facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




من جديد حول طروحات ضم الضفة الغربية!


سامح المحاريق
22-10-2021 11:22 AM

لم يكن لأحد أن يتصور قبول الفلسطينيين والدول العربية والإسلامية بقرار التقسيم 1947، هذا إسقاط وعي راهن على مرحلة تاريخية سابقة، كما أن القبول بقرار التقسيم كان متعذراً بسبب أن معظم الجيل الذي عايشه كان قد رأى قبل ذلك الهجرة اليهودية غير الشرعية، وتصرفات العصابات الصهيونية في فلسطين، وإذا كنا نعاني من إسقاط الوعي الراهن على التاريخ فلماذا علينا أن نستغرب اسقاطه على المستقبل، أي تفخيخ المستقبل ككل بطروحات إشكالية.

سعى الفلسطينيون إلى استصدار قرار يجعل منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني، ولما كان واضحاً في السبعينيات أن سقف الطموحات الفلسطينية هو الأراضي المحتلة سنة 1948، كان من الطبيعي وقتها، أن يستشعر الملك الحسين بن طلال رحمه الله، أن الأمر موجه للسيادة الأردنية القائمة على الضفة الغربية التي كانت جزءاً من المملكة الأردنية الهاشمية منذ مطلع الخمسينيات.

كانت الضفة الغربية في مرحلة مبكرة موزعة بين النظام الهاشمي والناصري، والفلسطينيون معذورون في هذه القضية، فأي نبرة مرتفعة تتحدث عن التحرير والتخلص من الاحتلال كانت تلقى داخلهم كل الهوى والتحيز، وكان للرعاية الناصرية دور في تشكل التنظيمات الفلسطينية، ثم دخلت أكثر من دولة عربية أخرى لرعاية تنظيمات منشقة وأخرى جديدة، وهو الوضع الذي لم يكن مريحاً أو ايجابياً بالنسبة للملك الحسين.

لا يجد المخرجون الإسرائيليون العاملون في مجال الوثائقيات أو الدراما، مثل فيلم قصة عن الحب والظلام، سوى مقاطع للجيش الأردني يحارب داخل القدس، والحقيقة أنه قدم أداءً بطولياً ومشرفاً دفع سكان القدس من اليهود إلى تدابير استثنائية مثل التجمع في المنازل في الطوابق الأرضية، حيث سكنت، حسب شهادة عاموس عوز، أكثر من أسرة شقتهم الصغيرة، ولذلك استشعر الأردنيون حالة من الارتباط العاطفي مع الضفة الغربية، ولكن الأمر لم يستمر على هذه الشاكلة في السنوات اللاحقة.

وجود الجيش في القرى والمدن، وطبيعة خطوط الاشتباك القريبة والمتداخلة، كانت تدفع سكان الضفة الغربية إلى رؤية الجيش أحياناً بصورة سلبية، وعموماً فوجود الجيش على هذه المقربة المستمرة من المدنيين كان الخطأ غير الممكن تجنبه، ويشبه الخطأ التاريخي الذي تمثل في تواجد الفدائيين داخل المدن في الأردن، وأذكر أنني تناقشت مع زميل صحفي ولد في أحد قرى الضفة الغربية عندما كان والده يخدم في الجيش العربي داخل الضفة، وكان محور الحديث مذكرات تجنت على الجيش الأردني، وكانت الملاحظة الذكية التي أبداها وقتها، هو أن ذلك كان سلوكاً عاماً في مرحلة صاخبة وصراعات عربية طموحة للاستحواذ على الأردن وتجيير مواقفه بين البعثيين والناصريين، وما يحدث في الخليل كان يحدث في الطفيلة أو الشوبك، ولم يكن موجهاً مطلقاً للفلسطينيين.

اضطر الجيش الأردني للانسحاب من الضفة الغربية مع نكسة حزيران 1967، وبعد قرار الاشتباك الذي اتخذه الملك الحسين بعد ضغط من مصر، ولذلك كان جمال عبد الناصر مضطراً لأن يوجه التحية للملك الحسين والجيش العربي، وعلينا أن نتأمل قليلاً في كلمات عبد الناصر التي كتبها محمد حسنين هيكل:

" ولقد كان هذا هو ما واجهته أيضاً قوات الجيش العربى الأردنى التى قاتلت معركة باسلة بقيادة الملك حسين، الذى أقول - للحق وللأمانة - إنه اتخذ موقفاً ممتازاً، وأعترف بأن قلبى كان ينزف دماً وأنا أتابع معارك جيشه العربى الباسل فى القدس وغيرها من مواقع الضفةالغربية، فى ليلة حشد فيها العدو وقواه المتآمرة ما لا يقل عن 400 طائرة للعمل فوق

الجبهة الأردنية."

تحملت الأردن بعد الاحتلال أعباء إدارية واسعة في الضفة الغربية، ذلك أنها بقيت قانونياً جزءاً محتلاً من المملكة الأردنية الهاشمية، وفي المقابل تنامى شعور وطني فلسطيني غير مسبوق عملياً، فالفلسطينيون لم يشهدوا قيادة واضحة في تاريخهم، والحاج أمين الحسيني وتجربته كانت تمثل الأرستقراطية الفلسطينية إن لم تكن المقدسية على وجه الخصوص، فمعاركه حول بلدية القدس كانت نشاطه السياسي الأهم، كما ولم يكن المفتي الحسيني مؤهلاً للأسف لخوض صراع ذو أبعاد دولية متشابكة، ولذلك، كان ظهور شاب فلسطيني من أسر متوسطة الحال يخرج من مجتمع الشتات مثل ياسر عرفات، وآخرون من زملائه من أبناء مساتير الناس، أمراً ملهماً بالنسبة للفلسطينيين، مع أن عرفات لم يكن يتقن الحديث باللهجة الفلسطينية الريفية أو المدينية في حياته، وبقيت لهجته المصرية طاغية على حديثه.

تمكن عرفات من اختراع جملة من الرموز ومارسها بصورة يومية صارمة، الكوفية واللباس العسكري، واستطاع أن يجمع حوله مجموعة من المثقفين الفلسطينيين، كما لم يكن صاحب رؤية أيديولوجية على أية حال، ولذلك كان يمكنه التفاهم مع اليسار والإسلاميين والقوميين، ومع صعود منظمة التحرير بدأت الضغوطات العربية على الجانب الأردني، وعلى الملك الحسين تحديداً، من أجل إفراد منظمة التحرير الفلسطينية لتمثيل الشعب الفلسطيني، ليصل الأمر إلى نقطة فك الارتباط في يوليو 1988 وقبل إعلان الدولة الفلسطينية الرمزي في الجزائر بأشهر قليلة، وفي جميع الأحوال لم يكن سكان الضفة الغربية بحياتهم اليومية البسيطة موضوعاً لاستفتاء حول القرار الصعب الذي اتخذه الملك الحسين خلافاً لإرادته ورؤاه الشخصية.

دعونا لا نسقط وعينا الراهن على لحظة 1988، وربما لو جرى استفتاء اليوم في الضفة الغربية لخرج بميل كبير لاستعادة السلطة الأردنية، ولكن هذه تمنيات لا يمكن أن تجد سنداً، فتاريخ ثقيل مضى منذ ذلك الوقت، والحديث عن إعادة ضم الضفة إلى الأردن لا يدخل إلا في إطار تمنيات البعض التي تشبه أن يدعو أن قرار التقسيم 1947 كان يمكن قبوله.

هل انتهت ورقة الأردن في الضفة، وهل لم تعد الضفة الغربية من ضمن الخيارات الأردنية؟
لنتحدث بصورة عملية، أي دولة فلسطينية مستقلة، ستحتاج الأردن بصورة عضوية، فهذه الدولة إن لم تكن معزلاً عنصرياً لمصلحة اسرائيل تحتاج إلى نافذة الأردن على العالم، والأردنيون والفلسطينيون يمكنهم التفكير في التدابير بعد هذه المرحلة، ولنقل مثلاً، كيانين منفصلين يمكن التنقل بينهما بالهوية الشخصية، وتكامل اقتصادي واسع يتيح تبادل السلع والأعمال بصورة روتينية ومن غير مشكلات بيروقراطية، أو لتكن كونفدرالية ولا سيما أن الفلسطينيين لا يمتلكون عملة خاصة بهم، ولا كياناً اقتصادياً قابلاً للحياة في ظل ظروفهم الراهنة، وواجب إنجاح هذه الكونفدرالية يقع على عاتق الدول العربية والمجتمع الدولي، أي أنه لا يفترض أن يحمل أية أعباء اضافية على الأردن، بل وعلى العكس من ذلك، أن يكون رافداً للأردن سواء تواجدت اسرائيل داخل المنظومة أو خرجت منها في ظل علاقاتها المتميزة مع دول عربية أخرى وطموحاتها المختلفة في غير محطة من العالم الإسلامي مثل افريقيا والدول المستقلة عن الاتحاد السوفييتي.

مملكة هاشمية؟
ليكن، هذا ليس تدبيراً تاريخياً مستحدثاً، فبلجيكا احتاجت ملكاً من خارج واقعها السياسي، وخاطبت الدوق ليوبولد الأول أحد أبناء العائلة الحاكمة في دوقية ساكسونيا كوبورغ زالفلد ليكون أول ملوكها، وعندما استحكمت التعقيدات في العراق كان البعض ينادي بعودة الحكم الهاشمي، واقترح بعض العراقيون الأمير الحسن ملكاً على مملكة عراقية جديدة نظراً لخبرته السياسية العريضة، والأمر نفسه بالنسبة للفلسطينيين طالما وجدت استراتيجية الاستفتاء التي يمكن أن يعبر عن النبض الأقرب للشعب الفلسطيني في ظل تاريخ من الصراعات السياسية التي استخدمت أسلحة الإعلام بصورة كثيفة ومضللة.

إعادة الضم؟
الأمور غير ناضجة، الجميع يحملون تخوفات، التوقيت والملابسات ليست مواتية تماماً، وحتى لو تحركت المعطيات وكان ثمة وعي جديد يمكنه استيعاب المسألة فهي يجب أن تتم في ظل التقدير الكامل للمصالح الوطنية الأردنية – الفلسطينية، وليس أن تكون غاية من أجل تقديم باقة من الهدايا للجانب الإسرائيلي.

الدولة الواحدة؟
خرجت في مدينة رام الله قبل سنوات يافطات تنادي بالدولة الواحدة، ولم تكن تحمل توقيعاً، والدولة الواحدة، هي دولة ديمقراطية تجمع العرب واليهود في كيان واحد ديمقراطي، الإسرائيليون يجدون الأمر مرعباً بالنسبة لهم، ولكن في منظور تاريخي مناسب من حيث امتداده يمكن أن تجد اسرائيل رجلاً مثل فريدريك دي كليرك الجنوب الإفريقي، وعلى الفلسطينيين في هذه الفترة، أن يجدوا نيلسون مانديلا داخلهم.

وقتها لن يكون ثمة حديث عن إعادة الضم، بل ربما يكون الحديث عن ترتيبات أخرى مختلفة جذرياً.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :