facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التفلسف ام البيداغوجيا في تدريس الفلسفة في مدارسنا؟


فيصل تايه
25-09-2022 11:06 PM

اعتقد اننا فيما لو ذهبنا إلى تدريس مادة الفلسفة في مدارسنا كما هو مقرر في السنوات القليلة القادمة فسيكون تدريس هذه المادّة مثلَ بقيّة الموادّ الأخرى ، إذ يحتاج الى ان يُختبر المعلّمون في مدى تملّكهم من بعض المهارات والكفايات فيها ، فالفلسفة التي نراهن عليها ويكتب عنها بعض التربويين باسهاب ، لن يكون تدريسها بالمعنى الأكاديميّ والعلميّ الخالص ، او بمعنى ادق لن يكون هناك تعمق في دراسة التيّارات والمدارس الفكريّة في تاريخ الفلسفة والخوض في تفاصيلها ، بقدر ما أنها تروم – في التعليم المدرسيّ - الى تمكين المتعلّم من بعض الخصائص العامّة للفكر الفلسفيّ (النقد، والتحليل، وتقديم الحجة ... إلخ) في قراءة بعض النصوص الفلسفيّة، والثقافيّة، والسوسيو - ثقافيّة، الملائمة للنموّ العقليّ الوجدانيّ للمتعلّم.

ان التساؤلات التي يطرحها بعض التربويين : لماذا لا ننتبه إلى أنّ يكون تدريس مادة الفلسفة في المراحل المدرسية المختلفة مادّة تعليميّة مدرسيّة مثل بقيّة المواد الأخرى؟ كيف نفسّر أنّ مهمّة تدريس الفلسفة تعني تهيئة المتعلّم ليكون مواطنًا ناقدًا مسؤولًا؟ وإلى أيّ حدّ يمكننا القول إنّ تدريس الفلسفة هو تدريس للمهارات؟ وما هي مؤشّرات تدريس الفلسفة ومستنداته؟ هل هذا يجعلنا، مرّة أخرى، أمام وضع مقلق بين دور المتفلسف ودور البيداغوجيّ؟

لكني وفي معرض ردي على ما يطرحه بعض الأساتذة التربويين الأفاضل خاصة فيما يكتبون ، فيبدو أنَّ التفكير في تدريس الفلسفة لا يمكن ان يكون بصورة حرّة أو مطلقة من دون شروط أو نصوص منظِّمة ، حيث يتعيّن على معلم هذه المادّة أن يطّلعَ على هذه النصوص سواءً تعلّق الأمر بمنهجيّة تدريسها أو تقويمها خاصة وفق مستويات المرحلة الثانوية ، التي ستكون مادة الفلسفة فيها مادة منفصلة مستقلة "كما هو مخطط له" ومن ثمّ فدرس الفلسفة في المرحلة الثانويّة هو درس في البيداغوجيا أيضًا ، بخلاف المستوى الجامعيّ حيث يكون في الأفكار والنظريّات والتيّارات ، فلكلّ مستوًى غاياته وأهدافه.

وفي ذلك فاني أعتقد اننا بحاجة الى بيداغوجيا خاصّة بالدرس الفلسفيّ اضافة لفكرة استفادة مادّة الفلسفة - كمادّة مدرسيّة - من علوم التربية ، ولو ان ذلك لم يعد يثير الاهتمام اليوم ، لأنّ الفكر أضحى مركّبًا ومتعدّد الأبعاد والوظائف ، ومن ثمّ ، لربما نطرح التساؤل التالي : هل الفلسفة تحتاج إلى بيداغوجيا وخطاب خاصّ بمنهجيّة التدريس؟ وبذلك فأنا متيقن من إنه سؤالٌ أيديولوجيّ في جوهره ، لذلك فالمسألة تتعلّق برصد أسباب تراجع التفكير الناقد ومؤشّراته في التعليم المدرسيّ ، ذلك التفكير الذي سيغذّيه تدريس الفلسفة بالدرجة الأولى ، حينما يقرأ الطالب على سبيل المثال بعض نصوص "رينيه ديكارت" ، "وابن رشد" ، و"شذرات" و "فريدريك نيتشه" ، كما ويمكن قراءة رسالة في التسامح "لجون لوك" في الصفّ الدراسيّ ، وبذلك فإنّه يعيش لحظات عقلانيّة يمكن أن يتفاعل فيها الطالب مع المعلم والمتعلم وزملائه بالسؤال والاستفسار وإبداء الرأي .

لكن ؟ وللمفارقة ، فحين نفكّر أحيانًا بمنطق متوائم مع القيم والأخلاق والعقل والدين في سياق التعامل مع الآخرين خاصة افراد أسرنا وأصدقائنا ، ذلك ان هذا المنطق يضحي هو القاعدة ، كما وأن الالتزام بحقوق الأفراد والجماعات والدفاع عن إنسانيّة الإنسان صار لزاماً ، خاصة عندما ننظر إلى فلسفة ديننا الحنيف والتي قامت في أساسها على حث المسلمين على استخدام العقل في فهم الدين الإسلامي، وحقيقة شريعته بحيث يكون إيمانهم نابعا من العقل ، حيث الفلسفة الإسلامية بينت أن التفلسف يساعد على الإيمان، كما وضحت أن الإيمان والتدين لا يمنعان من التفكير العلمي، إذ إن هدف الدين هو توجيه العقل الإنساني وإرشاده ، لذلك أنا أرى ان ما سندرسه في الفلسفة في حجرات الدرس بتقنيّات تدريسيّة رفيعة، وبيداغوجيا مثاليّة قد يسهم في خلق هذا النوع من الغراس في وجدان المتعلّم، وقد يكون المعلم السبب الرئيس في توجيه ممارسة النقد وآليّاته، بفعله المعرفيّ وطريقة إدارته للدرس وتخطيطه وتعامله مع المتعلّمين.

بقي ان أقول : إن المراهنة على التفكير الفلسفي هي مراهنة على فكر تتجذر فيه قيم انسانية من شأنها أن تساهم في تكوين مواطن مسلح بمبادئ التفكير النقدي وبقيم التسامح والانفتاح والإيمان بالاختلاف ، مما يسعفه على مواجهة مختلف التحديات المتعلقة بالانغلاق أو الكراهية او التطرف ، وفي هذا الصدد يجب أن نقرّ بضرورة وجود بيداغوجيا للفلسفة بإطار نظري ، ضمن منهج يتعلق بمنهجية التدريس أو المحتوى المعرفي ليصار إلى اعتمادة بشكل يحقق الاهداف المرجوة .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :