facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في الحديث عن ماهية الامتحانات والتقويمات المدرسية


فيصل تايه
06-12-2021 09:03 AM

بدأ العدّ التنازلي للامتحانات المدرسية الفصلية النهائية للفصل الدراسي الأول ، حيث ستبدأ رسمياً بعد غد الاربعاء الثامن من الشهر الجاري ، والتي اعدت لها وزارة التربية والتعليم اجراءات احترازية لضمان سلامة ابائنا الطلبة وكذلك المتعلقة منها بسلامة الامتحان ، حيث تسعى الوزارة ومن خلال هذه الامتحانات للوصول الى المخرجات التي تنبثق في ضوء الاهتمام بالعملية التعليمية من مختلف جوانبها ، وما تشكله الخطط التعليميه المواكبة لطبيعة الوضع القائم من أهمية ، وفي ضوء ذلك زخرت الخطط الاجرائية للمدارس بالعديد من التوجيهات لإعداد وتهيئة الطلبة لهذه الامتحانات بالاستناد إلى دراسة الواقع وفحص الاحتمالات بما ينسجم مع كل الظروف والاحوال .

وحيث تبين ووفق تقارير المتابعة والاشراف ان العديد من المدارس كانت قد انهت المقرر المطلوب ، فقد عممت وزارة التربية والتعليم للمدارس بالاستناد الى المتابعات اليومية للمشرفين التربويين بضرورة ان يشمل الاختبار المادة التعليمية التي أعطيت لهم بصيغة التعلم المدمج ، بشقيه الوجاهي وعن بعد ، خاصة وان بعض المدارس طبقت نظام "التناوب" لتكون الامتحانات "وجاهية" بالكامل ، مع ضمان البروتوكول الصحي وتحقيق التباعد والالتزام بإجراءات الوقاية المنصوص عليها ، على أن تعقد الامتحانات النهائية على فترتين يوميا ، وكما سبق واعلنت عن اجراءاتها الوزارة في بيانها الأخير .

مما تقدم ، وحين نتحدث عن موضوع الامتحانات والاختبارات كتربويين ، فانني انتهز هذه الفرصة لاعود واذكر بأهمية التقويمات المدرسية بأشكالها المختلفة في العملية التعليمية ، حيث تحرص ادارة والامتحانات والاختبارات في وزارة التربية والتعليم وضمن خططها التطويرية القادمة الخروج من اطار التقويم المقتصر على إجراء الامتحانات التي تقيس تحصيل الطلبة ، والذي هو الوسيلة الوحيدة الحالية للحكم على مستوى الطلبة ، والابتعاد عن اختصار جميع نواتج التعلم في جانب واحد فقط من خلال استدعاء المعلومات المقررة في الكتب المدرسية وتحصيلها ، الأمر الذي يجعل من الامتحان هدفًا غائياً في حد ذاته ، حيث أصبحت جميع الممارسات التربوية تتجه نحو تمكين الطلبة من اجتياز الامتحان بنجاح ، ليعد ذلك شكلاً من أشكال الهدر التربوي الذي يفقد المنتج التعليمي قيمته وقدرته على المنافسة في المجتمع المعاصر بكل ما يحمله من تحديات .

لقد آثرت على طرح هذا الموضوع قبل جائحة كورونا لكني اعيد الطرح الآن للتذكير خاصة ونحن مقبلون على الامتحانات المدرسية ، فما يدور في خلدي ومعي "المختصون" في القياس والتقويم ، فاننا لنعي تماماً ان التقويم التربوي يجب أن يستند إلى جمله من المعايير المرتبطة بالأهداف التربوية كالمهارات العملية والعقلية والميول والاتجاهات والقيم ، حيث يجب أن لا تقتصر على قياس الجانب المعرفي فقط وخاصة في أدنى مستوياته ، وهو الحفظ والتذكر بل يجب أن يرتقي لمراتب التطبيق والتحليل والتركيب والتكوين الكلي للموقف التعليمي ، بحيث تبتعد عن المواقف الممتلئة بالرهبة والخوف التي تؤدي إلى استدعاء لأجزاء قليلة من المعرفة ، بل تتطلب من الطالب ترتيب أفكاره وإيضاح العلاقات وبيان الترابط بينها ، وكذلك يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار عند تناول هذه النواحي أن يعطي النظام المتبع في المتابعة والتصحيح لتلك المستويات العليا "الوزن" عند تقدير الدرجة والابتعاد عن إعطاء الدرجة على فئات المعرفة ، وان كان الطالب قد ذكر هذه النقطة في اجاباته أو أغفلها بغض النظر عن تسلسل الأفكار أو ترابطها أو ترتيبها ، مع التركيز على عدم توجيه الطلبة إلى حفظ بعض المعلومات المتناثرة التي سرعان ما تنسى بعد الانتهاء من الامتحان ، بل يجب أن نربي فيهم المسؤولية على اتخاذ القرارات ، إضافة إلى تشجيعهم على الابتكار والتفكير في حلول غير تقليدية لما يواجهونه من مواقف في مستقبل حياتهم.

