facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في الحديث عن برامج إعداد المعلمين وتدريبهم


فيصل تايه
11-04-2023 12:40 PM

كان لي فرص فريدة في الاطلاع على العديد من التجارب المتعلقة ببرامج التنمية المهنية للمعلمين في بعض الدول العربية الشقيقة اثناء خدمتي التربوية الطويلة ، اضافة لاطلاعي على تجارب بعض الدول الغربية ، كان ابرزها برامج كلية تدريب المعلمين في جامعة كولومبيا ، والتي تعتبر من أفضل الجامعات الأميركية المختصة في مجال تدريب المعلمين وتطوير مهارات التعليم ، وذلك ضمن مبادرة جلالة الملكة رانيا العبد الله التي هدفت الى تحسين مستوى التعليم في الاردن من خلال تنمية القدرات وتطوير الكفاءات والمهارات ، والنهوض بالمستوى المهني للمعلم ، باعتباره احد ركائز العملية التعليمية ، إضافة إلى تجربتي الخاصة الغنية بالمعرفة والمهارات والخبرات التدريبية التي اكتسبتها اثناء التحاقي بدورة تربوية تكوينية متقدمة في كلية تدريب المعلمين والقيادات التربوية في مدينة "دلينجن" بولاية بافاريا الالمانية ، والتي اهلتني للنمو المتقدم في مجال القيادة التربوية والتدريب التخصصي المهني ، بل وكان لها الأثر الكبير في تطوير خبراتي الذاتية في هذا المجال ، ونقل هذه الخبرات والمعارف لتساعد اصحاب المسؤولية على اتخاذ القرارات من أجل التنمية المستدامة .

ولأن التعليم مهنة عظيمة ، وهي من أنبل وأشرف الرسالات ، وليست مجرد وظيفة ، كان لدي ايمان عميق وراسخ بها ، رغم انها المهنة الأصعب ، فهي أم المهن ، وتحتاج إلى نمو مهني مستمر دون توقف ، لذلك فان عملية اختيار المعلمين وتأهيلهم يعد حجر الأساس لمشروع اعداد جيل متمكن من المعلمين ، في ضوء المتطلبات المهنية العالية التي تتطلبها مهنة التعليم ، وتحت حراسة منظومة الضوابط والقيم الأخلاقية العظيمة لهذه المهنة السامية ، وبذلك فإن تطوير معايير وأساليب وإجراءات اختيار المعلمين يصبح مطلبا جوهريا ، حيث أدت التغيرات التي طالت العملية التعليمية التربوية الحديثة إلى بروز أدوار جديد للمعلم أكثر جوهرية ، وهذا ما ادركته وزارة التربية والتعليم في عمليات اختيار وإعداد المعلمين وتأهيلهم قبل الخدمة من خلال البرامج التعليمية والتربوية التي تقدمها في الإعداد والتدريب لتحقيق الجودة الشاملة ، حيث قناعة صاحب القرار ان التعليم في العقود الأخيرة اصبحت مهنة لها أصولها وقواعدها ومناهجها العلمية ، فمع تطور المعرفة بنظم ونظريات التعلم والتعليم وأدوات وأساليب تقويم الأداء ، تطورت مهنة التعليم بطرائقها وأساليبها لتتلاءم مع التطورات الحادثة في المعرفة العلمية والتكنولوجيا والأهداف التربوية المطلوبة ، وهذا تطلب مزيداً من الاهتمام بعمليات اختيار المعلمين وإعدادهم علميا وتربويا للقيام بأدوارهم ووظائفهم المطلوبة منهم في العملية التعليمية ، الأمر الذي يؤكد ضرورة توفر العديد من الكفايات الإدارية والفنية والاجتماعية المختلفة والتي تساعد المعلمين للقيام بهذا الدور المطلوب ، وهذا يحتاج توافر العديد من المعايير الشخصية والمهنية والثقافية والاجتماعية لديهم من اجل القيام بدورهم التربوي والعلمي المطلوب .

ان تحسين برامج اعداد المعلمين المعمول بها رغم جودتها ، هو ما تسعى وزارة التربية والتعليم الى تحقيقه ، ذلك بالتركيز على ايجاد نظام تدريبي متكامل ومرن ، يجمع بين التأهيل قبل الخدمة ، وإدماج المستجدين والتنمية المهنية أثناء الخدمة ، من ناحية التدريب والمحتوى ، بالتعاون مع وزارة التعليم العالي وما بنطوي في مظلتها من جامعات وكليات منفذه لعملية إعداد المعلمين ، وصولاً لإحداث تغييرات في مهارات المعلمين تمكنهم من استخدام أساليب تدريس حديثة ، ضمن الاتجاهات العصرية وملاحقة التطورات العلمية والتربوية والتقنية ، فكان منها ما هو متعلق بمتابعة تطورات المناهج ، ووضع نسب محدد لمتطلبات إعداد المعلم مثل الإعداد العام ، والتخصصي ، والتربوي ، والتربية العملية ، والتدريب ، والتي تقع ضمن متابعة التطورات المتلاحقة والسريعة على الساحة التعليمية ، والتي ينبغي من خلالها أن يتعرف المعلم على كيفية التعامل مع الوسائل التعليمية والتقنية واستخدامها بفاعلية مع طلابه ، ذلك لتلبي الاحتياجات التنموية للمجتمع التربوي الحديث ، وتهيئة الجو الصحي المادي والمعنوي الذي يتعين على المستهدفين في برامج إعداد المعلمين الاستعداد علميا وتربويًا وتقنيًا لها ، من اجل القيام بأدوارهم ووظائفهم التعليمية المستقبلية بفاعلية في عصر المعلوماتية ، بحيث يتم التركيز على التدريب المستمر لإعدادهم لمعرفة المحتوى التعليمي التخصصي والمعرفة التربوية والإعداد العام بفاعلية ، لكن "وحسب تصوري" فمن الملاحظ في كل ذلك ، أن برامج الإعداد والتدريب وحدها لن تتكفل بتوفير المعلم الأمثل إلا إذا اقترنت بتنمية اتجاهات إيجابية ، وإثارة الدافعية، والاستعداد للعمل بالمهنة ، وفق متطلباتها وظروفها .

انني ومن خلال متابعتي للعديد من الدراسات التي تشير إلي انخفاض مستوي أداء المعلمين والمعلمات من خلال ظهور العديد من المؤشرات في سلوكهم الوظيفي نتيجة لتعرضهم للظروف الصعبة في مجال المهنة ، وكذلك ضعف نتائج التحصيل المدرسي وما أظهرتها نتائج الامتحانات ، وجدت ومعي العديد من اصحاب الخبرة التربويين ، ان من الضرورة بمكان تكثيف الجهود نحو تحسين برامج التدريب والتأهيل لرفع مستوي الأداء والتأهيل لاكتساب المزيد من المهارات الأساسية في مجال التخصص والنمو المهني ، والمقصود هنا إعداد أو تأهيل وتدريب المعلم لخلق بيئة تعليمية وتدريبية فاعلة ، بتعرض المعلم فيها لشتى العلوم الإنسانية والمفاهيم الاجتماعية التي تشتمل على المواد التربوية ، وأهداف التربية ، وطرق التدريس ، ودراسات المقرر والمناهج ، والقيم ، وعلم الاجتماع ، والنمو الاجتماعي البدني للنشء ، وعلم النفس التربوي ، والتقنيات التربوية ، والتقويم والتقييم التربوي ، وطرق البحث في التربية ، والإدارة المدرسية وغيرها ، وذلك لتمكين المعلم من وضع ما اكتسبه من معارف إنسانية ومفاهيم اجتماعية موضع التطبيق والممارسة العملية ، بإدراك وثقة وتمعن في المواقف والمعضلات التربوية المتعدد التي تحدث في المدرسة وفي حجرة الدرس وتلك التي تصدر عن الطلبة .

اعتقد ان الهدف الأساسي من مرحلة إعداد وتأهيل المعلم ينضوي على تكوين وصياغة معلم مدرك ومتعلم وماهر ومثقف ثقافة ناضجة لأداء وظيفة محدد تختص بالتربية والتعليم ، لذا كان من أولويات العمل النظر إلى عملية تدريب وتأهيل المعلم كمنظومة تشتمل علي أساليب وطرق متجانسة تعكس في ذات الوقت الأطر والخصائص الثقافية والعقائدية والاجتماعية للنظام التعليمي الذي من أجله أقيم ذلك النظام ، ويستمد منه استمرارية الاتجاهات الحديثة في مجال إعداد و تدريب المعلمين ، بحيث تركز عملية التدريب أثناء الخدمة الممارسة العملية في الميدان ، والاعتماد علي مفاهيم التعلم الذاتي ، وتفريد التعليم ، وتنظيم العلاقة بين المعلم والطالب على أساس إبراز قيمة الطالب ، وتوظيف التقنية في اكتساب المعارف والمهارات ، اضافة الى استخدام التجديدات التربوية وتوجيه برامج التدريب مع توفير المنهج التدريبي المبني على الكفاية ، مع ضرورة إعطاء الدروس العملية ما تستحق من اهتمام ، اضافة الى الاهتمام بالتدريب المصغر لرفع مستوى النمو المهني للمعلم .

كما واعتقد ان الوضع الراهن لبرامج إعداد المعلم وتدريبه يتجه نحو فلسفة في الإعداد ضمن اتجاهين ضروريين ، وهما الاتجاه التتابعي ، والاتجاه التكاملي ، حيث يركز الأول على أولوية الإعداد العلمي للتأهيل ، ثم يترك التأهيل التربوي للتدريب أثناء الخدمة أو للممارسة الفعلية للعمل ، أما الإعداد التكاملي فيركز على إعداد المعلم وتأهيله علميًا ، وضمن ذلك ، فانني اعتقد ان الاسلوب الذي انتهجته اكاديمية الملكة رانيا في تدريب المعلمين والمستوحى من برامج كلية تدريب المعلمين في جامعة كولومبيا يسير وفق هذا السياق ، حيث الاتجاه نحو التربية العملية والتي هي من أهم مكونات البرنامج الناجح ، حيث إنها تزيد من ثقة المعلم المتدرب بنفسه ، وتهيئ له الجو للتعامل مع الميدان بكل مكوناته ، مع معلمين فعليين ، وجو مدرسي حقيقي بمعاناته ومشاكله ، والتعايش الفعلي مع كافة تفاصيل العمل حيث إن خبرة التربية العملية تزيد من ثقة المعلم بنفسه مع وجود المعلم (المشرف )المتعاون ، والذي من الممكن أن يكون دعامة قوية للمعلم المتدرب ، وهو المطور والمستهدف في ذات الوقت بعملية الإنماء المهني ، وعنصر رئيس في نقل الخبرات ، بجودة عالية عند تمتعه بالكفاءة وثقافة العمل التعاوني والمسؤولية المشتركة.

وللحديث بقية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :