قضى المطرب الكبير صباح فخري أكثر من نصف قرن وهو يبحث عن "القراصيا" وهي "فاكهة". وظل يردد أغنيته الشهيرة "القراصيّا منين منين".. ولم أكن في شبابي المبكّر، ممن يعرفون عمّ يسأل هذا العملاق...

حتى زاد وعيي، الفني والأدبي والمعرفي، وعرفتُ معنى الكلمة التي شغلت قلوب محبّي صاحب "القدود الحلبيّة" والتي نثرها عبر بقاع الدنيا، طرَباً ونغماً.

رحل صباح فخري الذي تشرفتُ بلقائه في كل مشاركاته في المهرجانات الأردنية وأشهرها " جرش " في زمن المدير السابق للمهرجان أكرم مصاروة .. وفي " الفحيص " في زمن مديره في ذلك الحين نضال مضاعين.

وأذكر حفلته ب " المدرّج الروماني " عندما صدح صوته في فضاء العاصمة عمّان مرددا " اذان العشاء " بدون موسيقى طبعا ...
عندها ادركتُ قوة وجمال صوت هذا المطرب الذي نقلنا إلى التراث العربي الأصيل( شعرا وألحانا ).

اتذكّر مواقفه السياسية والإنسانية ذات " مؤتمر صحفي " عندنا رفض الرد على سؤال بعدما عرف ان السائل " صحفي إسرائيلي " تسلل إلى قاعة المؤتمر دون أن يعرفه أحد وادّعى انه عربي من ال " 48 ".

وعلى الفور... قمنا " أعضاء اللجنة الإعلامية لمهرجان جرش " بطرد ذلك الصحفي.. واستمرّ صاحب " ربّة الوجه الصبوحي " في حديثه.
كان ملتزماً بلقاءاته الصحفية وكان ودوداً وبسيطا، وفي أحاديثه، ثقافة وتواضع ، وهو الذي حطّم الرقم القياسي في اطول حفلة في تاريخ الحفلات الغنائية عندما قدم وصلة استمرت مدة ( 10 ) ساعات متواصلة.

كان بعض الزملاء في " التلفزيون الأردني " يتصيّدونني في لحظة " اندماج وسلطَنة "، حتى جاءته الفرصة في اغنية صباح فخري " ان تجودي.. فصليني .. ياربّة الوجه الصّبوحي ".

رحم الله " ابو كلثوم " الاغنية العربية، صنّأجة العرب..صباح فخري ... !