مما تقدم اعود إلى القول ان ما يدفعني لهذا الحديث أن التقويم التربوي كما نعلم "عملية مستمرة" ولا يقتصر على منتصف أو نهاية العام ، حيث يبدأ ببداية المقرر وتسير معه جنبًا إلى جنب ، حتى يتعرف المعلم والطالب ما استطاع إنجازه وما لم يستطع ، وتحليل الأسباب المحتملة لذلك وصولاً إلى تحقيق الأهداف المرجوة ، وكذلك فإننا بحاجة إلى مقارنة الطالب بنفسه من وقت لآخر لمعرفة مدى تقدمه أو تخلفه وفي أي الجوانب وأسباب ذلك والعمل على تلافي العيوب وإعطاء الطالب الفرصة للتعلم بالسرعة التي تناسب قدراته وعدم مقارنته بغيره ، لذلك يجب أن نبتعد عن توجيه العملية التعليمية كلها لخدمة الامتحانات ، وهو ما يترتب عليه انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية التي تفشت كالوباء في المجتمع ، وزيادة انتشار ظاهرة الغش وأيضًا انتشار "مناهج الظل" والملخصات الخارجية لكل مادة ويسوق لها على أنها الجسر لعبور الامتحان ، لأنها تركز على تدريب الطالب على كيفية الإجابة عن أسئلة الامتحانات فقط ، وليس الاهتمام بتنمية جوانب النمو المتنوعة.

إننا ومن خلال ملاحظاتنا اثناء عملنا في الميدان كتربويين "معلمين ومدراء مدارس ومشرفين" لاحظنا أن التقويمات التقليدية تلك تجعل المعلمين "يركزون" على المفاهيم التي دائمًا ما يأتي منها بالامتحان دون غيرها من الموضوعات الضرورية التي يجب أن يتعلمها الطلبة ، كما وتقلل من أهمية المهارات والاتجاهات وعمليات التفكير التي يجب أن يتعلمها الطلبة ، اضافة الى ان هذه الامتحانات تخضع لمقارنة أداء الطالب بأداء زملائه وفقًا للمجموع الكلي لدرجاتهم في الاختبارات ، ومن الملاحظ أن الدرجات تخضع لخصائص عينة الطلبة التي تستخدم في اشتقاق معايير الاختبار، كما تخضع لخصائص عينة الأسئلة التي يشتمل عليها الاختبار، واختلاف هذه الخصائص باختلاف عينة الطلبة المختبرين وعينة الأسئلة ما يؤثر بلا شك في صدق إجراء هذه المقارنات ، كما وان تلك الاختبارات تصلح لبعض الجوانب والمجالات ولكن ليس لكل المجالات فهي تعطي نتائج ممتازة عند قياس بعض المهارات اللغوية مثل مهارتي القراءة والكتابة، أو عند قياس القدرة الرياضية، وهناك مجالات أخرى لا يمكن عند قياسها الاعتماد على الاختبارات المقننة ، كما وتشمل تلك الاختبارات عادة على مفردات اختيار من متعدد فقط حيث يصعب استخدامها في قياس المهارات العقلية العليا التي ينبغي العناية بتنميتها لدى الطالب مثل : تنظيم وعرض الأفكار ، ونقد الموضوعات ، وتحليل وتركيب المعلومات وأيضًا "عيوب الأسئلة" التي تتطلب إجابات مفتوحة مثل أسئلة المقال التي تعتمد على التقديرات الذاتية التي تقيس هذه المهارات ، حيث إنها لا تمثل المحتوى المراد قياسه تمثيلًا كافيًا بسبب الزمن الذي تتطلبه الإجابة وصعوبة تصحيحها ، وعدم اتساق درجاتها مما يجعلها لا تناسب البرامج الاختيارية التي تطبق على نطاق واسع.

اننا نلاحظ أن هذه الاختبارات تبنى على فلسفة تربوية تؤكد إبراز الفروق الفردية بين الطلبة ، بينما الهدف هو إكساب كل طالب الأهداف المرجوة من العملية التعليمية ، وعلى ذلك فاني اعتقد ان اختبارات التقويم الحالية لا تتناول في الأغلب غير مستوى استدعاء المعرفة كما سبق وتحدثت مع افتقارها للنظرة الشمولية المرجوة ، وحيث أن الامتحانات تستغرق وقتًا طويلًا وجهدًا كبيرًا ، واقتصار التقويم في الغالب على منتصف أو نهاية العام ، وكذلك اعتماد التقويم على مقارنة الطالب بغيره من الطلبة ، وكذا الاقتصار على تقويم المعلم للتلميذ لذلك فإنني اعتقد ان التغيير مطلوب ، لأن إصلاح التقويم هو المدخل لإصلاح التعليم.

وأخيراً فان ذلك كله تنعكس آثاره على مخرجات التعليم ، حيث ان الطالب يعتمد على الحفظ أكثر ما الفهم كما سبق واشرنا ، فلا يحتفظ بالمعلومات والمهارات لمدة أطول ، كما ويبتعد عن استخدام التفكير العلمي ، حيث يتزود بثقافة الذاكرة أكثر من ثقافة الفهم والتطبيق والتحليل ، ولا يتم توجيه سلوكه بالصورة المناسبة لقصور قيام المعلم بالتوجيه ، والهدف هو الحصول على شهادة أكثر من استهدافه الإعداد لمواقف الحياة وكيفية مواجهتها .

وللحديث بقية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :