لبنان الذى يعتبر من اكثر دول البحر المتوسط عراقه والبلد الذي يحمل ارث الفينيقيين في التنوع الثقافي لكنه يعتبر من اكثر المجتمعات طبقية في العالم حيث تنحصر  70% من ثروة لبنان عند 10% من السكان فيما ترزخ البقيه عند مستويات اقل من الحدود المتوسطة الى أخرى الفقيرة فيما وصلت نسبه البطالة في ميزان الموارد البشرية في المجتمع اللبناني الى النصف وبلغ حجم التضخم عند مستويات غير مسبوقة حيث وصل طبق البيض في لبنان الى 40 دولار فيما تضاعف أسعار الخبر الى ثلاث أمثال وحتى الأدوية اصحبت غير متوفرة في المراكز الصحية العامة  والكهرباء تصل بخطوط متقطعة غير واصله هذا اضافه الى ان البنوك وصلت الى حد الإفلاس حتى بات غير القادرة للافاء بالتزاماتها تجاه المودعين .

مع كل ما ذكرت مازالت لبنان تدب بها اشكال الحياه وتعيش مناخات واسعه من الحريات وتتعايش في حالة من الوئام ثلاثي الاضلاع الذى يختلف فيه الجميع على كل شيء لكنهم يتوحدون على حب لبنان  وهى الثقافة التي جعلت من لبنان يقوم قوامها وتشتد اوتادها من على الوزاع الوطني الذى يغذى شعبها بينما مازالت لبنان بلا روافع سيادية موحدة ولا ضوابط مؤسساتية رافعة ومع ذلك بقي الشعب اللبناني يحمل ثقافه مدنية يشارك بالانتخابات ويحتكم لصناديق الاقتراع ويتأطر ضمن جملة من الأحزاب وان كانت ديموغرافية لكن  ليالي بيروت مازالت قائمه وصباح زحله وطرابلس مازالت شمسها مشرقه واسواقها نشطة .

لبنان الذى يجمع المخيمات الفلسطينية في اطار ويجمع مخيمات اللجوء السوري في عنوان كما يجمع حزب الله ومجتمعه المغلق ويجمع ثقل سني تليد كما يجمع امراء بني معروف وهو لبنان الذى تراسه المارونية واوتاده ارمينه ويحمل أقليات أخرى تنبثق من حاضرة العروبية  .

ووسط كل هذه المتناقضات يدخل لبنان الأجواء الانتخابية ويامل الشعب اللبناني من وراء هذه الانتخابات ان  ينال درجه الاستقرار المأمولة التي تجعله في مأمن من التجاذبات الجغرافيا السياسية المحيطة وهو يقع بين اخ كبير وعدو متربص لئيم وما بين هذا الصديق الخصم وذاك العدو والخصم يقع لبنان في جغرافيا سياسية جعلته مطمع لموارده وثرواته كما هو انه  ليس ببعيد عن المسرح الجيوسياسي الذى اسقط بظلاله عليه بلا هوادة حنى جعله في عزلة اقتصادية وضائقة مالية عميقة مازال تعيش فيه وترهق حركته هذا إضافة لحالة شد  ناتجة عن حالة التبدل الجيو استراتيجي للظلال الفرنسية وهي تقف في مواجهة المد الروسي في الخاصرة الشامية .

الانتخابات اللبنانية التي تعتبر الملجأ السياسي الذى يبعد لبنان عن مغبه الانزلاق الى منزلقات كارثية وحروب اهلية كان قد عاش معها لسنوات طويلة يدخل لبنان  للانتخابات وان كانت نتائج الانتخابات كما يصف الكثير من المحللين بات نتائجها لن تخرج بمفاجئات عميقة قد تغير المشهد العام هذا لان جوهر المشكلة اللبن انبه يكمن في الاطار الموضوعي السياسي وليس في داخل الحالة الذاتية اللبنانية لكن مسالة تبديل مراكز القيادات امر وارد اذا ما تم صياغة ذلك عبر قياداته التقليدية من خلال جملة سياسية تجعل من لبنان قادر للتعاطي مع المشهد المحيط بفعالية حتى يتمكن من اعاده توظيف ذاته وترتيب قوامه بما يمكنه من العودة من جديد ليكون سويسرا العرب لاسيما بعد ما تم التوافق مع البنك الدولي لبرنامج التصحيح المالي والاقتصادي  بعد مفاوضات عميقه سيطر فيها البنك الدولي على شرايين العصب للاقتصاد اللبناني من برنامجه .

والأردن الذى يقف مع لبنان ومع امنه واستقرار ويتمني للشعب اللبناني ان يحقق تطلعاته في التنمية والنماء فان الأردن يتطلع ان ينال الشعب اللبناني حياة افضل وهو يقف معه كما دأب ان  يقف  في كل المفاصل والمنعطفات وسيبقى الاردن يقدم كل ما بوسعه بتوجيهات ملكيه من اجل عوده لبنان الى منزلة مكانته ليبني من حالة المتناقضات التي لديه مصدر قوة وعنوان مشاركة في انتخاباته القادمة تفضي لتكوين نتائج تعيده لأساسية دوره في المنظومة العربية .