عمون -السفارة الاوكرانية- قبل غزو الاتحاد الروسي واسعة النطاق الى الاراضي الأوكرانية ذات السيادة في السنة 2022 كانت أوكرانيا تنتج الغذاء لـ 400 مليون شخص وكانت أوكرانيا تمثل 47% من السوق العالمي لعبادي الشمس و 17% من الشعير و 14% من الذرة و 10% من القمح. في الدول مثل لبنان و الهند و العراق و الصين وكانت بعض المنتاجات الزراعية من أوكرانيا تمثل أكثر من 50% من الواردات.

ليس هناك بلد مع غذاءه قادر على استبدال أوكرانيا في 4-5 سنوات مقبلة.

الحرب الروسية ضد أوكرانيا لم تؤدي الى موت الأوكرانيين فحسب، بل عن طريق تدمير البنية التحتية لموانئ ومحطات الحبوب في أوكرانيا وضعت روسيا 70 مليون شخص في العالم على وشك المجاعة. وذلك دليل مباشر للجرائم ضد الانسانية بينما هناك الدول التي تعاني من الجفاف و نقص الغذاء وأسعار عالية تدمر روسيا الغذاء الذي يمكنه أن يغذي ملايين شخص.

كل سنة تتزايد الحاجة الى المنتجات الغذائية عالميا بـ2-3 %، ويمكن أن يصل نقص الحبوب في أسواق إفريقيا وآسيا إلى 10-15% في العام 2024.

في إطار جهود ايجاد المخرج من أزمة الغذاء العالمية التي سببتها روسيا ووفاءً بالتزاماتها باعتبارها الضامن الغذائي العالمي حتى على الرغم من الوضع الصعب في أوكرانيا طرح الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي المبادرة الإنسانية "الحبوب من أوكرانيا" خلال قمة الأمن الغذائي الدولية التي عقدت في كييف في 26 نوفمبر 2022. ونتيجة للقمة جمع برنامج "الحبوب من أوكرانيا" حوالي 220 مليون دولار أمريكي من الاموال.

ضمن البرنامج الذي يتم تنفيذه بالشراكة مع برنامج الغذاء العالمي حيث أرسلت أوكرانيا 170 ألف طن من القمح إلى البلدان التي تعاني من الوضع الغذائي الأكثر تعقيدا - إثيوبيا والصومال واليمن وكينيا. وسيتم توسيع البرنامج و سيشمل نيجيريا والسودان وموزمبيق/ملاوي ومدغشقر وجيبوتي وموريتانيا ولبنان وبلدان أخرى.

وتنص آلية برنامج “الحبوب من أوكرانيا” عن الشراء المباشر للمنتجات الزراعية من قبل الدول المشاركة من الشركات الأوكرانية ونقلها إلى الدول التي توجد على حافة المجاعة.

يخصص شركاء أوكرانيا الذين انضموا إلى البرنامج أموالاً لشراء سفن محملة بالحبوب الأوكرانية والتي سيتم شحنها مجانًا إلى الأشخاص والبلدان الأكثر ضعفاً. كما تخصص أوكرانيا الأموال لهذا الغرض من ميزانيتها التي مزقتها الحرب.

يمكن لأية دولة أو منظمة غير حكومية أو شركة خاصة الانضمام إلى برنامج "الحبوب من أوكرانيا". وقد انضمت إليها أكثر من 30 دولة ومنظمة دولية.

وكجزء من البرنامج أنشأت أوكرانيا مجموعة التنسيق الدولية لمنع الجوع التي تضم ممثلي الحكومات والشركات والجهات الخيرية الذين يمكنهم التأثير بشكل مباشر على الاحتياجات الغذائية لملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم. وسوف تعد مجموعة التنسيق خارطة طريق للعمل العالمية المشتركة لمنع أزمة الغذاء العالمية من التفاقم. وسيقوم برنامج الغذاء العالمي بالتعاون مع أوكرانيا والدول المانحة بتحديد المستفيدين من الحبوب الأوكرانية من بين الدول التي تعاني من نقص حاد في الغذاء.

إن تغذية العالم له معنى عميق بالنسبة للأمة الأوكرانية التي نجت من الإبادة الجماعية من خلال التجويع اسمه "هولودومور" التي ارتكبها ستالين قبل 90 عامًا وتحيي الأوكرانيون كل سنة ذكرى 4.5 مليون من ضحاياها. واليوم بسبب الحرب الروسية ضد أوكرانيا يعاني الناس في أجزاء أخرى من العالم من نقص الغذاء وارتفاع أسعار المواد الغذائية. ولن تسمح أوكرانيا لروسيا بتكرار هذه الجريمة سواء لنفسها أو لدول أخرى. لذا فإن إمدادات الحبوب يجب أن تستمر وسوف تستمر.

كما يعد الأمن الغذائي أحد العناصر العشرة لصيغة السلام الأوكرانية التي قدمها الرئيس زيلينسكي في قمة مجموعة العشرين.

وكخطوة تالية ستعقد أوكرانيا "القمة الدولية الثانية للأمن الغذائي 2023" التي تهدف إلى تعزيز دور أوكرانيا كمشارك موثوق به في الإمدادات الغذائية العالمية وكشريك لبرنامج الأغذية العالمي و تكثيف مشاركة الشركاء الدوليين في مبادرة "الحبوب من أوكرانيا"، وتوسيع قائمة البلدان المتلقية و التنسيق مع المجتمع الدولي كالتحالف من أجل الأمن الغذائي الذي سيخلق النفوذ اللازم لإنهاء الحصار الغذائي الذي تفرضه روسيا.

* سفارة اوكرانيا لدى المملكة الأردنية الهاشمية.