facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بورتريه : الدوري والفجر الآخر


19-07-2007 03:00 AM

عمون - د. مهند مبيضين
فجر آخر ذاك الذي اكتشف الطبيب الفذ زيد الدوري بأن والده يرقبه، إنه الضوء القادم من الشرق المنبثق فجرا نحو لوحة علقت في صدر الغرفة رقم 3 في الطابق الثالث الذي رقد فيه العمدة عبدالعزيز الدوري إثر تعرضه لوعكة صحية لا زال على إثرها على سرير الشفاء بإذن الله.الدوري ما زال متمسك بالجمال الذي زين روحه وخلقة فجعله ينظر الضوء وينتظر الفجر يشق النهار الطويل مؤذنا بولادة يوم جديد ينطلق به الدوري نحو الجامعة الأم ثم يفتح مكتبة في تمام الثامنة ويشرب الشاي وربما يملأ غليونه، ثم يشرع بمعركة الوعي التي أوقد شعلتها وما زال يحمله عنونا لخطى الثبات في شخصية المؤرخ العمدة.

ثمة ما هو أكثر من مجرد المرض
وأكثر من التاريخ
وأكثر من مجرد أطباء وحالة استشفاء
ثمة روح أخرى في غرفة الدوري
هناك ارتسمت الابتسامة على وجه العمدة
فاضت عيني بالدمع وقال: مهند لا تبكي
يا الله هذا عبدك أفض عليه من القوة ليبقى
يا الله امنحه قوة الشفاء...

في لحظات يرقب الدوري المكان، يطل بخفة كبيرة، فيما المرض يشتد، بيد أنه صامد، حملتنا ساعة الزيارة عدة مرات أن وعالم الاجتماع السوداني حيدر إبراهيم في المرة الأولى ثم أنا وإيمان ثم مع المؤرخ الفرنسي جون بول باسكوال، ابتسم الأستاذ معلنا أن بوصلته لا زالت قوية في التعرف على جغرافيا الزوار، وما زال زيد يحاور والده بروح ملائكية وحوله الدكتورة هدى الدوري وأم زيد والفاضلة الدكتورة غيدا خزنة كاتب طالبة الدوري من قبل وزميلته اليوم، لا شيء يعدل لحظات الودّ تلك غير الشعور بعظمة منافسة للحب الكبير الذي ملأ به الدوري قلوب من عرفوه مربيا وأستاذا وزميلا وأبا.

مع الكبار يكون للمرض شكل آخر، فهو يندحر بإرادة الحياة ويذهب مهزوما أمام قوة النفس والروح، إنه ابن الدور التي بها عرف، وبه تشرفت، منذ كان طالبا ثم مؤرخا كبيرا ملتزما بعدة المؤرخ الثبت.

من الأربعينيات والدوري يمهد لحالة من الوعي لفكرة الأمة ولازال، ومنذ السبعينيات وهو يجزل العطاء في الجامعة الأردنية فخرج الكثير وتتلمذ على يديه نفر من المؤرخين الشباب الذين تسلحوا بوعي الرجل.

منحا الدوري الكثير، شذب ذوق الطلبة وأعطاهم مكنة التبصر بالروايات التاريخية، وما عودهم على اللين أمام غواية النص، ممارسة فذة تلك التي بلغها فإذا به كامل العدة من حين النقد وأدوات البحث وسبر المتون.
لا حاجة لكثير من القول غير أنه من الواجب القول بأن ورد أبا الحسين ورئيس الديوان الملكي ومدير الدائرة الإعلامية بالديوان الملكي امجد العضايلة وصل على غرفة الأستاذ، فلم يمض وقت طويل بين خبر مرض الأستاذ وبين وصول الورد إليه ، ولم يترك الأستاذ الأمر دون أن يشكر تلك المبادرة.

اختم بالقول: أن للمرض في حضرة الكبار شكله الآخر.... فيا رب امنح الأستاذ من قدرتك ومنعتك وأحفظه بعينك ليمدنا بجمال آخر لذاك الفجر الجميل.
Mohannad974@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :