قبل هنهيهات وانا احزم حقائب سفري تلقيت الخبر المفزع.. وليس كاي خبر.. خبر رحيل من كان اسمه مقترنا بنطاسية الابداع والتألق وفن الجراحة وعلومها.. حلق عاليا بمؤسسته مدينة الحسين الطبية وبعظيم جراحاته وابداعاته الى عنان السماء وكيف لا وهو الذي ادخل زراعة الكبد للأردن و لمدينة الحسين الطبية التي نحب وننتمي والذي اعطى جهده وربيع شبابه لها.. أي شاب وشباب.. كنا نراه وكان الجراحة خلقت لهذا الشاب ابن اربد الخرزات الذي منحه الخالق بسطة في الطول وحكمة في العقل وهيبة في الحضور وابداع قل نظيره.. كيف لا ونحن نرى انامله تداعب جراحات وانين مرضاه سعيا لشفائهم وسعادتهم وكيف لي يا معلمي ان لا تفيض مشاعري ووفاءي لك أيها العظيم وقد كنت على تواصل معك قبل أيام قلائل عندما بعثت لك مقال شدني في عمون للدكتور كامل العجلوني يأبن عظيم ونطاسي اخر كنا قد فقدناه قريبا... الدكتور عارف البطاينة رحمه الله..

لم أكن أتوقع وانا اراسلك وكنت دائما تحثني على الكتابة ان تكون محادثتي الأخيرة معك ولكنه قدر الله وكلنا اليه راحلون ولكن اسمح لي ان ارثيك يا من كنت المعلم القدوة والنطاسي البارع الذي لا يطارحه التعب واليأس قيلا.. واسأل الله ان يرحمك ويغفر لك وان تكون في عليين في جنة عرضها السماوات والأرض اعدت لمن نهض بوطنه واخلص لجيشه وتلاميذه فكنت العظيم الذي كنت ترتجى لكل عظيما وستبقى عظيما بنظر تلميذك الذي سيفتقدك واسأل الله وانا اشهد بنوره الاسمى وأسماءه الحسنى.. يا كريم يا حليم وفي ليلة الوقوف بعرفات والتي ينزل الله فيها إلى الأرض لعظمتها ان يرحم معلمنا الدكتور بشير الجراح ويبدله دارا خير من داره وان نلقاك في عليين.

فرحمك الله وانا لله وانا اليه راجعون، وأعظم الله اجر الوطن بفقد ك يا حكيمنا وعظيمنا.,