وطلبة التوجيهي وأهاليهم وأصدقائهم وأهل الجامعات مشغولين هذه الأيام بتقديم طلبات القبول إلى الجامعات..

تعود بي الذاكرة إلى تلك الأيام الخالدات عندما نجح أخي محمد في التوجيهي العلمي وحصل على معدل قبل الثمانين بأعشار، يومها كنت أعمل في الجامعة الأردنية، وعندما جلسنا لكي يختار التخصص الذي يريد وطلبت منه أن يختار أفضل خمسة تخصصات يفضلها، وكان اختياره الأول كلية الآداب لأنه كان يريد أن يدرس اللغة الإنجليزية وإختار مجموعة من التخصصات الأخرى، وطلبت منه أن يختار كلية الزراعة ربما لأنني عشقت الزراعة والأرض والناس الطيبين، وقال لي ليس لدي رغبة بالزراعة ..

وفعلاً لم يختار الزراعة، وقبل في كلية الآداب في الجامعة الأردنية وفي الفصل الأول اختار مجموعة من المواد الاجبارية والاختيارية منها مادة التغذية في كلية الزراعة .. ومع نهاية الفصل الأول، جاءني قائلاً: أريد أن أدخل كلية الزراعة .. فابتسمت وقلت له: لقد جذبت الزراعة وسكانها..

وفعلاً ذهبت معه إلى الكلية الساكنة في جنوب الجامعة الأردنية العلمية، وهناك التقيت عميد الكلية الأستاذ الدكتور عبد الله الموسى وبهدوء أعصابه وابتسامته الدافئة رحب بنا ووافق على دخول أخي محمد إلى قسم الاقتصاد الزراعي، وأمضى محمد هناك سنوات جميلة حيث أنهى الماجستير في الاقتصاد الزراعي ثم عاد إلى شمال الجامعة الأردنية ليحصل على الدكتوراة في اقتصاد الأعمال من كلية الأعمال ويمضي شامخاً بكل فرح الدنيا ليواصل مسيرته العملية، هناك في بلاد الاحلام في لوس انجلوس في الولايات المتحدة الأمريكية يظلله رضى الله والوالدين ومحبة الناس في كل زمان ومكان..