ترقب العائلة الاردنية الكبيرة عقد قرآن أميرنا وولي العهد سمو الامير حسين بن عبد الله الثاني اليوم ،وقد عمت الأفراح ديار الأردنيين العامرة طيلة الأيام الماضية إحتفالات ملكية عريقة ومتوارثة وفق البروتوكلات الخاصة وثقافة أردنية في الوقت ذاته.

اليوم ونحن نزف أميرنا وولي العهد بموكب وطني والذي يشارك به ضيوفاً من العرب والاجانب هذا العرس الملكي الذي يدمج الأرث الملكي والفلكلور المحلي والذي يبرز للعالم أجمع صورة زفاف إبن العشيرة الاردنية الكبيرة ،والذي لم يكن أول زفاف للأردن من قبل فكان جده المغفور له الملك حسين بن طلال وجلالة الملكة نور والملك عبد الله الثاني والملكة رانيا من أبرز حفلات الزفاف التي شهدها الاردن الحديث .

أما العرس الملكي اليوم والذي سيتم عقد القرآن به في قصر زهران العامر وهو القصر الذي بني بعد قصر رغدان وقصر بسمان في عام 1957م وكانت المغفور لها الملكة زين الشرف تقيم فيه حتى وفاتها عام 1994م .

واليوم ليس بجديد على الأردنيين المشاركة بزفاف إبن الاردن إبن العشيرة الواحدة والمشاركة بموكب الزفاف الاحمر وهذا الموكب الذي نألفه كأردنيين منذ عهد المغفور له الملك حسين بن طلال رحمه الله .

ولعلنا نستذكر تاريخ الاردن بزفاف ملوك وآمراء شارك بها الاردنيين من شتى الاصول والمنابت ومن العرب وغيرهم ،ولعلي استذكر الاخبار في زفاف المغفور له الامير طلال ولي عهد الأماره في حينه ،فكانت كما يلي : لا تزال الاحتفالات الشعبية قائمة على قدم وساق في الليل والنهار لمناسبة عقد قرآن سمو الامير طلال في جميع انحاء الامارة وتسير ليلاً بالاهازيج البدوية بحسب عادات القبائل وتصعد الى رغدان بشعور الفرح والسرور وقد عطلت بذلك اليوم جميع الدوائر الرسمية ووزعت البطاقات على عدد كبير من زعماء البلاد ورجالها للحضور مآدب خاصة تقام لهم يومياً ،أما ترتيبات العرس في اليوم الثاني حضره المندوب السامي وكبار موظفي فلسطين .وقد سجلت الوثائق بأن حفل الزفاف كان يوم 15 شعبان وانه سيصدر عفو عام عن المحكومين وان جلالة الملك علي سيحضر شخصياً وخطيبة سمو الامير هي الاميرة الهاشمية بنت سمو الامير عبد المجيد وحفيدة الصدر الاعظم المشهور كامل باشا وهذا اقتران مميون بين العائلتين الكريمتين اللتين تولتا امارة مكة.أما سماحة الشيخ سعيد الكرمي والذي ارسل للمغفور عبد الله الاول قصيدة بهذه المناسبة وبعض منها :

نادي يا كناف الحمى داعي الهنا – مبشراً بالأنس في نيل المنى
وفي ظلال السعد حياها الحيا- قال طلال الصفا هيا بنا
شبل اميري ونبي المصطفى – وقد كفاه ذاك مدحا وثنا
ان الولاء لبني عون الرضا – لم يتخذ غير فؤادي ممكنا

أما المغفور له الملك حسين بن طلال والذي تزوج أكثر من مرة وكانت الاؤلى من أميرة هاشمية وهي الملكة دينا عبد الحميد والتي نالت اول لقب ملكة الاردن وحصلت عليه في 18 نيسان عام 1955م والثانية من الاميرة منى الحسين والدة جلالة الملك عبد الله الثاني وثم الملكة علياء بهاء الدين طوقان والرابعة الملكة نور الحسين .وبعدها شهد الاردن زفاف الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا .وقد شهد الاردن العديد من حفلات الزفاف لأمراء وكانت تمتاز بالبساطة الملكية التي تتناسب عادات والتقاليد الموروثة وكان أخرها زفاف الاميرة ايمان أبنة الملك عبد الله الثاني والذي أمتاز بالبساطة والرقي واخذ امتياز توديع وزفاف العروس الاردنية بكل تفاصيله الموروثة .

ولا شك اليوم تعزز احتفال الاردن بزفاف سمو الامير حسين بن طلال إرث وتقاليد العرس الاردني والذي انشغل به الاردنيين طيلة الايام الماضي ولا زلنا الذي تنوعت به الاحتفالات والافراح والتي حملت الدلالات الاجتماعية المترابطة،بدءً من حفلة الحنا التي أدت بها جلالة الملكة رانيا العبد الله الصورة الحقحقيقية للام الاردنية وأعطت للعالم الصورة بحنية وسعادة وشعور ودموع ، التي ترافق امهاتنا الاردنيات بزواج اولادنا وحفل حمام العريس ووليمة العرس (القرا) وحفلات السامر والدحية والاهازيج وجسدت معاني الالتفاف والتشابك الايجابي بين الاردنيين والعائلة الهاشمية ووفقاً للماضي والحاضر وهذا ما جسده مولانا الملك عبد الله الثاني في كلمته المحكمة بالحكم والوصايا لولده بمخافة الله في وطنه وشعبه .وهذا الزفاف يعكس الصورة الحقيقية للتلاحم والتناغم بين الاسرة الكبيرة الواحدة الذي يمثلها مولانا ابا الحسين ولن ننسى أن العلاقة الوثيقة والسياسية التي رسخها جلالة الملك عبد الله الثاني كنظام للحكم مع دول العالم والمنطقة والتي تنعكس في نوعية الحضور لهذا العرس الملكي والذي يمثل الاحترام والتقدير للاردن ومكانته الذي كان دائماً منحازاً للقيم الانسانية والعربية والقومية والمواقف الدولية .


وزفاف سمو الامير اليوم وعقد القرآن ما هو الا صورة لتحكي للعالم (احنا الاردنيين بفرحنا .. وترحنا نحن كما نحن بلهجتنا احنا هيك ).

هنيئاً للجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وجلالة الملكة رانيا العبد الله سمو الامير حسين بن عبد الله وجعل السعادة والود والمحبة ربيع بيتك وقلبك .