سكنت روح النقيب محمد خضيرات مع اول إطلالة لفجرالاحد، ورصاصات الغدر هذه المرة من الذين يتاجرون بأرواح الناس ومقدراتهم ويعيثون في الأرض فسادًا، تجار المخدرات ومروجيه، الذين لا يأبهون بأرواح جيل بحاله فكيف تهمهم روح طاهرة عانقت السماء هي روح الشهيد البطل النقيب محمد خضيرات، الذي واجه بصدره ليحمي وطنًا وجيلًا وقيمًا ودينًا، لن أتحدث عن حياة النقيب الذي وهب عمره وهو في ريعان الشباب، ليهبه لوطنٍ يقف على أخطر الثغور ليدفع هذه المرة عدوًا للإنسانية والدين.

لقد وجدوا بعد قصة الغدر أثارًا للحبوب المخدرة وأثارًا لحفنة من رجال بلا قيم هربوا كالجرذان بعد ان فعلوا فعلتهم بحق الشهيد خضيرات وزملاءه.

بارك الله في هذه الروح التي التحقت بالقافلة التي دافعت عن الارض والدين وقيم الأردن وطن المهاجرين والانصار وأرض الرباط والحشد، الروح التي كانت تهب على مفترقات الحدود في شمالنا الأعز، تذود عن الحمى الطيب على الجنبات التي نحميها بالغالي والرخيص واليوم يكون الغالي لا يقدر بثمن عندما يهب الشهيد محمد خضيرات روحه للدفاع عن أرضه وزملائه والجيل الذي يتضور وجعًا من هذه السموم التي تفتك بالاجساد والعباد وبالأخلاق.

طوبى للروح التي أرتقت لبارئها وهي تساكن أرواح الذين دفعوا بدمهم ونبلهم وحياتهم في سبيل أن يحيا الوطن، طوبى للروح التي التحقت بأرواح عبدالله الأول المؤسس ومفلح عبيدات، وفراس العجلوني، وموفق السلطي، وصخر خرابشة، ومصطفى دويهيس، ومعاذ الكساسبة، وسائد المعايطة ومحمد البنوي، وشافي الشرفات، ويزن صعنون، وصهيب السواعير، وعلاء نعيمات، وحاكم الحراسيس، وراشد الزيود، ومعاذ الحويطي، ومحمد الهياجنة، وعلي قوقزة، ومحمد العزام، واحمد ادريس الزعبي، والمئات ممن إستشهدوا في فلسطين دفاعا عن الارض والوطن والمقدسات، وممن أستشهد دفاعا عن الأردن في وجه كل عدو وظالم.

طوبى لليد التي تناولت عند الفجر رشاشًا في العتمة والبرد، وفي الصحراء التي تسد الافاق ويصير فيها كل حجر وكل حبة تراب وطنا ندافع عنه، ولكنها يد الغدر دائما لا تفرق بين نبيل وسبيل، فأردت من الخلف نبيلًا سيسجله التاريخ في وريقاته التي لا تذبل أو تيبس، وسيكون أسمه حافظًا للذي قام على تنشئته ليكون فداء لدينه ووطنه، ومحفوظًا في عليين،

و"ألله يسعد البطن الي حمله"، وإذا كان الشهداء بمرتبة الانبياء، وأشرف الناس وافضلهم، وأنبل ما لدينا، ضحوا بالأغلى في سبيلنا، فعلينا أن نحفهم بالمحبة وعائلاتهم، وعلى الدولة أن تقدم لذويهم ما يمكنهم من الحياة بكرامة، وفي الأثناء أن تقدم لهم الأولويات في التوظيف والأولوية في تقديم العون والمساعدة، فقد قدموا أرواحهم وهي أغلى من كل شيء، والشهداء أكرم منا جميعا وأنبل منا جميعا.

يا لجمالك أيها الشهيد البطل، ويا لحزن الأم التي ودعتك على مفترق حياتها، ويا لروعة الامة التي أنجبت من رحمها وطنًا بهمتك وبارتفاع هامتك وكل الذين سبقوك على الطريق ذاته، ويا لأمهات ينجبن من رحمهن شهيدًا مثلك، وجيشًا من الشهداء سبقوك في سموع وباب الواد واللطرون وعلى بوابات القدس، والكرامة، وفي الدفاع عن ثرى الاردن في كل موقعة، وفي الجولان، وفي كل مدينة أردنية تعرضت لإعتداء، وفي الثغور من كل الحدود التي حاول معتدِ ان ينقل الينا الكراهية والسم، وتصدى زملاؤك الذين تجاورهم في الجنة، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.

رحم الله الشهيد النقيب محمد الخضيرات، والعزاء لعشيرة الخضير، والخضيرات في البلدة الابية دير السعنة، التي تقدم الشهداء والجنود والأبطال من ابنائها، والعزاء لأهل الشهيد وعائلته وأصدقائه ومحبيه، ورحمة الله عليه.