عمون - نشرت يوم أمس دراسة علمية فنية واجتماعية متعلقة بما تم تسجيله قبل أشهر من حالات احتيال مالي كثيرة عبر تطبيق WhatsApp ونتج عنها اختراق عدد كبير من الحسابات داخل المملكة , حيث أظهرت الدراسة التي قام بها خبير الامن السيبراني م.مجدي القبالين والاستاذ الدكتور عبدالله قصف من جامعة الاميرة سمية والدكتورعبدالله المهايرة من الجامعة الاردنية وبعد تحليل معلومات أكثر من 300 حالة داخل الاردن نتائج ملفتة.

الدراسة التي تعتبر الاولى من نوعها في الاردن والتي تجمع بين التحليل النفسي والتفسير التقني المرتبط بالهندسة الاجتماعية نشرها معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات IEEE ‏ وهي جمعيّة مهنيّة مقرّهُا في بيسكاتاواي نيوجيرسي في الولايات المتحدة تحدثت عن ارتباط مباشر بين طبيعة عمل الضحايا وجنسهم في الاستهداف وكذلك عوامل أخرى اكثر تعقيداً, حيث أظهرت الدراسة ان 34% من حالات الاستهداف كانت مرتبطة بالاناث بينما كان للذكور الحصة الاكبر بنسبة 66% وأظهرت الدراسة كذلك ان كبار السن ما فوق سن الـ 50 كانوا اكثر تجاوباً مع عمليات الاحتيال وذلك لاسباب مرتبطة بضعف الخبرة بمجالات تكنلوجيا المعلومات وخصوصاً للعاملين في مجال السياسة او الوظائف العامة الحكومية حيث أظهرت الدراسة ان 52% من المستهدفين كانوا شخصيات سياسية او حزبية او اشخاص لهم تماس مباشر مع سياسيين بحكم طبيعة عملهم , كما وأظهرت الدراسة ان 29% من المستهدفين كانوا من العاملين في قطاع الاعلام والصحفيين ثم يليهم العاملين في مجال الاستشارات , تحليل نتائج الدراسة على صعيد اجتماعي ونفسي من جانب اسباب تجاوب الضحايا والذي قام به الدكتورعبدالله المهايرة نائب عميد شؤون الطلبة في الجامعة الاردنية قد بين ان هناك العديد من الاسباب لتحليل قبول أن يصبح الأشخاص ضحايا للاحتيال واختراق حساباتهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي في الهندسة الاجتماعية ،، حيث يظهر الضحايا مستويات أقل من القدرة المعرفية ، وانخفاض الصدق ، وتراجع الإدراك , وكذلك ما ينطبق مع نظرية ألبرت إليس في الإرشاد النفسي أن سبب قبول ومتابعة ضحايا الاحتيال الإلكتروني هو وجود أفكار وخيالات غير عقلانية لديهم مثل ربح مالي كبير من خلال الموافقة على اتباع الخطوات المطلوبة و منها يؤدي إلى اختراق حساباتهم الاجتماعية والاقتصادية واختراق خصوصيتهم.

وتشرح نظرية التعلم الاجتماعي لباندورا سبب الوقوع ضحية للاحتيال الإلكتروني بسبب محاولة الضحية تقليد ونمذجة الآخرين للوصول إلى المال أو السلطة أو العلاقات مما يدفعهم وفق النظرية السلوكية في الإرشاد النفسي أن يزيد شعورهم بالقلق عند عدم اتباعهم للخطوات أو الرسائل الواردة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ، لذلك يتابعون بشكل لا إرادي خطوات ومحتوى الرسائل الواردة للتخلص من القلق والشعور بالراحة .

على صعيد أخر شملت الدراسة تحليلاً فنيا يشرح الخطوات الفنية المرتبطة كذلك مع تتبع السلوك الانساني في علم الهندسة الاجتماعية للاستجابة لكل خطوة , المهندس القبالين وضح ان الاليات الفنية المستعملة تقنياً غير معقدة ولكنها تصبح ممكنة وسهلة من خلال استغلال وفهم المهاجمين لاليات تجاوب الاشخاص مع الاحداث المختلفة او مع طبيعة الرسائل واليات الاستدراج الذي يتم استعماله حسب طبيعة كل شخص .