في الكرك، كان سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وحضوره، وحديثه، ولقاءاته، يعبر عن حضورٍ الأمير، ويحمل عناوين وفاءٍ بوفاء.

فمن هناك، حيث المدينة التي بذلت، كسائر حواضر الأردن، لأجل الوطن، كانت الرسالة تؤكد من جديد حضورا أردنيا وقيما أردنية متجددة ومتأصلة، ولتؤكد من جديد، أنّ الأردن فيه من الخير الكثير، وأنّ الأمل دائماً في هذا البلد يتجدد، بل وفي كل مرةٍ يكبر.

مشاركة وأنشطة سمو ولي العهد محلياً، ومتابعاته للعديد من المبادرات، وأهمها كان مؤخراً: حملة التطعيم ضد وباء كورونا، ومتابعة الملف الاستثماري في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، وتواصله مع الأردنيين، في مجالسهم ومنتدياتهم، هي تعابير تؤكد على صلةٍ عميقةٍ بين مؤسسة ولاية العهد والأردنيين، بالإضافة إلى أنها تؤكد سماتٍ أردنية لطالما كرسها ملوك بني هاشم، وتتمثل بقرب القيادة من الشعب، وهذه السمة متأصلة ولها جذورها منذ أيام الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين طيب الله ثراه، وعلى مدار عهود الأردن كافة، وحتى عهد مليكنا عبدالله الثاني ابن الحسين.

خارجياً، كان لحضور سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، فعاليات القمة الأردنية الأميركية في البيت الأبيض، واللقاء الملكي مع الرئيس جو بايدن، دلالاتٍ مهمة، بينها اتصال ومتابعة سمو ولي العهد لملف العلاقات الخارجية، خاصة وأنّ هذه القمة، استعرضت شراكات البلدين، وتأكيدات واشنطن على محورية الدور الأردني بقيادة جلالة الملك، بالإضافة الى تناولها ما يجري من انتهاكات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

إنّ أنشطة سمو ولي العهد، وحضوره اليوم، يؤكدان رسوخ مؤسسة ولاية العهد، وعلى اطلاعها بأدوار تسهم إلى جانب جهود جلالة الملك في تعزيز المكتسبات، ومتابعة قضايا مهمة.

واليوم، يقود سمو ولي العهد الأمير الحسين، العديد من المبادرات الواعدة للشباب الأردني، وهي مبادرات تواكب المستقبل، وتستجيب لما يحتاجه الشباب من مهارات الغد.

وبين هذه المبادرات: مبادرة تحصين الهادفة إلى إنشاء جيل أردني شاب قادرٍ على العطاء ضد الممارسة الخطرة والإدمان، بالإضافة إلى مبادرة مسار التي تهدف إلى إعطاء الشباب الأردني فرصةً لإظهار قدراته وابتكاراته في مجال الفضاء، بالإضافة إلى مبادرات تدعم الابتكار والمخترعين، وتبادل الخبرات الرقمية.

كما تؤسس جامعة الحسين التقنية تعليماً نوعياً قائماً على مهارات يحتاجها الشباب للولوج إلى سوق العمل وفي مجالات علمية هندسية وتكنولوجية متقدمة، حتى باتت اليوم صرحاً هاماً مكملاً لأدوار جامعاتنا الأردنية.

هذه الأدوار لسمو ولي العهد، إلى جانب مشاركته منتسبي القوات المسلحة الأردنية العديد من الفعاليات والتدريبات، تؤكد لنا كأردنيين بأننا نمتلك مؤسسات راسخةً في دستوريتها، وبأنّ هذا الوطن ما زال وفياً لمّا تأسس عليه من قيمٍ، ما زالت حاضرةً، وستبقى تحمل آمالاً بثقةٍ ومستقبل واعد، فعبقرية هذا الوطن بإخلاص شعبه، وبجهود وبذل ملوكه، وبتكاتف الجميع، فهذه السمات، المستقاة من شرعية الحُكم الهاشمي ومشروعيته، تؤكد ثقتنا بحاضر ومستقبل هذا الوطن العزيز.

حمى الله مليكنا وسمو ولي عهده المحبوب..

(الرأي)