facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شباب مأدبا يحافظون بأناملهم على لقب مدينة الفسيفساء


18-05-2022 12:53 PM

عمون- يعمل الشاب محمد ضرابعة بكل حب وشغف في حرفة الفسيفساء التي امتهنها مبكرا حتى أصبح محترفا فيها ومدربا في معهد مأدبا لفن الفسيفساء، ايمانا منه بضرورة الحفاظ على هذه الحرفة التي تعتبر العلامة المميزة لمأدبا "مدينة الفسيفساء" بدون منازع.

ويعيد محمد وأقرانه الذين امتهنوا حرفة الفسيفساء في مأدبا إحياء أمجاد من عاش على أرضها عبر آلاف السنين لتبقى مأدبا مدينة الفسيفساء ومكانا جاذبا للزوار والسياح، للتمتع بهذا الفن الفريد والحصول على لوحات فنية ترسمها أنامل فناني الفسيفساء بمأدبا لترك أجمل الذكريات وتخليدها.

ولم يأت تسمية مأدبا بمدينة الفسيفساء من فراغ، فقد اكتشف فيها منذ نحو 120 عاما، عدد هائل من الارضيات الفسيفسائية، وقد اصبحت هذه الاكتشافات بحسب مدير آثار مأدبا خالد الهواري، تمد الدارسين والمؤرخين بالكثير من المعلومات عن الحياة الفكرية والثقافية والاقتصادية والطبيعية وانواع الحيوانات التي استوطنت مأدبا عبر مر العصور.

واشار الهواري الى ان هذه الأرضيات الفسيفسائية تشكل سجلا مدنيا عن أسماء الأعلام والعائلات وتطور الفكر المدني والديني لمأدبا خلال مراحلها المختلفة، وهذا ما دللت عليه العديد من الاكتشافات، منها موجودة في الكنائس التي تعود الى الفترة البيزنطية.

واضاف ان مأدبا بما تحويه من ارضيات فسيفسائية جعلها تتبنى هذا الفن منذ ظهوره واصبحت رمزا في المنطقة لبراعة فنانيها الذين سطروا أسماءهم بما تركوه لنا من تصوير للأساطير والفنون الكلاسيكية والقضايا المتعلقة بالناحية الدينية، وما قدمه الفنان من تصوير للطبيعة من اشجار ونباتات وحيوانات جسدت واقع الحياة في تلك الفترة التي كان يعيشها الفنان.

وتتميز مأدبا بكثرة ارضياتها الفسيفسائية ذات الالوان والاشكال الرائعة والصور التي مثلت بإتقان وبالمواضيع التي ارادها الفنان المأدباوي حينها.

وتحدث عن نشأة المدينة الحديثة وكيف ارتبطت الفسيفساء بالتاريخ الشعبي لذاكرة اهل مدينة مأدبا، حيث أصبحت مكعبات الفسيفساء جزءا من الألعاب الشعبية التي مارسها أهل المدينة في الماضي والحاضر حيث شكلت تلك الارضيات البيوت والكنائس في مأدبا خلال العصور الكلاسيكية، كذلك البيوت التي عمرها العديد من المهاجرين من مدينة الكرك في نهايات القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين لتشكل هوية المدينة الحضارية.

وقال إن معهد مأدبا لفن الفسيفساء والترميم، يعد المعهد الوحيد في الشرق الاوسط الذي يمنح درجة الدبلوم في مجال انتاج وترميم الفسيفساء للحفاظ على الحرفة وتمكين الاجيال من احتراف صناعتها كفن متميز وراق، كما تعد احد الفنون التي تميز المنتج السياحي الاردني ومأدبا على وجه الخصوص.

من جانبه، أكد عميد المعهد الدكتور احمد العمايرة، ان المعهد اتبع سياسة الانفتاح والتواصل مع المجتمع المحلي من خلال تدريس الطلاب على نفقة الجهات الداعمة ومنحهم فرصة للانخراط في سوق العمل وبنفس الوقت الحفاظ على حرفة الفسيفساء من خلال انتاج لوحات فسيفسائية، والتوجه بشكل واسع لتدريب ابناء المجتمع المحلي على تلك الحرفة.

وقال إن المعهد ركز على تدريب حملة التخصصات الراكدة على حرفة الفسيفساء الذي تجاوز عددهم 500 شخص من ابناء المحافظة خلال السنتين الاخيرتين، كما ساهم بتشغيل شباب وشابات المحافظة عن طريق استحداث فرص عمل محدودة تعدت الالفي فرصة عمل سنويا، ولمدد محدودة تكون من شهر وشهرين وستة شهور وتسعة شهور.

واوضح ان هذه الانشطة المتنوعة والمتعددة للمعهد بتدريب ونشر ثقافة انتاج حرفة الفسيفساء في داخل محافظة مأدبا وخارجها، شكلت فرصة جيدة امام الشباب لتحسين دخلهم وخلق فرص عمل لهم، وفي الوقت ذاته تمكنت من الحفاظ على الطابع الفسيفسائي لمدينة مأدبا.

بدوره، قال مدير سياحة مأدبا وائل جعنيني، إن هناك 18 مشغلا لحرفة الفسيفساء من اصل 24 مشغلا متنوعا في مأدبا تعمل على الحفاظ على ديمومة الحرفة، اضافة الى وجود 31 متجرا للتحف الشرقية وتعرض اللوحات الفسيفسائية لزوار المدينة.

واضاف ان وزارة السياحة، تدعم انشاء مشغل الفسيفساء وبرسوم رمزية لا تتعدى 20 دينارا بهدف الحفاظ على الحرف التقليدية، فيما تحرص على التواصل مع الحرفيين وتسهم في تسويق منتجاتهم واقامة المعارض السنوية لهم وعرضها للسياح، اضافة الى عقد دورات حرفية للحفاظ على حرفة الفسيفساء.

وتبقى مأدبا مدينة الفسيفساء قديما وحديثا وكانت البوابة لشهرة المدينة وتحقيقها انجازات لافتة في الاعوام الاخيرة ابرزها فوزها بلقب "مدينة مبدعة في حرفة الفسيفساء" من قبل المجلس العالمي للحرف اليدوية عام 2019، فيما اعتمدت أخيرا كعاصمة للسياحة العربية للعام الحالي.

(بترا - جمال البواريد)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :