عمون - رصد برنامج عين على القدس الذي بثه التلفزيون الأردني الاثنين، أوامر سطات الاحتلال بإخلاء 10 عائلات مقدسية من بيوتهم من اجل هدم العمارة التي يقطنونها والمكونة من خمسة طوابق في حي الطور بالقدس المحتلة.

وعرض البرنامج في تقريره الاسبوعي المصور في القدس، مشاهد لثلاث طفلات مقدسيات يلقين النظرات الاخيرة على منزلهن الذي ولدن وترعرعن فيه، فيما كان الجميع يحزم الأثاث لإخراجه من المنزل.

وأشار التقرير إلى أن هذه العائلة هي واحدة من عشر عائلات أمهلتهم بلدية الاحتلال ثلاثة أيام لإخلاء منازلهم تمهيداً لهدمها بحجة عدم الترخيص. الطفلة إيليا ابنة الخمسة أعوام، قالت بعفوية، إنهم "يقومون بفك أثاث البيت عشان بدهم يهدوا الدار، وبدنا نجيب خيمة ونحطها هون ونعيش فيها، عشان فش مكان نروح عليه وبنعرفش وين نروح".

كما عرض التقرير مشاهد لسكان العمارة المكونة من عشرة منازل والتي ستهدم، وهم يخرجون أثاثهم وسط أجواء يسودها القهر، مشيراً إلى أن هذه المنازل تحوي نحو 70 شخصاً، اغلبهم من الأطفال. واشار إلى أن هذه العائلات خاضت رحلة طويلة لاستصدار تراخيص بناء على أمل البقاء في منازلهم، ولكن جميع المحاولات قوبلت بالرفض، كما حررت مخالفات باهظة بحقهم من قبل الاحتلال وبلديته.

وبين التقرير أن استصدار رخص بناء في القدس للفلسطينيين بات أمراً شبه مستحيل، في الوقت الذي يجري فيه بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في القدس للمستوطنين اليهود.

من جهتهم، تحدث عدد من أصحاب البيوت في البناية التي ستهدم، عن معاناتهم النفسية بسبب قرار الهدم وما يخلفه من آثار عليهم وعلى أطفالهم، إضافة لما عانوه من سلطات الاحتلال خلال محاولة استصدار تصاريح البناء، والتي اجبرتهم على دفع غرامات وضريبة الأرض وغيرها، ثم أصدرت قرارا بالهدم.

والتقى البرنامج الذي يقدمه الإعلامي جرير مرقة، عبر اتصال فيديو من القدس بالسيدة ميسر أبو الحلاوة المقيمة في العمارة المهددة بالهدم.

وقالت أبو الحلاوة إن قرار الهدم كان كارثيا، خصوصاً أن القرار كان نهائياً لا تفاوض فيه. واضافت أن المحاكم الإسرائيلية طلبت منهم التقدم للحصول على التراخيص، وبعد أن فعلوا ذلك، جاء الرد من المحكمة قاسياً بأن عليهم إخلاء بيوتهم خلال أسبوع، ثم الحقت هذا القرار بقرار آخر يخيرهم بين دفع مبلغ 200 الف شيكل لإمهالهم حتى آخر الشهر ثم يقومون بهدم منازلهم ذاتياً، أو أن تنتهي هذه المهلة بعدها تقوم سلطات الاحتلال بالهدم وتغريمهم مبلغ مليوني شيكل (665 الف دولار).

واكدت أبو الحلاوة أنه عند قيام سلطات الاحتلال بعملية هدم لأي بيت، فإن المنطقة برمتها تتحول إلى ثكنة عسكرية، ويأتون قبل طلوع الشمس.

وعن الخيارات المتاحة أمام سكان العمارة المهددة بالهدم، اشارت إلى أن لدينا خيارين، الأول التخييم، والثاني الشارع، موضحة أن بعض سكان العمارة لم يقوموا حتى الآن بإخراج أثاثهم من المنازل لعدم وجود مكان يضعونه فيه.

(بترا)