عمون - من لينا العساف - أقام منتدى البيت العربي الثقافي أمسية شعرية أحياها مدير ثقافة محافظة اربد الشاعر عاقل الخوالدة والشاعر الدكتور الأكاديمي محمد المحاسنة ، وحضرها جمع من رواد الشعراء والإعلاميين المثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي.

وأدار الأمسية الكاتب جروان المعاني الذي تحدث بلغة أدبية راقية وقدم الشاعرين بما يليق بهما أدبا وجمالا شعريا وبهاء ، الشاعر عاقل الخوالدة قدم قصائد منوعة منها:

(( أمنيات الشاعر البدويّ ))

لوْ كُنتُ طَيرا... ما ضَمَمتُ جَناحا
أو كنتُ غيمَا عابِرَا.. ورِياحَا
فَسَرَقْتُ مِنْ شمسِ الصباحِ مَلامِحي
أو كُنتُ نجما لامِعا وضّاحَا
رافقتُ أسرابَ الحمامِ فلمْ أعُدْ
للأرضِ ثانية لكيْ أرتاحَا
ومللتُ من سيري و قطعانَ المها
واشتقتُ وجه الظبي.. حينَ أشاحا
فسريتُ في ليلٍ أُحاولُ وَصَلَهُ
وتَخَذتُ من قلبي لهُ مِصْباحَا
*
قلبي كعصفورٍ يُراوِدهُ المدىٰ
فيَمدُّ للحلواتِ مِنهُ جَناحَا
بالعطرِ والريحانِ يومَ غَسلْنَهُ
ولَفَفْنَهُ مِنْ حُسنِهُنَّ وِشاحَا
**
لغتي كعمانَ الحبيبةِ حينما
تصحو فتُهدي للصباحِ صباحَا
يَتسلقُ الغيمُ النديُّ جبالَها
كيْ يَستفزَّ عَبيرَها الفوّاحَا
ويَتيهُ فيها العاشقونَ صبابةً
يتنافسون بنادقا ورِماحَا
* **
قلميْ يئِنّ على الدفاترِ كُلّما
آنستُ حرفاً اشبَعَتْهُ جِراحَا
غَنّيتُ أشعاري بنبضِ مواجعي
ما كنتُ يوما شاعِرا مَدّاحَا
**
يامن يُحيلُ البؤسَ بَسمَةَ عاشقٍ
ويحيلُ همَّ المُرهَقينَ مُزاحَا
ويقومُ كالدحنونِ أيقظهُ النَّدى
كي يعلنَ الأعياد والأفْراحَا

الشاعر الدكتور محمد المحاسنة قرأ كذلك قصائد من بنات أفكاره وتجربته الشعرية نالت إعجاب الجمهور ، ومما قرأه المحاسنة:

المُكَفِّرةُ
تَوًّا فَرْغُتُ مِن الغِوايةِ تَوّا
وَكَتمْتُها رغمَ اشتِعاليَ نَجْوَى

فَتَمثّلّتْ نَجْوَايَ طَيفَ أَميرةٍ
في خمرةِ المَلكوتِ تَرفِلُ نَشوَى

قَبسًا من الزمنِ الجميلِ بِشارةً
ونبوءةً فيها الخيالُ تسوّى

مَزهوةٌ بالحُسْنِ ليسَ كَمثلِهِ
حُسنٌ يٌبدّدُني لأُبْعَثَ زَهْوا

مَحضُ العجائبِ قدْ تجسّدَ سرُّها
فيها الفجورُ مَعالمٌ للتّقوَى

فِيها الحياةُ على المماتِ أَمارةٌ
فَهْيَ العذابُ إذا بدتْ والسَّلوَى

حَتّى إذا قدْ بانَ بعضُ خيالِها
تركتْ فؤاديِ في الخيالِ تَشوَّى

فِيها من الجبروتِ ألفُ حكايةٍ
تنبّثُ من بينِ العيونِ فَأُطْوى

كَفارةُ الزمنِ القبيحِ ونقصِهِ
وخلاصةُ الحيواتِ فتنةُ حوا

أَزرتْ بكلِّ الحُسنِ بعدَ مَجيئِها
قدْ صَيّرتهُ إلى غُثاءٍ أَحْوى

عَينانِ فيها السّحرُ حطَّ رِحالَهُ
عَمدا تُميتُكَ أو تُميتُكَ سَهْوا

وَتنافستْ فيها مفاتنُ جنَّةٍ
في كلِّ مُفتَتنٍ تُذيبُكَ بَلْوى

أَهوى من الشفتينِ طيّبُ ريقها
أما الكلامُ السِّحرُ ذلكَ أَهوى

تَلوي على الجيدِ الرخيمِ جَداولًا
مَسَدًا على القلبِ الرَّحيمِ تَلوّى

وَلَها على الصَّدرِ الفَسيح ِكَرامَةٌ
سُبحانَ مَن خلقَ النّهودَ وَسوّى

أَلقتْ عَصَاهَا فَانْبَجَسْتُ تَلَّهُفًا
وَرَكبتُ في بَحرِ الغِوايةِ رَهْوا

سَكْرانُ في شغفِ الوصالِ وبُعدِها
هيهاتَ تدركُ في الغيابِ الصّحوَ

نشوانُ في الحالينِ أرشفُ خمرَهَا
والخمرُ في عُرْفِ المحبّةِ تَقوى

وفي ختام الأمسية قام الوزير الأسبق طه الهباهبة ورئيس منتدى البيت العربي المهندس صالح الجعافرة وأمينة السر ميرنا حتقوة بتكريم الشاعرين تقديرا لهما.