على مدار الساعات الماضيه، والقادم من لحظات نرقبها بقلوب فرحة، نعيشها في كل أنحاء الوطن من جنوبه إلى شماله، وعلى إمتداد الشوارع والطرقات والساحات، وفي كل المدن والقرى في مناطق الأرياف والمدن والمخيمات، وصور الأمير العريس، وعروسه التي ستكون الأميرة والفتى الهاشمي أميرنا الشاب، يحيلون جنوب الشام الى أرضًا تربط الشام بالجزيرة مرة أخرى.

تحتفل الاردنيات بحفلات الحناء التي بدأتها جلالة الملكة"أم العريس " وبحضور يمثل الكثير من نساء الاردن من شماله الى جنوبه، وبذات الوقت كانت هناك حفلات حناء في كل المحافظات والالوية حيث تُقام احتفالات بالعرس الأردني، ثم حفل "القرا" الذي مثل لوحات من رقصات الدبكة من كل مناطق المملكة في حفل حضره لفيف من الأردنيين في مضارب الهاشميين برعاية جلالة الملك وحضور سمو ولي العهد الذي نفرح به، وأشتمل الحفل على فولكلور أردني من الرمثا والاغوار ومعان والعقبه والسلط والكرك والمفرق ومادبا وجرش وعجلون ومن الفولكلور الشركسي وموسيقات القوات المسلحة، ومأدبة عشاء "قرا" أقامها الملك لرجالات الدوله والعشائر والاحزاب والضباط المتقاعدين سبقه حفل "حمام" لسمو الامير لدى إبن عمه سمو الامير عمر بن فيصل، وهذه عادة اهل الشام يقيمونها للعريس، ويستعيدها الهاشميون ويأصلون لها، تكريسًا لاستمرارها والتحبب فيها، ويتداخل بين هذا كله إحتفال ضباط وضباط صف وجنود القوات المسلحة بزميلهم ورفيق السلاح سمو الامير الحسين ويحملونه على الاكتاف ويشاركونه الدبكة الاردنية المعروفه، وسيتسنى للاردنيين بمتابعة وحضور الموكب الأحمر الذي يبدأ من قصر زهران بيت بدايات الدولة حيث مراسم عقد القران وانطلاق الموكب الى قصر الحسينية " بيت الأردنيين" حيث الاحتفال بزفاف الامير وحضور الحفل الرسمي والعشاء ثم استكمال العرس بحضور الوفود الرسمية والشعبية.

نستعيد الق الفرح الذي تبعه الهاشميون كما كان يرسمه الأجداد والاباء بذات المفردات ليكون طريقا على الاجيال القادمه ان تتعقبه وتعمل على المشي عليه، نستعيد الفرحة والخطى التاريخية، وعلى قيم البهجة التي رأيناها في عيون الملك والملكة والد ووالدة العريس وفي عيون أم العروس، وكأننا بتاريخ الترابط العربي الذي يساهم الهاشميون بصناعته فالعريس أمير هاشمي يرتبط في اهم واقدس بطون العرب، ويمتد الى الحد اسماعيل جد العرب وأحد أنبيائهم.

ما يجمل عروبتنا أنها تتوشح بالهاشميين الذين وطدوا اواصر القربى بين كل بطون العرب في الشام والجزيرة والعراق حاضرا وماضيا ومستقبلا.

مبارك لجلالة الملك عبدالله زفاف سمو الامير وللشعب الاردني الذي يشارك ال هاشم فرحته بهذا الزفاف المبارك.

مبارك لكل أردني وأردنية من يتخلل شعاع الفرح لبيته وأهله، وما أجمل الاحتفالات التي أعدها الاردنيون في بيوتهم باسم الهاشميين واحتفالا باميرنا وولي العهد الذي ينتقل بين المضارب والقرى ليلبي دعوة سبدة ترجوا ام تشارك في حناءه في حرثا، ونساء يحتفلن به في الرمثا والسلط ومعان وكأنه يعني كل أردنية كأخ وإبن ، وكذا يفعل الاردنيون حين تتغني به القبائل، ويحتفون به في مواسم فرح موازية للفرح الرئيسي الذي يشمل كل عاداتنا وتقاليدنا، ونقرأ في عيون عبدالله وعيون الملكة دموع الفرح ككل أب وأم ما يجعل من هذا العرس عرس لكل أردني وأردنية وما يجعل من الحسين عريسا في كل بيت وينتمي لكل عائلة ويكون الوطن عائلته الكبرى ليلقى عائلته الصغرى بخير ومباركة وحب.

اللهم احفظ الحسين وعائلته الصغيرة، واحفظ الوطن عائلتنا الكبيرة، واحفظ القائد وهيء لنا واقعًا من النعيم والتوفيق والسؤدد.