facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




جائحة "الشبكات الاجتماعية" وجيل "السوشال ميديا"


فيصل تايه
27-10-2022 12:20 AM

وسائل التواصل الاجتماعي فضاء واسع يحمل في طياته معارف مختلفة ومخاطر محدقة على ابناءنا في ظل غياب الرقابة الأسرية ، لذلك علينا الاعتراف بأن الانفلات "السوشلي" قد بلغ مداه ، فجيل "السوشال ميديا" وهم أبناء الألفية الثالثة اصبحوا خبراء العالم الرقمي ودنيا "السايبر" وخبرات الانترنت والهاتف الذكي ، فهم جيل اليوم من الأبناء الذين يمتلكون مهارات متقدمة في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، بدرجة تفوق الآباء والأمهات ، وهذا بحد ذاته يضع أمام أهلهم حاجزاً يمنعهم من التدخل فيما يعبث به أبنائهم على الإنترنت وعلى هواتفهم الذكية وتطبيقات التواصل الاجتماعي ، حيث صفحات الإنترنت ساحة مفتوحة لجميع الفئات العمرية ، وهذا الانفتاح شكل هاجسا كبيرا لدى الآباء خاصة مع ابنائهم ، الذين يقضون أكثر أوقاتهم أمام شاشات الهاتف الخلوي والكمبيوتر.

اننا اليوم امر واقع حتمي ، فمواقع التواصل الاجتماعي تبقى إحدى الوسائل التي فرضتها التكنولوجيا للتواصل مع الأهل والأقران والأصدقاء ، ولا بد من التأكيد على دور الأسرة في عدم انزلاق الأبناء وراء المحتوى المتاح المغري والذي هو سبب ولعهم بمواقع التواصل الاجتماعي من خلال عوامل الجذب التي تحويها ، فمن المهم اليوم للوالدين تعليم أبنائهم كيفية التحكم في استخدام تلك المواقع وصنع توازن صحي حقيقي ما بين الغرض من استخدام الأجهزة الذكية بشكل عام والدخول من خلالها إلى مواقع التواصل الجاذبة ، كما وتقع على عاتق الوالدين مسؤولية مراقبة أبنائهم للبرامج التي يستخدمونها بالإضافة إلى تعليمهم إيجابيات وسلبيات استخدام هذه الوسائل ، مع ضرورة مراقبة الأبناء أثناء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وحمايتهم من الوقوع في براثن الابتزاز الإلكتروني.

انا أعتقد أن من المهم أن يتعرّف الآباء على التقنيات المختلفة التي يستخدمها الأطفال للمساعدة في الحفاظ على أمانهم عبر الإنترنت، خاصة أنّ وسائل التواصل الاجتماعي تتغيّر، وتظهر تطبيقات جديدة باستمرار، وقد تختلف طريقة استخدام الابناء لتلك الوسائل، فمنهم من تعود عليه بآثار إيجابية، ومنهم من يتضرر باستخدامها ، فالعالم الافتراضي الذي يشغل عقول المراهقين والابناء هو سبب مباشر للاضطرابات السلوكية والنفسي ، لذلك فمن الضروري التعامل مع هذه المواقع بذكاء لأنها أصبحت أمر واقعي ، وفي نفس الوقت يجب ان ننتبه ان بعض المواقع لها فوائد كثيرة على الأطفال وغير الأطفال، لأن الحضارة هي حضارة التواصل، وعصر المعلومات، فالسبب وراء ذلك هو محاكاة الكبار في استخدام هذه المواقع، ولهذا يجب المتابعة المستمرة على الأطفال داخل وخارج المنزل.

اعود الى القول مؤكداً أن دور الوالدين يتضح في حماية الأبناء من مخاطر شبكات التواصل الاجتماعي وفي عملية تأهيل وضبط استخدام الأبناء لوسائل التواصل الاجتماعي في التوجيه والنصح المباشر وغير المباشر والحرص على غرس القيم والرقابة الذاتية منذ السنوات الأولى في نفوس الأبناء، وتوعية الابناء بآليات التعامل والحماية والخصوصية في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ومخاطرها وكيفية التعامل معها، وتفعيل لغة الحوار والابتعاد عن القوة والعنف في التوجيه والحرص على إشباع حاجات الأبناء وقضاء وقت معهم، وبذلك يتحدد الدور التربوي والاجتماعي للآباء في حماية الأبناء من مخاطر الشبكات في المراقبة الدائمة والمستمرة زماناً ومكاناً أثناء تواجدهم على الشبكات ووضع مجموعة من القواعد والضوابط للاستخدام بالاتفاق فيما بينهم مثل تخصيص أوقات وساعات معينة ومحددة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ومتابعة الأبناء من خلال برامج التحكم عن بعد بأجهزة أبنائهم، وتفعيل آليات الخصوصية والحماية في أجهزة أبنائهم وأجهزتهم الخاصة، بالإضافة إلى متابعة حسابات أبنائهم ومتابعة ما يقومون بنشره والتعليق عليه.

بقي أن أقول اننا بحاجة الى ان نتحدث ايضاً عن دور المدرسة ، حيث لا بد من ان يقوم المعلم بتوجيه الطلبة نحو زيارة التطبيقات والمواقع على شبكات التواصل الاجتماعي التي تخص الجانب التعليمي والتربوي والابتعاد عن المواقع الغريبة وغير المعروفة وضرورة زرع جانب الثقة عندهم، وهنا لا بد من تفعيل دور المرشد التربوي في المدارس بهذا الخصوص والتواصل المستمر بين الكوادر التدريسية واولياء امور الطلاب لتبادل المشورة حول اي تغييرات تطرأ على شخصية الطلاب سواء في المدرسة او في البيت ومعالجة اي سلبيات قد تظهر ، اضافة الى ان اتباع برامج تربوية من شأنها أن تساعد على غرس القيم والأخلاق في الأبناء حيث أن ما لا يصح في العالم الواقعي لا يصح أيضاً في العالم الافتراضي، وتوعية الأبناء بأخطار الإنترنت حتى يتمكنوا من حماية أنفسهم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :