facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




ملامح العام الدراسي الجديد وتحديات المرحلة القادمة


فيصل تايه
31-08-2022 11:51 AM

ينطلق هذا اليوم الأربعاء العام الدراسي الجديد حيث يلتحق قرابة ملوني وربع المليون طالب وطالبة بمدارسهم إلى دوام مدرسي كامل ، وفق خطة متكاملة تتضمن عودة آمنة وموفقة لأبنائنا الطلبة ، فقد وضعت وزارة التربية والتعليم في قائمة اولوياتها مصلحة وسلامة الطلبة ، في تأكيدات واضحة على ضرورة تجاوز كل الصعاب وتذليل كافة العقبات التي قد تعترض بداية موفقة وناجحة لعام دراسي يحمل الأمل والحيوية رغم جسامة التحديات ، وبذلك فاننا نتمنى التوفيق لابنائه الطلبة ولكل القائمين على العملية التعليمية ، فالمسؤوليات التي تواجهها وزارة التربية والتعليم تتطلب همة عالية وإرادة قوية لتوفير كافة الاحتياجات اللازمة لبدء عام دراسي فاعل ، آملين ان تتضافر كل جهود الفاعلين التربويين لما فيه الخير كله .

اننا نعي أن العام الدراسي الحالي مختلف عن كل الاعوام الدراسية السابقة ، ويمتاز بخصوصية تفرض نفسها ، وذلك لجسامة التحديات التي تكمن في الأعداد المتزايدة من الطلبة وتناميها بصورة مطردة والتي ستستوعبها رغماً المدارس الحكومية ، حيث فاقت كل التصورات بسبب استمرار تنامي ظاهرة الانتقال الجماعي للطلبة من المدارس الخاصة إلى المدارس الحكومية ومن مختلف الصفوف الدراسية لأسباب اقتصادية وتربوية وتعليمية ما يشكل ضغوطا كبيرة على مدارس وزارة التربية والتعليم ، وبما ينعكس على نوعية التعليم ومخرجاته ، بالرغم من حرص الوزارة المستمر ووفق خطة التطوير التربوي على أن الطالب والمعلم هما أهم عناصر العملية التعليمية ومحور العمل ، والتركيز على النوعية لا الكمية في المخرج التعليمي .

ان مجمل تلك التحديات والصعوبات القائمة تتطلب قيادات تربوية ميدانية فاعلة قادرة على التماس حاجات الميدان التربوي بدرجة عالية من الكفاءة وبقدر كبير من المسؤولية ، لتقوم بواجبها المؤمل بقدرة تامة على قيادة العملية التربوية ، قيادات تسيطر على مختلف جوانب العمل وتعالج مجمل الإرهاصات الكامنة في الميدان ما يحتاج إلى درجة عالية من الكفاءة ، ذلك بالعمل على إرساء السياسات الإجرائية الضرورية القادرة على استخدام السلطة الرسمية من خلال المهارات القيادية الفعالة والقدرة على التأثير في إطار من العمل الجماعي ، إضافة إلى إمكانية اتخاذ قراراتها جريئة وموضوعية مع الحفاظ على الثوابت التربوية والوطنية كجزء من المهمة التربوية الشاملة وبإشراف الجهاز الرقابي في وزارة التربية والتعليم المتمثل بوحدة المساءلة والرقابة الداخلية ما يمكّن من تحقيق مكاسب وعائدات تحسن من العمل التربوي والتعليمي ...

ما نحتاجه اليوم بالفعل ، الخروج من النمطية التقليدية ، ذلك جزء من المهمة التربوية والوطنية ، مع وضع أسس للمرجعيات التعليمية المتطورة التي يحتاجها واقعنا التربوي الحالي ، والتذكير بالعوامل التي من شأنها التأثير الايجابي على صياغة القرارات والسياسات التربوية المرتبطة بمجمل التحديات التي سبق وأشرت إليها ، إضافة لتأثير العولمة وتعزيز مفهوم الاقتصاد المعرفي للسعي إلى النهوض المتطور كي نحقق الأهداف التي نسعى من أجلها في سياسة التغيير المنشود التي تسعي جميعا لتحقيقها كجزء من المهمة الوطنية الشاملة وكما أرادها سيد البلاد .

دعونا نؤكد وقوفنا عند أركان العملية التعليمية مع بداية العام الدراسي الجديد ، ومحاولة جادة للتأكيد على دور المدرسة في تنشئة الجيل القادر على تحمل مسؤولياته ، ذلك من أجل خلق حياة مدرسية ينعم فيها الفاعلون التربويون بالسعادة والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان فالمدرسة باتت اليوم فضاءً واسعاً للتعلم ، بل ما نتمناه أن تكون مدارسنا مرتعاً للأمان ، يشعر فيها المتعلم بالدفء والحميمة وشاعرية الانتماء ، ونبذ العنف والتطرف والانعزالية ، مع تبني مبدأ الحوار البناء والمشاركة الفعالة ، وإقصاءٍ للتغريب والتهميش كما ونؤكد على ضرورة أن تجسد مدارسنا روح المواطنة والإبداع والتنشيط والتفاعل الإيجابي البناء بين كل المعنيين في الحياة المدرسية من خلال هيئات إدارية وتدريسية نشيطة ، في مجتمع مدرسي نشيط وفاعل ، حتى يشارك الجميع في تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها ، مع التركيز على المساهمات الحقيقية التي تعمل على تنمية القدرات الذهنية والجوانب الوجدانية والحركية لدى طلبتنا ، ليكونوا مواطنين فيهم الصلاح لوطنهم وأمتهم ، مبدعين ومبتكرين وخلاقين يهتموا بمؤسستهم التربوية ويساهموا في تغيير محيطهم الاجتماعي ، كما ونريد جودة في التعليم ، من خلال تطبيق مفهوم إدارة الجودة ، ذلك ما يعني الحديث عن تقديم الخدمة المميزة والأنشطة والبرامج التعليمية باستخدام بعض المقاييس المرجعية التي ترقى إلى أسلوب حديث ..

وأخيراً دعوني أهنئ الوطن مع بداية العام الدراسي بكل المخلصين من تكويننا التربوي العتيد بدءً من أعلى سلطة إلى المعلم في صفه ، خاصة الذين يُجيدون التمسك بجميع الحبال القوية لبلوغ النجاحات المشرفة لتسبقهم في ذلك النية الصادقة والمبيتة لرفعة هذا الوطن ، الذي نسير على نهجه قولاً وتطبيقه وفعلاً ، فقد جادت هذه الأرض بالمخلصين الذين يحركهم ضميرهم الحي الذي لا ينام .

أدام الله الجميع وأبقاهم ذخراً وفخراً للوطن وأبنائه وأجياله اللاحقة في ظل قيادتنا الهاشمية الفذة.
وفقنا الله وأبناءنا الطلبة وحمى أردننا العزيز الغالي من أي مكروه
والله من وراء القصد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :