفنون، ومن مصر الفنان شعبان الحسيني الذي تناول بأعماله العلاقات الإنسانية وأحمد جعفري بأعمال الحداثة، ومن فلسطين الفنانة مي مراد المقيمة في فرنسا تناولت حالة القلق بالانتظار والترقب والفنان زهدي قادري بأعمال الحداثة " اب استراكت" هندسية، كما جَسدت أعمال الفنان السوري ضياء الحموي المقيم في السويد الحرية والحنين إلى الوطن بما فيها جماليات الأرض والطبيعة بمنظوره الرمزي.

وأعرب مدير الجاليري الفنان الفوتوغرافي عبدالرحيم العرجان عن مدى سعادته لعودة الحياة والتي جُسدت بهذا المعرض بعد عام ونصف من تجميد الأحداث الفنية في العالم التي تحولت معظمها إلى عالم النشر الافتراضيّ، كالمزادات العالمية والمعارض وأثرها الكبير على السوق الفني وتوقف عجلته ألا مما كان يُطرح فيه من نوادر وفرص سانحة للاستثمار كما شهدنا ذلك بما تم عرضه بمزادات كريستيز وسوثبيز وغيرها لموسم هذا العام من أعمال تهافت عليها المقتنون وهو تأكيد لما قلناه في بداية الجائحة أن هناك كنوزًا فنية سوف تخرج إلى السوق، ومن أسبابها أيضا ثبات سعر الذهب والخامات الأخرى بتغير طفيف على مدى عام ونصف الأمر الذي وجه أنظار المستثمرين العالمين نحو حقول أخرى يعزى عليها تعظيم الربح ومنها الأعمال الفنية وبالذات للرواد، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة الاهتمام الرسمي والمؤسسات المالية بمدخولات الفنانين والمحافظة على استمراريتهم تحديدًا من الجيلين الثاني والثالث في الدولة حتى لا نفقدهم نتيجة ضعف الطلب والسيولة المالية أو التوجه لمهن واعتزال الفن الذي يُعد أحد أهم مقومات الشعوب وسبيل رفعتها واعتزازها، في حين أن بناء فنانٍ أو إخراجَ مبدعٍ ليس بالأمر السهل في هذا الزمان، ولا ننسى أن المواد الأولية اللازمة لبناء لوحة أو منحوتة قد ارتفعت أسعارها بمعدل خمسين بالمئة على الأقل وهذا يَحُد من الإنتاجية والإبداع بشكل كبير.

وأضاف "واجبنا أن نهتم بالجميع بما اوتينا من قدرات وبهذا المعرض نحتفي بالفنان الرائد اسحاق نحلة "رحمه الله" 1947 -2011 لدورة الكبير في إرساء قواعد الفن في الأردن وبناء علاقات ثقافية مع الدول الشقيقة والصديقة وارثة الواجب؛ المحافظة عليه والتعريف به، ولهذه الغاية تقدم عائلة المرحوم كتابه "مدن عتيقة يكتمل قمرها" إهداءً لجميع زوار المعرض، وقد وصفه الرائد إسماعيل شموط بقوله "يحاول استلهام التراث وتضمينه الواقع والالتزام بقضايا الإنسان ، باحثا في الوقت ذاته عن تقنية جديدة للكتابة العربية والإسلامية".