أمسية شعرية في بيت الشعر بالمفرق
30-06-2022 11:25 PM
عمون - أقام بيت الشعر في المفرق، مساء أمس الأربعاء، أمسية شعرية بحضور مدير بيت الشعر فيصل السرحان، وكان رواد بيت الشعر على موعد مع أمسية شعرية متميزة فقد استضاف البيت شاعرين من شعراء الفصحى.
وأدار الأمسية الشاعر خالد الشرمان الذي استهل تقديمه بالإشادة بمبادرة بيوت الشعر التي أصبحت علماً ومنارةً في مختلف أقطار الوطن العربي الكبير، مؤكداً على دور بيوت الشعر بإقامة الأمسيات الشعرية هنا وهناك في مختلف أنحاء الأردن.
وفارس الأمسية الأول الشاعر محمد تيسير الطوالبة ( محمد القادري) وهو شاعر أردني من مواليد مدينة جرش 1991، عضو جماعة النوارس الشعرية، حاصل على البكالوريوس في الهندسة الزراعية من الجامعة الهاشمية، يعمل معدًا ومقدمًا للبرامج في إذاعة مجمع اللغة العربية الأردني، وكذلك محررًا لعدة صحف إلكترونية، له ديوان شعر مخطوط ينوي طباعته ونشره.
وقدم القادري نبضه الشعري لجمهوره بأسلوبه الهادئ الرصين، وقرأ مجموعة من نصوصه الشعرية الأخاذة، ومنها:
*قصيدة ( الجليلة )
أَشَاقَكَ ظعنٌ قد نأى وجُروحُ تَهيّجُ إذ طيرُ الحَمامِ يَنوحُ
نعَم هذه سِيما المُحبّينَ كُلّهِم دُموعٌ جَرت في إثرِهِنّ قُروحُ
فَذَرني وأيّامَ الصّبا حبّذا الصّبا ويا حبّذا ذِكراهُ حينَ تَلوحُ
تكادُ إذا ريحُ الشّمال بها سَرت من الوجدِ مثل الثاكلاتِ تَصيحُ
إذا ما انقضى دَهرٌ نزيدٌ هوىً به ويزدادُ حُسنُ الوجهِ حينَ يُشيحُ
وقد شاقَني ظبيٌ من الغيدِ خدهُ أسيلٌ وأما ثغرهُ فمليحُ
فَلم يَبقَ مني غيرُ صلّال حسرةٍ تَلَجلجُ ما بين الضّلوعِ وَروحُ
كَحاليَ إذ فارقتُ جدّي كراهةً وهل للمنايا مدفَعٌ فَنُزيحُ
إذا أطلقت سهمًا فإن مَقرّه إلى حيثُ حبّات القلوب تَطيحُ
وإنك يا جدي شريفٌ مُقدّمٌ لهُ في مَوازينِ الكرامِ رُجوحُ
فتىً ملءُ برديهِ عَفافٌ وحكمةٌ بصيرٌ بأخلاق الرجالِ سَموحُ
فتىً لا يُرى خصمٌ لديه سوى الذي ضَنينٌ بدفعِ الدرهمينِ شَحيحُ
يَعِفُّ عن القولِ البذيء لسانُه على أنهُ في الطيباتِ فصيحُ
فيا ليت شعري كيف أضحي بفقده رهينَ حزازاتٍ تظل تقيحُ
سقى الله قبرًا قد تنزّلتَ إنه لأهل الندى والمَكرُمات ضريحُ وقفتُ به عشرًا أقلّب ما مضى من العمرِ أشتفُّ الهوى وأبوحُ
يقولُ أبي لما رآني مُطرقًا وَجفني سخيُّ الدمعتين سَفوحُ
تسلَّ فإن المرءَ لا بُد ميّتٌ وإن عاش ما قاسى وَعُمّرَ نوحُ
وأي أسىً يُنسى وَقد فارق الذي عَزائمه في النائبات صُروحُ
وكفٌّ تَغارُ المزن منها كريمةٌ ووجهٌ إذا عزّ الأساةُ صبيحُ
لَقد عِشت شهمًا لا تُرى منكَ ريبةٌ ومُهرُك نحو المكرُمات جَموحُ
وذِكرُك من فوقِ السّماكينِ ظاهرٌ ونشرُك في كل البلاد يَفُوحُ
فيغدو إليكَ المُثقلونَ بغُرمهم وأنت بأمثال الجبالِ تَروحُ
رَثيتُك مفروغَ اليدين يسوقني نداك ويحدوني إليك طموحُ
ولمّا يزل رطبًا بذكركِ لاهجًا فؤاديَ حتى قيل عنه طريحُ
اما الفارس الثاني في هذه الأمسية الشاعر محمود أبو عاشور، وهو شاعر أردني، إربدي المولد عربي الهوى، يحمل درجة البكالوريوس في هندسة الحاسوب ويكتب الشعر العموديَ الفصيح صدر له ديوان شعري بعنوان مَن للغريب؟، وهو من المتأهلين لمرحلة الإرتجال والأربعين في الموسم السابع من برنامج أمير الشعراء، شارك في العديد من الأمسيات والفعاليات الثقافية في الأردن وفي الإمارات العربية المتحدة.
وقدم أبو عاشور نفساً شعريا عميقاً ينم عن تجربة أدبية مستفيضة، ومما قرأه في هذا المقام:
إخرُجْ عَليهِنَّ .. لا يَهتِكنَ أستارَكْ
إخرُجْ عَساهُنَّ قد يبدأنَ إكبارَكْ
إخرُجْ عليهِنَّ سِكِّينًا على وَترٍ
حتَّى اذا ثُرْنَ لا يَقطعنَ أوتارَكْ
مِشوارُكَ المُشتهى ما زالَ مُنتظرًا
فكيفَ تَخذلُ بالتَّأخيرِ مِشوارَكْ !!
خُذْ ما تَهابُ منَ الماضي القَديمِ وخُذْ
كلَّ النُّدوبِ وخُذْ لو شئتَ أوزارَكْ
اليومُ يومكَ لنْ تأتيكَ سانِحةٌ
أُخرى فإيَّاكَ أنْ تنسى إذنْ ثارَكْ
اليومُ يومكَ لا شَيءٌ تحاذرهُ
دَع عنكَ قلبك كي يَختارَ عِشتارَكْ
هذي حياتكَ أولى أن تُفصِّلها
مجدًا يليقُ فصُغْ بالعَزمِ أقدارَكْ
لا تَلتفتْ لكلامِ العاذلينَ ولا
تخشَ الذينَ ازدرَوا بالأمسِ أسفارَكْ
تلكَ السَّفينةُ والبحَّارُ لو غرقا
يومًا ولو أطفأَتْ دُنياكَ أقمارَكْ
يا أيُّها الرَّجلُ اللاشيءَ يُشبههُ
كُنْ أنتَ وحدكَ وسطَ البَحر بحَّارَكْ