*انطلاق فعاليات المؤتمر المعماري الأردني الدولي السادس في عمان

*سمارة: نحتاج اليوم لهيئة خاصة للعمران والتخطيط الحضري تهدف إلى تأسيس مجتمعات عمرانية مستدامة

عمون - مندوبا عن رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، رعت وزير الدولة للشؤون القانونية الأستاذة وفاء بني مصطفى، انطلاقة فعاليات المؤتمر المعماري الأردني الدولي السادس الذي أقامته شعبة الهندسة المعمارية في نقابة المهندسين الأردنيين تحت عنوان "مستقبل التخطيط العمراني ومئوية الدولة الأردنية"، اليوم الأربعاء في مركز الحسين الثقافي بعمان.

وأكدت بني مصطفى إلى ضرورة ربط التخطيط العمراني برؤية التحديث الاقتصادي التي أطلقت برعاية ملكية وخاصة بالركيزة الثانية المعنية بتحسين نوعية الحياة.

وأشارت إلى أن استضافة المؤتمر المعماري الأردني الدولي السادس والذي يضم نخبة من المختصين في مجالات التخطيط العمراني وتخطيط المدن، أضحى ذا أهمية بالغة نظرا لحجم التطورات والمستجدات التي طرأت عليه، ما يستدعي التعاون والتبادل وتضافر الجهود لمواكبة تلك التطورات وتجاوز التحديات والمشكلات التي ظهرت أخيرا في المدن.

ونوهت إلى أن أهمية المؤتمر تأتي في الوقت الذي يحتفل فيه الأردن بدخول المئوية الثانية من عمر الدولة، حيث شهد الأردن على مدار مئة عام تطورا عمرانيا وتوسعا كبيرا في مجال البنية التحتية، بشكل جعل الأردن نموذجا متميزا في محيطه والعالم، مع ضرورة التأكيد على متابعة المشكلات التي تحتاج الى حلول وإعادة تخطيط كالازدحامات المرورية والسكانية التي تعاني منها دول المنطقة والعالم.

ولفتت إلى ضرورة أن يخرج المؤتمر بمقترحات من شأنها أن ترفد الحكومات لتجاوز الإشكالات المختلفة وتطوير مستقبل التخطيط العمراني والبنى التحتية وتطوير منظومة التشريعات التخطيطية والإدارية ودعم التوجهات نحو التخطيط والتصميم الحضري المستدام والذكي الذي يمثل مستقبل التخطيط العمراني في العالم كله.

من جانبه، قال نقيب المهندسين الأردنيين رئيس اتحاد المهندسين العرب، المهندس أحمد سمارة الزعبي، إن تصميم إطار استراتيجي للتخطيط العمراني يدرج مفهوم التنمية المستدامة كعنصر أساسي في السياسات العامة اقتصاديا وتنمويا واجتماعيا يحتاج اليوم هيئة خاصة للعمران والتخطيط الحضري تهدف إلى تأسيس مجتمعات عمرانية مستدامة تحفظ روحنا الاجتماعية وهويتنا وترابطنا وغدنا.

وأشار إلى أن التخطيط العمراني التزام قيمي تجاه الأجيال بما يحفظ حقها في عمران آمن وحياة صحية وبيئة واستدامة ومستقبل أكثر تطورا وتحضرا بحيث يكون ذكي المدائن، انساني الروح، مع الاخذ بعين الاعتبار تداعيات الثورة الصناعية الرابعة وتأثيراتها مع التخطيط العمراني والتحديات التي سيفرضها الذكاء الاصطناعي على إدارة مدن المستقبل وتغير شكلها.

وأكد على ضرورة الوعي العام بأهمية ابراز هوية المدينة وروحها للابتعاد عن اللامبالاة والفوضى في عمارة "عمان"، وبالتالي لابد من وضع اطار وطني ناظم للتنمية والتخطيط العمراني يقدم تصورا شاملا للرؤية المستقبلية.

وقال إن مجلس نقابة المهندسين يعمل على مواجهة تحديات عديدة مدركا ان الواقع يتطلب مزيدا من التشاركية بين جميع المؤسسات رسمية ومجتمع مدني وقطاع خاص، لافتا إلى أنه يتم حاليا وضع اللمسات النهائية لانطلاق ورشة تحديثية شاملة للتشريعات النقابية ضمن رؤية يحكمها المستقبل وتراعي أرضية الواقع، خاصة في ظل الاعداد الهائلة من الخريجين وضعف قدرات انتاج فرص العمل وتراجع المؤشرات الاقتصادية وغيرها.

وقال عضو مجلس نقابة المهندسين رئيس شعبة الهندسة المعمارية المهندس عماد الدباس، إن المؤتمر المعماري يهدف الى التفكير بحلول مستدامة لمواجهة التحديات التي أصبحت تمس الجميع، إضافة إلى تسليط الضوء على المستجدات الحديثة في التخطيط العمراني واستعمالات الأراضي التي لها اثر على التنمية المستدامة ضمن كافة المستويات محليا وإقليميا ودوليا، بما ينعكس إيجابا على التعاون المشترك وتبادل الخبرات في شتى المجالات المرتبطة بالتخطيط العمراني.

وأشار إلى أن التنمية المستدامة تدعو الى نمط متوازن من الإنتاج والاستهلاك للسلع والخدمات دون التأثير سلبا على البيئة والطبيعة، إضافة إلى كونها تؤكد على تطوير البيئة المبنية لتحقيق مستوى معيشي ملائم للجميع.

وقدم المهندس الدباس شكره لكافة الجهات الداعمة والمشاركة في المؤتمر والزميلات والزملاء أعضاء اللجان التحضيرية والعلمية والتنظيمية للمؤتمر، واثنى على الدعم المميز الذي قدمته امانة عمان الكبرى لإنجاح فعاليات هذا المؤتمر، الذي يأتي ترجمة لرؤية مجلس نقابة المهندسين في مواكبة الثورة الصناعية الرابعة والتقدم التكنولوجي والرقمي وتنفيذا لخطته في التحول الرقمي في كافة المجالات.

وقال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور خالد المومني، إن المؤتمر يأتي انطلاقا من استراتيجية نقابة المهندسين في المساهمة في تطوير المهنة من خلال التشبيك مع كافة الجهات لتحقيق مفهوم التنمية المستدامة من خلال التخطيط العمراني المستدام.

وأضاف أن المؤتمر المعماري الذي يعقد على مدار يومين، يضم العديد من الأوراق الهامة ويشارك فيها ما يقارب 40 باحثا ومتخصصا من الأردن والدول العربية في مجالات التخطيط العمراني والتنمية المستدامة والمدن الذكية.

وفي نهاية حفل افتتاح المؤتمر، تم تكريم راعي الحفل مندوب رئيس الوزراء، وكافة الجهات الداعمة واللجنة التحضيرية للمؤتمر.