facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مقترح اقرار تأنيث تعليم طلاب الصف الرابع


فيصل تايه
29-01-2022 09:19 AM

عند التطرق للحديث عن الصفوف الثلاث الأولى في المدارس المؤنثة والمسند التعليم فيها الى المعلمات ، فاني اعتقد أن ضرورة اضافة "الصف الرابع" إلى هذه المرحلة يشكل اكتمال لسيكولوجية النمو والتعلم وما يرتبط بها من مراحل العملية التعليمية ، فهذا المقترح يأتي حسب اعتقادي ورأيي الشخصي من خلال تجربتي في الحقل التربوي ، فمرحلة الصفوف الثلاث الأولى التعليمية "كما تم تصنيفها" لا تكتمل في مناهجها واهدافها التربوية وبنائها الفكري والعقلي والسلوكي للطالب عند الصف الثالث الأساسي فحسب ، بل تحتاج إلى اكتمال مسيرة الطفل العقلية والسيكولوجية ومهاراته التعلمية ، والى استمرارية نضوجه الذهني وتشكل شخصيته ليسهل انتقاله الى المرحلة الاعلى ، وهذا بمثابة الحق في توفير بيئة تعليمية مكملة ومتممة ومناسبة ومؤهلة للطلبة من هذه الفئات العمرية تحديداً ، فالمعلمة التي واكبت مسيرة تعلم الطالب منذ "رياض الأطفال" اي منذ وضع اللبنة التعلمية الأولى في حياته هي السيدة التي يعتبرها الطفل الأم الثانية له في المدرسة ، فدورها التربوي الطليعي دور هام يحقق أهداف الرؤية الطموحة ، لذلك فنحن نفتخر بأن المرأة الاردنية المعلمة هي من أشرفت على تربية ورعاية نصف المجتمع .

انني وحين اطرح هذا الموضوع لا انتقص من حق المعلمين "الذكور" في تعليم هذه الفئة في "الصف الرابع" فالكثيرين منهم ووفق تخصصاتهم يبدعون داخل مملكتهم الصفية ، لكننا لاحظنا تراجعاً واضحاً في الفترة الأخيرة عند الكثير من الطلبة عند انتقالهم من مدرستهم المؤنثة إلى الصف الرابع بمعنى من مرحلة الصفوف الثلاث الأولى الى "مدارس الذكور" ، وكأنهم انتقلوا الى مرحلة اطوارها مختلفة سيكولوجياً وتعلمياً وقدرة على التعايش مع بيئة صفية جديدة ، فقد تعودوا منذ "الروضة" على وجود المعلمة "معلمة الصف" القادرة على استيعابهم ، فالموهبة التي حباها الله للأنثى والتي ميزها بها على الرجل جعلتها القادرة على القيام بدور الأم والمعلمة التي تربي الطفل وتوجه سلوكه ، كما أنها القادرة على التأثير في شخصيته خاصة في مراحل عمره الأولى ، فلا يستطيع احد أن يقوم بمثل هذا الدور بسهولة كما تقوم به المعلمة ، وإن العمل مع الصفوف التأسيسية الاولى حتى الصف الرابع يتوقف على مقدار ما تعطيه المعلمة من عطف وحنان وصبر ومعظم هذه الصفات متوافرة في المرأة ، ولذلك يفضل تأنيث التعليم حتى الصف الرابع في تلك المرحلة لما تتمتع به المرأة من حب فطري وادراك لواقع الأطفال .

ان من الأهمية بمكان الاهتمام بالمرحلة التأسيسية الدنيا للصفوف الأربعة الأولى ، فهذه المرحلة تشكل الغرسة الأولى في التعليم ، ما سيجني حقاً ثماراً صالحة على مدار الزمن ، فأبناؤنا الطلبة حين نغرس فيهم بذور التعلم الصحيح سنجني ما بذرناه ، فاهتمامنا في المطلع الأول لتعليمهم يخلق التأسيس الجيد للمستويات القادمة ، فلا نريد أن نضيف استفهاماً فوق الاستفهامات الحائرة في أن تعليمنا يشكل أكبر ميزانيّة سنوية للدولة ، ومع ذلك نجد أن المخرجات لازالت ضعيفة ولا تفوق ضمن المخصص لها فهل لنا أن ان نبحث عن الحلول ؟

اسمحولي أن اعود إلى القول بأننا نعي تماماً ان إسناد التعليم للمعلمات في الصف الرابع في المدارس المؤنثة يحقق الكثير من الأهداف المنشودة ، فتدعيم التجربة يساندها ويقويها عدة اعتبارات منها ان عملية البناء في المرحلة الاساسية تأتي أهميتها من كونها البداية الحقيقية لعملية التنمية الفكرية لمدارك الأطفال كما سبق وأشرت ، والمعلمة هنا تعد حجر الزاوية في البناء المعنوي الأساسي للمعرفة ، وهي الموجهة الأولى لسلوك الناشئة، والميسرة لعملية التعليم لأنها تمارس التدريس بمتعة وموضوعية ، نظراً لامتلاكها في تلك المرحلة لما يعرف بإحساس الإنسان ، ذلك الإحساس الذي يجعلها قادرة على فهم الأطفال والإحسان في التعامل معهم وتسخير إمكاناتها وطاقاتها في خدمة الأطفال وإشباع حاجاتهم. وهو ما يتماشى مع طبيعة المرأة.

اننا نعي تماماً أن معلماتنا اثبتن تفوقهن في مهاراة التعليم في المرحلة الأساسية الدنيا بالفترة الأخيرة ، لما يتميزن به من صبر وحنو على الأطفال ما يمكنهن من دقة ملاحظتهن وحسن رعايتهن ، وهذا هو الرأي الذي نادى به المتخصصون والمتعلق بضرورة تأنيث الصفوف الأولية من التعليم ، فالمعلمات وحسب الدراسات والابحاث المتعلقة بهذا الموضوع يمتلكن كفاءة واتقانا وإخراجا يدفع باتجاه تحسين المخرجات ، وفي ذلك فأنا لا أبخس حق المعلمين فمنهم الكثيرين ممن تفوقوا في عملهم وابدعوا ، لكن بعض المعلمات حتى لو لم تكن معلمة هي "المعلمة" في الفطرة وهي المربية التي تندرج القيم والمبادي على يديها وتطعمها الإبن فمهما نشأ الجيل القادم على يد معلمة وأم سوف يُبدع ، فالطالب المستجد حين يذهب إلى المدرسة لا يفقد إلّا أمه ، وعندما يجد حوله امرأة اخرى بهيئة معلمة وحضن يحتويه لن يبالي أكثر من فقدانها ، فالاحتواء يأتي بعده السير في خطة ناجحة حتى يحقق الامتياز في كل المناهج التي تحتاج إلى تأسيس من الصغر ، ولا ننسى أن المعلمات يمتلكن كفاءة ودقة وتميز في إنهاض عقول جديدة وخلقها للابداع والتفوق ، والطلاب في الصفوف الاولية بحاجة إلى إهتمام أكثر حتى نؤهله لذلك الأب المعلم في الصفوف المتقدمة .

بقي ان اقول إن عقول طلبتنا في هذه المرحلة "الصف الرابع" خاصة من كان منهم في المدارس المؤنثة يحتاجون إلى احتضان ليبقوا مترعرعين في بيئة مدرسية خصبة مواظبة على السلوك أكثر مما يكون عليه في مدراس الذكور ، فالمعلمة أولى في احتضان هذا الطالب الذي تعلم في مدرسة مؤثثة حتى ينتقل إلى صفوف اعلى ويواصل تعليمه حتى يشق طريق النجاح ، لان المعلمة تلعب أكثر من دور فهي أم تراعي حالات الطلبة وفروقاتهم من هذه الفئة العمرية ، وتتبسط في تعاملها معهم بعناية والطالب في هذه المرحلة التعليمية بحاجة للرعاية الحنان والاهتمام .

وأخيراً فانا اعتقد ان اقتراحي هذا بحاجة الى دراسة من أصحاب القرار ، ويمكن البدء التجريبي في المدارس المؤنثة ومراقبة النتائج ، وهذا يعني أن المسيرة التعليمية للنشىء ستسير في مسارها الصحيح ، فالقرار "مهم" في حياة طلبة الصف الرابع ، وهو قرار سيدعم الرؤية والتحول نحو ايجابية المخرجات ، لما سينتج عنه من تغيير جذري .

والله ولي التوفيق





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :