facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




"الحب في القرآن" بفكر غازي بن محمد


د. أشرف الراعي
21-02-2023 11:31 AM

قبل أشهر نُشر خبر عن احتفال كبير بكتاب صاحب السمو الملكي الأمير غازي بن محمد -حفظه الله- والذي يحمل عنوان "الحب في القرآن الكريم"، وهو في الأصل رسالة الدكتوراة لسموه، فقررت قراءته "وهو كتاب يشكل أكثر من كتاب" إن جاز وصفه؛ حيث جاء شاملاً وافياً مكرساً للعديد من المفاهيم التي نحتاجها اليوم في حياتنا، والتي تشكل منهجاً يمكن الاعتماد عليه في التعاملات اليومية.

لا بل جاء الكتاب مُكرساً لمفاهيم تتفق والمنهج الإنساني القويم، كما يتفق مع العديد من المفاهيم التي كرستها "رسالة عمان" من حيث نبذ كل مظاهر "العنف" والدعوة إلى التسامح المبني على الأخلاق الإنسانية القويمة؛ فالله عز وجل خلق الإنسان وفقاً لما خلص إليه الكتاب من الحب ومن أجل الحب، كما خلق الله الإنسان من أجل الرحمة؛ فالإنسان مخلوق في حب خالقه وحب أخيه الإنسان، وهو تكريس واضح وجلي لمفهوم الرحمة والمحبة والخير في العلاقات الإنسانية القائمة على المودة.

فصل الكتاب كذلك من لا يحبهم الله؛ وهم أصحاب صفات معينة محددة؛ وما عدا ذلك من البشر فإنهم خلق الله، والله يحبهم، وعدم الحب في المفهوم الفكري هنا يختلف عن الكره؛ فهو حالة محايدة، كما أن "عدم الحب" ليس هنا لذواتهم بل للصفات التي هي فيهم؛ وهم الكافرون، وكل كفار أثيم، والمعتدين، والمختال الفخور، والخوان الأثيم وكل خوان كفور والخائنون والمفسدون والمسرفون والفرحون والظالمون والمستكبرون، وكلها صفات يمقتها البشر ولا يحبون أصحابها لا بل يكرهونها؛ لكن حب الله باعتباره الحب المنزه عن الكره، فإنه يصفهم بـ "عدم محبة الله عز وجل لهم".

ولأن الحب لا بد وأن يستدعي محبوباً؛ فقد ذكر القرآن الكريم المحبوبين وفقاً لدرجات محددة؛ أولاها حب الله عزوجل ومن ثم حب الرسول صل الله عليه وسلم، ثم حب كل ما هو مقدس، انتقالاً إلى الحب الزوجي، والحب الجنسي والحب العائلي وحب الآخرين وحب الخير والجمال من الطبيعة إلى الكلمات إلى العالم ككل، بصورة عامة، وهو حب يتمتع بالمراتب العليا.

لكن هناك -بالطبع- حب له أنواع سفلى لا يجب أن يتمتع بها البشر المخلوقون من الحب ومن أجل الحب وهو حب الدنيا والمال وحب الشهوات وحب النفس وحب الأفعال الشريرة، ما يعني أن الحب يأتي وفقاً لتراتبية معينة، وتسلسل هرمي محدد من الخالق عز وجل، فالجمال يبدأ من جمال الخالق ثم الجمال المقدس (جمال رسول الله صل الله عليه وسلم) ومن ثم الجمال الداخلي؛ فالخارجي، وبالتالي ليس كل جميل محبوب لكن كل محبوب هو محمود، وفي ذلك تأصيل مهم لأهمية الحب المبني على قواعد ثابتة لا تلتفت إلى الشكل الخارجي وإنما تلفت إلى بواطن الأمور وأصولها.

كما يشير إلى مراحل الحب، وهي أكثر من 100 مرحلة يفصلها الكتاب ومن ضمنها مراحل الفراغ، الفقر، والتزين والإعجاب والإرادة والفرح والرجاء والعمل، والذكر والنجوى والابتلاء والعلم والمعرفة والخوف والحزن والألم وغيرها وللوقوع في الحب هناك العديد من القواسم المشتركة بين هذه المراحل، ويربط الكتاب ما بين الحب والسعادة؛ فلا سعادة من دون حب الله تحديداً؛ حيث وردت السعادة مرتين فقط في القرآن الكريم وهي تشير إلى الجنة التي ترتبط بحب الله عز وجل، ما يعني أن الحب القائم على الأمور الدنيوية لا يرتبط بهذه السعادة، وفي هذا تفصيل مهم بأن حب الله عز وجل، هو الحب الحقيقي بالدرجة الأولى وهو الذي يوصل إلى منتهيات السعادة، فضلاً عن ارتباط ذلك بالجمال.

لقد خلص الكتاب إلى أن الله عز وجل خلق الإنسان والعالم أجمع من الرحمة ومن الحب وجعل الجمال في كل خلقه، وبالحب يرجع الإنسان إلى الصراط المستقيم، وهو حب الله عز وجل، وللإنسان خيار في ذلك بين حب الله وحب كل مخلوقاته والتسامح معهم، أو تقديم حب الشر على ذلك فيقوده ذلك إلى طريق أخرى.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :