اليوم، يوم عربي بامتياز ولتعذرنا دولة قطر الشقيقة ونحن نشاركها ثمار انجاز عظيم ينتظره العالم اليوم، نتقاسم معها الفخر بهذا الانجاز الذي يسجّل لها بحرفيّة المعنى، ويضعها في مكان مختلف على مستوى العالم في استضافة مونديال 2022 في نسخة عربية، مميزة ثريّة بالمنجزات، سعت على مدى قرابة أربع السنوات لتجعله مختلفا تفوح منه رائحة الأصالة والعراقة بتفاصيل الحضارة والتطوّر بأعلى درجاته.

تتجه الأنظار العربية والدولية اليوم نحو استاد البيت الذي سيشهد افتتاح أول مونديال في بلد عربي، وسط انبهار وترقّب مليء بالفضول لنسخة قطر 2022، في ظل ما كان يتابع العالم من تقارير ومشاهد لطبيعة الاستاد الذي يستضيف المونديال، وما حمله من رمز للعروبة والأصالة، باطار يحمل آخر أشكال فن العمارة على مستوى دولي، بتأكيدات من الجميع أنه سيكون مونديالا استثنائيا نابضا بقلب عربي يجعلنا جميعا نفخر به.

قطر، الدولة التي سعت منذ سنين لوضع استعدادات مميزة بنكهة عربية أصيلة للمونديال، لتصل اليوم للخطوة الأخيرة، واضعة العالم العربي تحت مجهر الاهتمام الدولي، بتأكيدات أنها دولة قادرة على الانجاز المختلف، واستضافة حدث ضخم على مستوى دولي، وبجاهزية عالية ومميزة، تدخلك لعالم مختلف تقرأها منذ تحط قدماك أراضيها التي انتشرت على بقاعها صور أبرز نجوم المنتخبات، وتحت سمائها التي يرفرف في عليائها اثنان وثلاثون علم دولة مشاركة في نهائيات كأس العالم 2022، لتبدو قطر مختلفة، اختلافا مزخرفا بعروبة وحداثة.

وفي انجاز عروبي منح المونديال صبغة عربية رائعة لا يمكن المرور عنه، والتغاضي عن أهمتيه، المتمثلة في استاد البيت الذي سيستضيف حفل الافتتاح أولا ثم المباراة الافتتاحية بين قطر والإكوادور، حيث صمّم هذا الملعب على شكل «خيمة»، هذا المكان الذي سكنه كثير من الشعوب العربية، اضافة لرمزيته التي يحملها بالكرم، وفي ذلك تميّز قطري جديد يسجّل لهذه الدولة التي أدخلت في سجل الكرة العالمية تاريخيا أسطرا من نور لدولة قطر وللعالم العربي، باستثنائية نموذجية.

قطر اليوم مختلفة وعلى مدار قرابة الشهر، وحتما تؤسس بذلك لأن تبقى باختلافها النموذجي على مدى التاريخ ليس فقط في عالم كرة القدم، إنما على مستويات كثيرة، ومجالات متعددة، حققت بها انجازات على مستوى دولي، ومكتسبات للكرة العالمية، والعربية بطبيعة الحال، يوم قطري عربي بامتياز، ينبض بروح العروبة والأصالة بتفاصيل حضارية وتطوّر بأعلى درجاته.

أعيننا جميعا تتجه لك الشقيقة قطر، بكل معاني الاعجاب والفخر، ففي نجاحك نجاح للعرب جميعا، وفي تميّزك حالة نتباهى بها، جميعنا ننظر اليك ونحن ندعو الله بأن تستمر مسيرة تميّزك وألقك حتى آخر أيام المونديال.

(الدستور)