الناس لا يُقادون من رقابهم ولا يُساقون بالسوط ليدلوا بأصواتهم.

على المسؤول أن ينتقد نفسه قبل أن ينتقد المواطن.

الثقة معدومة بين الشعب والحكومات ومجالس النواب، ولأن المواطن في واد سحيق والمسؤول يتنسّم الهواء الطلق فوق السنام، ولا يسمع الصوت، لذلك تظل عملية التصويت غائبة.

قولوا عن الانتخابات ما تشاؤون: "نزيهة نظيفة، عرس وطني، عرس ديمقراطي، نسبة التصويت تجاوزت المتوقع، ولتكن ٩٩،٩ ٪؜، كل هذه التجميلات لا تقنع المواطن ولا الرأي العام، لا في الاردن ولا في الخارج.

"أهل عمان لا تعنيهم الانتخابات" كما يقول نائب رئيس الوزراء وزير الادارة المحلية، توفيق كريشان المحترم، وهذا صحيح، لا بل هناك من معهم في جميع أنحاء المملكة، لا تعنيهم الانتخابات، ولسببين لا ثالث لهما:

الأول: أن الدولة أنتجت طبقة المال والمناصب، وهذه الطبقة ليست بحاجة للإنتخابات.

الثاني: أن طبقة واسعة من الشعب الاردني سئمت من خوض الانتخابات كون العملية -ولتجارب سابقة- لم تكن نزيهة، بل كريهة في كثير من نتائجها، ولم تأت لا بتحسين الخدمة للمواطن ولا بمشاريع تحسّن معيشته، وعلى العكس تزداد معاناة الناس بقطاعات التعليم والصحة والمواصلات وغلاء المعيشة، والبطالة في صفوف الشباب بازدياد.

وأخيراً، نقول للوزير كريشان، المواطن الاردني ما يزال يذكرك وأنت تجمع أشخاصاً من " رَبْعَكْ" في معان الأبية التي نضعها ونضع أهلها بشغاف القلب وحدقة العين، لتقول ما قلت وما لك وما للعزوة في معان من حقوق، فأخذ معاليك (مثنى وثلاث ورباع) من مناصب، ولسنا بمنافسين لك وحاسدينك عليها، يا باشا.

أليس للناس حقوق، ولو في لقمة العيش، وذلك أضعف الايمان ؟