عمون - تلقي الذكرى الـ74 للنكبة الفلسطينية، بظلال ممتدة على الشارع الأردني؛ إذ تضم المملكة العدد الأكبر من اللاجئين الفلسطينيين في العالم.

ويتذكر الأردنيون المعارك التي خاضها الجيش الأردني في البلدة القديمة بالقدس، وفي دير اللطرون، وغيرها، ولكن قليلاً منهم يعلم أن المتطوعين الأردنيين، بمختلف تشكيلاتهم ومواقعهم، لعبوا دورًا موازيًا لدور الجيش الأردني خلال جولات القتال التي امتدت بين عامي 1947 و1948.

"الإخوان" وحرب فلسطين

ويشير الباحث المختص بالتاريخ الفلسطيني، عوني فارس، إلى أن "المتطوعين الأردنيين في حرب عام 1948، قد قاتلوا بشكل أساسي في منطقة القدس وما حولها".

ويضيف أن "من أبرز السرايا القتالية للمتطوعين الأردنيين سرية (منكو) نسبةً إلى ممولها، إبراهيم منكو، حيث ضمت 150 مقاتلاً من مختلف أبناء العشائر الأردنية، وكانت ضمن حامية القدس خلال حرب عام 1948".

ويقول فارس وفق ما نقلت عنه "قدس برس" إن "سرايا من متطوعي الإخوان المسلمين في الأردن شاركت في القتال إلى جانب سرية منكو، وغيرها من التشكيلات التطوعية الأردنية".

وأورد المناضل بهجت أبو غربية في مذكراته "من النكبة إلى الانتفاضة" أن "سرية أبو عبيدة عامر بن الجراح، التي ضمت مقاتلي الإخوان الأردنيين، بقيادة المراقب العام للإخوان، آنذاك، عبد اللطيف أبو قورة، شاركت في معركة صور باهر، التي أصيب فيها القائد في جيش الجهاد المقدس، إبراهيم أبو دية (الغنيمات)".

ويذكر فارس أن "من المعارك المهمة التي شارك فيها الإخوان الأردنيون، في حرب عام 1948، صدهم لهجوم صهيوني على دير مار إلياس على طريق القدس بيت لحم، وكان حسين حجازي هو قائد تلك السرية من الإخوان، والتي سميت بسرية أسامة بن زيد".

ويشير إلى أن "عدد الشهداء من المتطوعين الأردنيين في حرب عام 1948، قد بلغ 99 شهيداً، أورد المؤرخ المقدسي عارف العارف أسماءهم، وأماكن استشهادهم في (سجل الخالدين) ضمن كتابه (نكبة فلسطين والفردوس المفقود: 1947 1948)".

هارون بن جازي ومتطوعو "بني صخر"

وأورد القائد العسكري الأردني السابق، عبد الله التل، في كتابه "كارثة فلسطين"، أنّ "ممن قدم إلى فلسطين للقتال مع جيش الجهاد المقدس، متطوعون أردنيون من عشيرة بني صخر الأردنية، بقيادة الشيخ هارون بن جازي".

وأضاف: "قدم معهم عددٌ من المتطوعين من عشيرة الفايز، بقيادة الشيخ محمد الفايز، وتوزع المناضلون الأردنيون من أبناء العشائر على: اللد والرملة، ووادي اللطرون، إلى الشمال الغربي من القدس، وبلدة الطور المتاخمة للسور الشرقي للمسجد الأقصى، والبلدة القديمة".

يذكر أن متطوعين من أبناء العشائر الأردنية شاركوا في عدة معارك، كمعركة القسطل، ومعارك باب الواد، واللد والرملة، ومعركة البلدة القديمة للقدس.

ويحيي الفلسطينيون ذكرى النكبة في 15 أيار من كل عام، منذ عام 1948؛ حيث شهدت فلسطين تهجير وتشريد نحو 800 ألف فلسطيني قسراً وبالقوة، من مدنهم وبلداتهم الأصلية، من أصل مليون و400 ألف فلسطيني كانوا يعيشون في 1300 قرية ومدينة فلسطينية.